القدس- اعلنت اسرائيل الخميس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اصبح "خارج اللعبة" السياسية وقررت منعه من مغادرة رام الله وحذرت من ان الجيش "سيكثف عمليات التطهير ضد الارهابيين" في اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني بعد الهجمات الدامية الاخيرة.
واعلنت الحكومة الامنية الاسرائيلية التي عقدت اجتماعا طارئا في تل ابيب ليل الاربعاء الخميس في بيان لها انها "تعتبر عرفات مسؤولا مباشرة عن موجة الاعتداءات هذه وهو نتيجة لذلك خارج اللعبة سياسيا وان اسرائيل لن تجري معه اي اتصال بعد الان".&
وافاد وزير العدل مئير شتريت في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان الدولة العبرية تمنع عرفات من مغادرة رام الله في الضفة الغربية اثر قرار قطع العلاقات معه الذي جاء غداة تنفيذ ثلاثة هجومات اسفرت عن مقتل عشرة اسرائيليين.&
واوضح شتريت المقرب من رئيس الوزراء ارييل شارون ان "اسرائيل لن تهاجم عرفات شخصيا لكنه سيبقى في مكانه" مشددا على ان اسرائيل "لا تنوي باي شكل التعرض لشخص عرفات (...)". واكد ان الجيش "لا ينوي اعادة احتلال المناطق "أ" (الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية بالكامل".
وقال في تصريح اخر للاذاعة العامة "سنتجاهل من الان وصاعدا بالكامل ياسر عرفات الذي لم يعد شريكا بالنسبة الينا وسنشن الحرب على الارهاب كما وكأنه غير موجود".
واضاف "نأمل في ان يفهم بعض المسؤولين في اوساط عرفات انه يجب عليهم الامساك بزمام الامور".&
وقام فلسطيني من حماس مساء الاربعاء بتفجير عبوة لدى مرور باص مدني متوجه الى المستوطنات اليهودية بالقرب من مستوطنة عمانوئيل واطلق النار بعد ذلك على الركاب بالاسلحة الرشاشة ما ادى الى مقتل عشرة اسرائيليين واصابة 30 اخرين بجروح.
وقتل حراس الحدود، الفلسطيني الذي كان مسلحا برشاش "ام-16" ونفذ عمليته بتغطية من نيران شركاء له لاذوا بالفرار. وقال مصدر فلسطيني ان منفذ العملية هو الناشط في حماس عاصم ريحان (23 عاما) الذي قتل جنود اسرائيليو شقيقه قبل شهر.
وهذا الهجوم هو الاكثر دموية في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000.
& واعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية، في اتصال هاتفي مع تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله اللبناني مسؤوليتها عن الهجوم. كما اعلنت كتائب شهداء الاقصى، المجموعة المسلحة التابعة لحركة فتح التي يرئسها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات انها نفذت الهجوم الدامي على الباص الاسرائيلي في الضفة الغربية بالاشتراك مع الجناح العسكري من حماس.
& وفي قطاع غزة قتل انتحاريان عندما فجرا نفسهما ما ادى الى اصابة اربعة مستوطنين بجروح في مجمع مستوطنات غوش قطيف. وقال سكان منطقة القرارة بجنوب قطاع غزة ان علي فياض وامجد عاشور معروفان بانتمائهما الى حركة المقاومة الاسلامية حماس.
وقررت السلطة الفلسطينية الاربعاء اغلاق كل مكاتب حركتي حماس والجهاد الاسلامي على الفور في الاراضي الفلسطينية كما جاء في بيان رسمي.&
وشن الجيش الاسرائيلي عملية رد واسعة النطاق ضد اهداف للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة ورام الله (الضفة الغربية) وشدد الخناق على عرفات و قامت دبابات وقوات اسرائيلية كانت موجودة صباح اليوم الخميس على بعد مئتي متر من مكاتب الرئيس الفلسطيني. وتعذر معرفة ما اذا كان عرفات موجودا فعلا في هذا المبنى.
واعلن مسؤول كبير في مكتب شارون ان اسرائيل "ستكثف عمليات التطهير ضد الارهابيين" في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني واوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "سنشن عمليات تطهير على الارض لتوقيف الارهابيين والقضاء على البنى التحتية لمنظماتهم ومصادرة اسلحتهم اي كل ما لا تقوم به السلطة الفلسطينية خلافا للتعهدات التي قطعتها".
واضاف ان "هذه العمليات ستشن بشكل منهجي في الايام المقبلة في كل البلدات" مشددا على انها "ستستهدف على حد سواء الاسلاميين في حماس والجهاد الاسلامي والاشخاص الضالعين في نشاطات ارهابية في حركة فتح (بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات) وقوات 17 (الحرس الشخصي للرئيس الفلسطيني)".
واوضحت الاذاعة الاسرائيلية نقلا عن وزير العدل ان اسرائيل لن تشارك بعد الان في اجتماعات اللجنة الامنية العليا التي تنظم بحضور ممثلين عن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه).&
من جهة اخرى افاد مصدر طبي فلسطيني اليوم الخميس ان ستة اطفال فلسطينيين اصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة من دون ان تشهد هذه المنطقة اي مواجهات.
&