واشنطن- بينما تواصل الطائرات الحربية الاميركية قصفها المركز لمنطقة كهوف وانفاق تورا بورا في افغانستان، اعرب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عن قلقه الثلاثاء من ان لا يتسنى تقديم زعماء القاعدة وطالبان للمحاكمة بشأن الهجمات التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك، من دون ان يعلن فشل الولايات المتحدة من تحقيق
رامسفيلد: الاعتراف بالفشل
&هدفها المعلن للحرب على افغانستان.
وقال رامسفيلد ان مقاتلي شبكة القاعدة التى يتزعمها اسامة بن لادن الذي تشتبه به واشنطن بأنه العقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر ايلول ربما يفرون الى باكستان المجاورة من كهوف وانفاق تورا بورا.
وقال في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) "انها منطقة بالغة التعقيد يصعب اغلاقها ولا سبيل لوضع غطاء محكم على الزجاجة." واشار الى ان باكستان حليف الولايات المتحدة تحاول اغلاق حدودها المليئة بالثغرات مع افغانستان.
وحذر رامسفيلد ايضا من انه اذا اسرت الولايات المتحدة زعماء القاعدة وطالبان فانها لن تسلمهم الى دولهم اذا كانت هذه الدول ستعاملهم باستخفاف أو تطلق سراحهم.
وقال "سنعيدهم الى البلد الذي نشعر انه له موقف مماثل لموقفنا والذي يتمثل في عدم الرغبة في السماح لهؤلاء الاشخاص بالتحرك بحرية ليتورطوا في عمليات اغتيال جماعي."
وحذر رامسفيلد من انه بينما فقدت طالبان السيطرة على افغانستان في حربها المستمرة منذ عشرة اسابيع ضد قوات المعارضة بدعم من القصف الجوي الامريكي فان واشنطن لم تحقق هدفها بمعاقبة زعماء القاعدة الذين تعتبرهم مسؤولين عن هجمات سبتمبر ايلول أو حركة طالبان التي وفرت لهم الحماية.
ورغم تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بتقديم "الارهابيين الى العدالة" لا يوجد مؤشر حتى اليوم على ان القوات الامريكية اعتقلت أي مسؤول كبير من القاعدة أو طالبان في افغانستان.
وقال رامسفيلد "مازال اهتمامنا كما كان.. اعتقال أو قتل جميع افراد القاعدة ومنعهم من الفرار الى أي بلد اخر أو مكان اخر في افغانستان يمكنهم منه مواصلة انشطتهم الارهابية."
وقال رامسفيلد والجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية ان قوات المعارضة من التحالف الشرقي بدعم من الطائرات الحربية وقوات العمليات الخاصة الامريكية تضغط بشدة للاستيلاء على منطقة تورا بورا المعقل الوحيد المتبقي للقاعدة.
ونفى الاثنان تقارير من المنطقة بأن المعارضة وافقت على وقف اطلاق النار للتفاوض على استسلام القاعدة.
وقال مايرز "لا اعتقد انني سأصف ذلك بأنه وقف لاطلاق النار. توجد بعض الاسباب العسكرية التي لها ما يبررها لوقف القتال لفترة قبل ان يستأنف وربما كان هذا هو ما ترونه."
كما حذر رامسفيلد من ان أي مفاوضات لتجنب مزيد من اراقة الدماء في منطقة تورا بورا النائية يجب الا تمنح عفوا للقاعدة.
وقال وزير الدفاع الامريكي "اذا كنت تقترح عفوا واذا كنت تقترح السماح لكبار قادتهم بأن يذهبوا الى حال سبيلهم واذا كنت تقترح ان نسمح لهم بالبقاء مسلحين أو تركهم ليواصلوا نشاطهم.. فهذا امر غير مقبول."
وقال رامسفيلد ان الولايات المتحدة مستعدة لترك صغار مقاتلي طالبان ليذوبوا بدون سلاح في الريف الافغاني لكن واشنطن تطور وتغير باستمرار قائمة كبار مسؤولي القاعدة. ورفض الخوض في تفاصيل.
لكن مع انتقاد جماعات حقوق الانسان الشديدة لامر اصدره بوش بمحاكمة بعض المتهمين بالارهاب امام محاكم عسكرية امريكية قال رامسفيلد انه يسعى لان تكون هذه المحاكمات عادلة.
وقال وزير الدفاع للصحفيين "سواء كنا نحتجز هؤلاء المعتقلين في افغانستان مثلما قد نفعل في بعض الحالات أو نضعهم على ظهر سفن في البحر أو نعيدهم الى بلادهم الاصلية لتوقيع العقاب كما قد نفعل في حالات اخرى أو اذا كنا سنعيدهم الى الولايات المتحدة فاننا في كل حالة سنحاول ان نفعل الشيء الصحيح."
واضاف "اننا نعمل .. للتأكد من اننا سنتعامل مع جميع المعتقلين بطريقة صحيحة وباسلوب يعكس قيم بلادنا لكن باسلوب يعكس جدية الموقف وموقفنا."