&&كويتا- يعتبر الزعيم الباشتوني حميد قرضاي الذي جرى تنصيبه السبت رئيسا للحكومة الافغانية الانتقالية في كابول، من المقربين لواشنطن التى كافأته بهذا المنصب على مواقفه المساندة للضربات الاميركية منذ اللحظة الاولى.
&وهو الى ذلك احد انصار الملك السابق محمد ظاهر شاه الذي يعيش منفيا في روما منذ عام 1973. وسبق له ان شغل منصب نائب وزير قبل وصول حركة طالبان الى السلطة عام 1996.
&ويرى المراقبون ان انتماءه الى احدى قبائل الباشتون في جنوب افغانستان كان عاملا رئيسيا للتوافق عليه خلافا لزعماء تحالف الشمال الذين ينتمون الى الاقليات الثلاث في البلاد وهم الطاجيك والاوزبك والهزارة.
&يضاف الى رصيده ايضا انه من المجاهدين الافغان القدامى الذين قاتلوا الجيش الاحمر الى جانب القادة التاريخيين للبلاد في تحالف الشمال وخارجه.
&في الرابعة والاربعين ومن مواليد قندهار معقل طالبان السياسي والديني الاخير في جنوب البلاد وهو ينتمي الى بوبلزاي احدى القبائل الباشتونية المعروفة.
&درس في كابول وفي الهند وانهى دراسته الجامعية.. وهو يتحدث الانكليزية بطلاقة.
&عام 1982 التحق بالمجاهدين ضد السوفيات وسرعان ما اصبح قائدا للعمليات في جبهة التحرير الوطني الافغاني.
&امضى جانبا كبيرا من حياته منفيا في بيشاور شمال غرب باكستان حتى عام 1992 عندما عاد الى كابول ليشغل منصب نائب وزير الخارجية بعد سقوط النظام الشيوعي السابق بزعامة نجيب الله.
&وعندما وصلت حركة طالبان الى السلطة على دباباتها عام 1996 بدا حميد قرضاي مستعدا للتعاون مع الميليشيا الاصولية التي ينتمي معظم قادتها الى قبائل الباشتون.
&وقد عرضت عليه قيادة طالبان ان يكون ممثلها لدى الامم المتحدة لكنه رفض معتبرا في اول خلاف علني له مع الحركة ان قادتها ليسوا في الواقع سوى عملاء للاستخبارات الباكستانية.
&وقد اخذت معارضة قرضاي لطالبان منحى حادا بعد ذلك خصوصا في اعقاب اغتيال والده النائب السابق عبد الحق قرضاي في كويتا (غرب باكستان) عام 1999.
&وعلى الرغم من ان احدا لم يعلن مسؤوليته عن عملية الاغتيال هذه لكن حميد قرضاي كان متيقنا ان طالبان هي التى تقف وراء الجريمة .. وقرر منذ ذلك الوقت ان يعمل على اسقاط النظام الاصولي متجاوزا كل الاعتبارات القبلية.
&وقد تولى حميد قرضاي، خلفا لوالده، شؤون القبيلة التى راح نفوذها يتعاظم في جنوب افغانستان وكذلك علاقاتها المتينة بالعاهل المنفي ظاهر شاه والذي كان جده رئيسا للمجلس الوطني في عهده حتى 1973.
&في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الماضي دخل حميد قرضاي الاراضي الافغانية سعيا وراء تاييد قبائل الباشتون واستكمال الدعوات التى كان يطلقها من المنفى لعودة الملكية وانعقاد المجلس القبلي الافغاني +لويا جيرغا+ لتقرير مستقبل البلاد.
&لكن حركة طالبان راحت تلاحقه وتضيق عليه حتى اضطرته الى الفرار مجددا الى باكستان. وقد تفاخر الاميركيون على لسان وزير الدفاع دونالد رامسفلد بانهم هم الذين انقذوه من براثن طالبان وساعدوه على الفرار الى خارج البلاد.. ان عائلة قرضاي نفت الرواية الاميركية نفيا قاطعا.
&وقبل ذلك باسبوع واحد فقط كانت طالبان اعدمت احد كبار المجاهدين ضد السوفيات عبد الحق الذي كان يسعى هو الاخر الى تاليب الباشتون على طالبان. وهو المصير نفسه الذي كان قرضاي سيلقاه لو وقع في قبضة طالبان.
&ومنذ سقوط كابول في ايدي قوات تحالف الشمال في 13 تشرين الثاني/نوفمبر بعد خمسة اسابيع من بدء الضربات الجوية الاميركية عاد قرضاي الى جنوب افغانستان على راس قواته التى تشارك في العمليات العسكرية الى جانب غول آغا محافظ قندهار السابق لاسقاط اخر معقل لطالبان في هذه المدينة.
&ويعتبر قرضاي وغول آغا حليفين للاميركيين الذين نشروا وحداتهم الخاصة حول قندهار فيما تواصل طائراتهم غاراتها اليومية الكثيفة على مواقع الحركة .. وكلاهما سعى بما وضعه الاميركيون بين ايديهما من وسائل واموال الى تاليب الباشتون في الجنوب على طالبان.
&