&
لندن ـ علي المعني: في الميثولوجيا الاسلامية التي سادت لقرون من البعثة الصحيحة للرسول الاكرم محمد بن عبد الله (صلعم) جاء ذكر اعور الدجال. واذ الحال لا ينطبق فقهيا على الملا محمد عمر زعيم الطالبان فانه من جماعة الكفر التي يجب معاقبتها حسب الشريعة في قتل انفس بريئة.
وحين يقرر المجتمع الدولي معاقبة هذا الملا الطارىء على الحال الاسلامي فانه يؤكد منتهيات العدالة الاسلامية المقررة اصلا في حال شرعي.
والملا عمر كان حاكم افغانستان لسنين خمس، اعاد الاسلام في الذاكرة والبعد في التعامل الى سنوات ظلامية ضد حقوق الانسان وهو ما اكرم الله في خلقه.
والحاكم السابق الذي تخلى عن سلاح الحقد طالبا العفو والمغفرة اليوم بعد انهيار آخر معاقله في قندهار لم يعط الاسلام حقه، ولم يعط المسلمين حقوقهم كاصحاب رسالة عظيمة، انهم اليوم ارهابيون وقتلة يجب التأكد من حالهم الشخصي في أي بلد يدخلون او يخرجون حتى وان كانوا طلاب علم في جامعات الغرب.
ومصير هذا القائد فاقد عينية في صراع قبائلي قبل خمس سنوات غير معروف، فالشريعة الاسلامية تدينه على جرائم اقترفها في حق الدين الحنيف، فهو منع وسائل الاتصال وقرر ان لايكون هنالك أي اتصال بين مواطني افغانستان والعالم، ومنع الاذاعة والتلفزيون، ونحر بلدا له مآثره على مدى التاريخ منذ الفارابي وابن سينا الطبيب الرئيس والشيخ.
&واخيرا دمر هذا الملا معالم الثقافة التاريخية العريقة التي ايدها الاسلام الكبير ممثلة في تماثيل رائد الحضارة الانسانية الحديثة بوذا، وحين وقف على تلك الاطلال القادة المسلمون الاوائل حافظوا عليها استنادا لتعاليم مهمة في الوعي واجتذاب ما فقهه الآخرون في العلم.
هذا الصبي الخجول اصبح قائدا في عشية وضحاها ولعل باكستان الاسلامية تتحمل وزر ذلك من خلال جهاز استخباراتها الهش الذي لا يتعاون الا مع المستضعفين وذوي الحاجة المادية لتدبير معاش اسرهم اليومية.
الملا عمر، غير القادر على التعبير في أي منتدى اصبح زعيما بين عشية وضحاها، في غياب من العقل والادراك الانسانيين، الا ما كانت مخابرات باكستان الجارة تفعله لتحقيق مآرب في نفس داوود، وهي نجحت في ذلك نكاية بالجارين الايراني والهندي سواء بسواء.
يستسلم الملا ، وتستسلم معه باكستان للقوى الاكبر، وتعلن اسلام اباد غلق مدارس فقه ما يسمى بـ "فقه السلف الصالح"، اذا فالحرب ليست ضد الملالي الايرانيين او الملات الباكستانيين بقدر ما هي حرب ثقافات او حضارات؟.
الملا عمر المولود في العام 1959 من اسرة فلاحية بسيطة بالقرب من قندهار والمتزوج من نساء عديدات حسب نهجه الخاص في الاسلام، قاد اسوأ الثورات في التاريخ الاسلامي.
وكان دستوره قائم على القتل وتقطيع الايدي والسجن والاعدام، تاريخ لا يمكن لأحد ان يكتبه الا بالألم المرافق، وهو تحالف مع مجموعات من الخارجين على الشرعية في بلدانهم من امثال اسامة بن لادن وانصاره المرفوضين في بنية المجتمعات المتحضرة.
ويعلن الملا محمد عمر ونظيره في القيادة بن لادن بين حين الى آخر ما يسمى "الجهاد" وهو تعبير له دلالاته الكبيرة حين الشدة اسلاميا، ووقت حصار دار الاسلام وكثيرون يصفقون ويصدقون في اصقاع تمتد من موريتانيا الى فلسطين واليمن مرورا بالعراق.
واعطى كل من الملا وبن لادن لصاحبه لقبا، فالاخير نعت عمر بأمير المؤمنين، والثاني نعت صاحبه بقائد "الثورة على الكفر".
واخيرا يسقط (العراب) المتشدق بالاسلام طالبا النجاة من تلك القبائل الصارمة في التعامل افغانيا، وهو سلم كابول من دون حرب واخلى مزار الشريف وجلال اباد وكل تلك القلائع المهمة في التاريخ وصولا الى قندهار ، وهو بذلك عبر عن حال فاشل في الابعاد والاستراتيجيات واثبت هو وانصاره من القاعدة مقولة العرب الاولى (ما هكذا تورد الابل يا سعد).
الملا محمد عمر كان طالبا فاشلا في الدراسة، وهو اعتنق ما يسمى السلفية في الاسلام، وهو لم يطبقها بحذافيرها ووجد ضالته في اسامة بن لادن وايمن الظواهري المنشق المصري وكل المنافقين والخارجين على الشرعية لتحقيق طموحات خاصة بعين واحدة فقط، فان كان هو ضرير عين الشمال بيولوجيا، فان غيره كان ضرير التقدير من جميع الاتجاهات.
الاف من النساء العربيات واطفالهن يعشن الضيم والغربة والتشرد من اجل ثورة لا يعرفونها ، فيما افغانستان تتفقى في بون ، والسؤال هو: ما مصير هؤلاء من الناس من الذين لا يعرفون الملا امير المؤمنين محمد عمر ونده قائد الثورة اسامة بن لادن.
لقد تحركت الامانة العامة للمؤتمر الاسلامي اعلاميا.. ولكن الحراك يجب ان يكون عمليا لتجاوز المهزلة التي قادها الملا محمد عمر ونده بن لادن لسنوات خمس مضت.