إيلاف&- نبيل شرف الدين: علمت (إيلاف) أن الولايات المتحدة الأميركية تعتزم شن حروب على الدول المعنية على ثلاث مراحل، صنفت وفق خطة الـ"CIA" على النحو التالي:
1 ـ السودان، الصومال، اليمن، كمرحلة اولى لضرب مناطق ارهابية في هذه الدول، على علاقة بتنظيم "القاعدة".
2 ـ اندونيسيا، الفيليبين، ولاية كشمير، مقاطعة سينكيانغ الصينية ذات الاغلبية الاسلامية التي تطالب بالاستقلال عن الصين، الحركة الاسلامية المتطرفة في جمهورية اوزبكستان المتحالفة حالياً مع واشنطن في الحرب ضد افغانستان، التي تقيم قواعد ومعسكرات بالتعاون مع بن لادن في وادي فرغانا قرب الحدود الافغانية.
3 ـ سوريا، لبنان، العراق وأخيراً إيران ، ليصل بذلك عدد الأهداف إلى 12 منظمة ودولة ، ووفقاً لهذه الخطة فقد خرجت مسألة توجيه ضربة للصومال من مرحلة التنبؤات ، إلى حد اليقين ، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها تواصل عملياتها لجمع المعلومات في الصومال ودول شرق أفريقيا بحثاً عن صلات وتواجد لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن في هذه البلدان، في الوقت الذي يواصل فيه محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI تمشيط هذه الدول بحثاً عن صلات وممولين للتنظيم فيها ، وصرح وولتر كانستاينر مساعد وزير الخارجية الأميركي ، أن بلاده ما تزال مستمرة في جمع المعلومات حول الصلات المحتملة ، أن تكون قائمة بين الصومال وأنشطة الإرهاب الدولي عامة والأصولي على نحو خاص ، لا سيما في ظل وجود منظمات أصولية مرتبطة بقاعدة ابن لادن ، ومن أشهرها تنظيم "الاتحاد الإسلامي" في ما يعرف بجمهورية أرض الصومال وبلاد بونت أو "بونت لاند" .
وقد حامت طائرات الاستطلاع والتجسس الأميركيّة في أجواء مقديشيو استعداداً لضربات جوية موجَّهة للصومال، في إطار "حملة مكافحة الإرهاب" التي طالت أفغانستان منذ 7 أكتوبر الماضي ، وقالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الصادرة اليوم ، نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قولها إن الطيارين الأميركيين قاموا بعدة طلعات فوق الصومال بالقرب من الحدود الكينية ، ولديهم أوامر بضرب معسكرين تابعين لتنظيم القاعدة، كما وضعت السفن الحربية الأمريكية قبالة السواحل الصومالية بالقرب من العاصمة مقديشو في حالة تأهب لشن أي هجوم ضروري .
كلاشينكوف بدجاجة
ولا تنفرد الصومال بهذه الحالة الفوضوية في انتشار الأسلحة الصغيرة وضعف السلطة المركزية ، فتجارة الاسلحة الصغيرة والخفيفة تزدهر في المناطق الحدودية بين السودان واوغندا وكينيا الي درجة ان قيمة بندقية الكلاشنكوف طراز اي. كي ـ 47 انخفضت من 10 بقرات في عام 1986 الي بقرتين فحسب في العالم الحالي ، ويعزو المسؤولون الأوغنديون ازدهار تجارة الموت في تلك المناطق الي عدم الاستقرار الذي يشهده جنوب السودان، ونشاط المتمردين في شمال وشمال شرقي اوغندا وشمال غرب كينيا.
وتأتي هذه الاسلحة من مصادر عديدة، في مقدمتها الهاربون من مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان المناوئ للحكومة السودانية، الي جانب تجار السلاح في اوروبا الشرقية، ومتمردي جيش الرب للمقاومة الأوغندي المناوئ لحكومة الرئيس يويري موسفيني، وجنود القوات المسلحة الأوغندية.
وقال مسؤولون عسكريون في كمبالا ان سعر البندقية الاوتوماتيكية علي الحدود السودانية ـ الأوغندية لا يتجاوز 150 الف شلن اوغندي، تعادل نحو 86 دولارا اميركيا ، فيما يصل سعر المسدس الي 50 الف شلن (نحو 28 دولارا)، وتباع الطلقة الواحدة في تلك السوق مقابل 200 شلن اوغندي (تساوي 11.0 دولار)أما داخل جنوب السودان ذاته، فان اسعار الاسلحة ارخص بكثير، ولا يتعدي سعر بندقية الكلاشينكوف ما يدفعه المتسوق لشراء دجاجة .
ممرات آمنة
واشار تقرير اعدته منظمة اوكسفام البريطانية الي ان الوادي الواقع بين حديقة كيديبو الطبيعية وسلسلة جبال نانغاي الجنوبية السودانية يستخدم ممرا لعبور تجار الاسلحة الخفيفة الي اوغندا، ويمكن للواحد منهم ان يحمل علي ظهره عددا قد يصل الي خمس قطع من تلك الاسلحة، وتقول المنظمة ان بريطانيا تعتبر ثاني اكبر مصدر لتلك الاسلحة الفتاكة بنسبة تتراوح بين 20 و25%، فيما تصل النسبة مع دول الاتحاد الاوروبي الاخري الي 30% وتقوم الدول الاخري الاعضاء في مجلس الأمن الدولي بتوفير 58% من الاسلحة الخفيفة والصغيرة التي تجد طريقها الي سماسرة السلاح في مختلف ارجاء العالم بطريقة غير شرعية.
واشارت اوكسفام الي ان طرقا عديدة تستخدم في توصيل السلاح الي اوغندا والدول المجاورة، فقد استخدمت شركة للشحن الجوي يملكها رجل اعمال بريطاني، ويقودها طاقم بريطاني في تهريب كميات كبيرة من الاسلحة الي السودان في عام 1998، وذكرت المنظمة انه في ظل عدم وجود قيود من جانب الحكومة السودانية وحركة التمرد التي تقاتلها يصبح صعبا للغاية ضمان عدم وصول تلك الاسلحة الي ايدي مواطنين اوغنديين.
وفي كينيا تنتشر في السوق السوداء جميع انواع الاسلحة، حتي البنادق التي كانت شائعة ابان الحرب العالمية الثانية، الي احدث البنادق والمسدسات الاوتوماتيكية ، وفي القطاع الشمالي من كينيا يمكن من خلال المقايضة ببقرة واحدة الحصول علي 100 طلقة ، وقالت منظمة اوكسفام ان 170 الف شخص قتلوا باسلحة خفيفة وصغيرة في ما يسمي جمهورية ارض الصومال خلال الفترة من عام 1986 الي عام 2000 .
التترانايت
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن كانستاينر قوله في تصريحات أدلى بها للصحافيين في العاصمة الكينية نيروبي أن الصومال تمثل مصدراً للشعور بالقلق بالنسبة لنا وذلك بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بها ، ويبدو واضحاً أن هذه الدولة تمر حالياً بمرحلة انتقالية وهي مرحلة قد لا يوجد فيها نوع من السيطرة أو التحكم على الأوضاع· ومضى المسؤول الأميركي قائلاً ومن ثم فإنه من المحتمل أن تصبح الصومال منطقة تجد فيها الخلايا الإرهابية ملاذاً مريحاً بالنسبة لها، وكان فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI قد بدأ أمس نشاطاً مكثفاً في المؤسسات المالية في دول شرق أفريقيا، وتركز نشاط الفريق الذي يتكون من خبراء في المجالات المصرفية والمالية في دولتي تنزانيا وكينيا، وقد أكد بيتر كولوسن المستشار الصحافي في السفارة الأميركية في نيروبي وصول فريق الخبراء، وقال إن الفريق يتكون من خمسة خبراء فنيين لمساعدة حكومتي كينيا وتنزانيا في تقصي عمليات غسل الأموال·
ولكن باسل امراميا وزير المالية التنزاني أكد أن الخبراء الأميركيين يحملون معهم معلومات تؤكد أن تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن قد قام بتمويل عملياته الإرهابية عن طريق تهريب الأحجار الكريمة من منطقة شرق أفريقيا، وكشف الوزير أن FBI أكد للحكومة التنزانية أن بعض الذين أدينوا في محاكمة المتهمين بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام كشفوا خلال المحاكمة أنهم كانوا يقومون بتهريب التترانايت من شرق افريقيا الى الولايات المتحدة وأوروبا، وأن تحريات FBI قدرت قيمة التترانايت المهرب الى الولايات المتحدة في الأعوام الأربعة الأخيرة بأكثر من 300 مليون دولار، مع أن حجم التجارة الشرعي للتترانايت بين الولايات المتحدة وتنزانيا لا يزيد عن 73 مليون دولار في ذات الفترة· وقال باسل إن فريق الخبراء الأميركيين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التنزانية يبحثون عن أعضاء من تنظيم القاعدة في منطقتي دار السلام وزنجبار كانت لهم صلات بتهريب التترانايت في الفترة السابقة ويعتقد مكتب التحقيقات الفدرالي انهم لا زالوا داخل الأراضي التنزانية، وأضاف الوزير أن الفريق الأميركي يتحرى أيضاً عن عمليات لغسل الأموال مرت عن طريق البنوك التنزانية .