&
القاهرة- إيلاف: في صمت، ومن غير ضجيج، توفي إلى رحمة الله تعالى الاحد بالمستشفي الجامعي بالزقازيق شرق مصر، الجندي المصري السابق محمد عبدالعاطي عطية شرف "51 سنة"، والذي اشتهر بلقب "صائد الدبابات" في أثناء حرب أكتوبر 1973، وذلك بعد أن ظل يعاني عاما كاملا آلام الكبد ودوالي المريء.
وعبدالعاطي من قرية شيبة قش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية في مصر، وهو متزوج ولديه 4 أبناء، وابنه الاكبر نقيب شرطة اطلق عليه اسم وسام، لحصول عبدالعاطي عند ولادته علي وسام "نجمة سيناء"، وهو أرفع وسام رسمي مصري، ولا يحصل عليه سوى الذين قدموا خدمات جليلة للوطن، من العسكريين خاصة، وقد استحقه عن جدارة المرحوم عبد العاطي بعد ان قام بمفرده خلال الحرب بتدمير سرب عسكري كامل قوامه 23 دبابة إسرائيلية، فضلاً عن مئات الجنود، كانت في طريقها لشق صفوف القوات المصرية في ما عرف بثغرة الدفرسوار حينئذ.
وعمل عبدالعاطي بعد انتهاء الخدمة العسكرية، موظفاً في الادارة الزراعية بمنيا القمح وتدرج في المناصب حتي مدير ادارة التقاوي بمنيا القمح.
ومن المقرر أن تشيع جنازة عبد العاطي عسكرياً اليوم (الإثنين)، وفقاً لما تقضي به القوانين المصرية التي تمنح الحاصلين على وسام "نجمة سيناء" حق تشييع جثمانهم عسكرياً، وسيتم ذلك كما علمت (إيلاف) في عاصمة المحافظة التي توفي ويدفن بها عبد العاطي، وهي مدينة "الزقازيق"، حيث ستقوم كتيبة من الجيش المصري، يتقدمهم قائد عسكري برتبة لواء، ومحافظ المدينة ومندوب من رئاسة الجمهورية، ويلف الجثمان في علم مصر، وتحمله مركبة عسكرية، إلى مثواه الأخير، حيث تطلق المدفعية 21 طلقة، عندما يوارى جسده الثرى، وتعزف الموسيقات العسكرية "نوبة رجوع"، وهي التي تطلق عند دفن الشهداء، أو القادة العسكريين الذين لقوا حتفهم في أثناء المعارك، أو هؤلاء الحاصلين على وسام "نجمة سيناء".
والأهم من هذه الطقوس العسكرية كلها، سيبكيه ملايين المصريين، بطلاً دافع عن وطنه بشرف، وعاش في الظل رافضاً لأي محاولة لاستثمار قصته الملحمية، فضلاً عن خلقه الشخصي الرفيع الذي تحدث به كل أبناء بلدته.