&
لندن ـ نصر المجالي: القمة بين&الرئيس المصري حسني مبارك وضيفه القطري الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة امير دولة قطر، ليست بين رئيسي دولتين فقط بقدر ما هي الاعتبارات السياسية في المنطقة على ان قطر هي رئيسة القمة الاسلامية لشهور اربعة تأتي.
وزار امير دولة قطر كلا من روسيا وليبيا والجزائر عشية انعقاد القمة الخليجية الثانية والعشرين في مسقط في الثلاثين من الشهر الجاري.
وهنالك تحادث في رد الفعل الدولي العربي والاسلامي حول الحملة الغربية الراهنة في الحرب ضد الارهاب، وهي حرب قد تطال دولا مسلمة اخرى من مثل السودان والصومال واليمن والعراق في نهاية المطاف.
وفي الوقت الذي لايستطيع معه الامير القطري الدعوة الى قمة اسلامية طارئة، فانه يطالب باتخاذ قرار على نحو عالمي بمشورة من الدول الاسلامية الاعضاء والجامعة العربية في شأن التطورات الراهنة، والامير ، كما قالت مصادر عربية لـ "ايلاف" يحس ان الحال العربي والاسلامي متدهور الى حد لا يمكن انقاذه الا بقرار فوري وجماعي.
والحديث الليلة في شرم الشيخ مع الرئيس المصري حسني مبارك يتعلق في ما يمكن من اتخاذه من قرارات تعيد للقمة الاسلامية ورئيسها بعضا من الاعتبار المفقود في الاشهر الخمسة الماضية.
وفي تلك الاشهر كان الحديث غربيا يدور حول ان الحرب الراهنة ليست ضد الاسلام والمسلمين، ولم يبدر من الجانب الاسلامي الرسمي أي رد فعل سوى مشاورات وكلام من دون فعل، وواضح ان الفعل كان للجبهات الاسلامية المتشددة المتهمة بالارهاب.
وعليه، فان دولة قطر رئيسة القمة الاسلامية، وهي صاحبة القرار الاسلامي رسميا، ومالكة محطة (الجزيرة) الفضائية كانت تجيب على ما تتطلبه الظروف السياسية في المنطقة حفاظا على كيانها اولا ، ولم تبادر دولة اسلامية الى اتخاذ قرار او مبادرة اسلامية شاملة لمواجهة الظروف الآتية.
حتى ان بلدا كبيرا من مثل المملكة العربية السعودية ظل يدافع عن نفسه للاشهر الأخيرة الماضية على خلفية تورط بعض من قيل انهم سعوديين في التفجيرات الاميركية.
واذ لم تقدم مصادر التحقيقات الاميركية قرائن على تورط السعوديين والعرب الآخرين في التفجيرات الارهابية، فان حالا& من الحرب النفسية والاعلامية يظل هو سيد القرار.
وهنا تبدو مهمة رئيس القمة الاسلامية التي وصفها مراقبون عديدون بـ "العويصة"، فالغرب كرر انه لايحارب الاسلام والمسلمين، وصدرت بيانات رسمية من واشنطن ولندن ونظيراتها تشير الى ذلك.
ولكن وسائل اعلام في بلدان من مثل اليمن والجزائر والاردن وليبيا وفلسطين وسورية ولبنان وتونس تعتقد ان ما يجري هو حرب ضد الاسلام.
والحال ذاته منعكس مما ادت اليه حرب الخليج الثانية التي طردت العراق من الكويت، وجميع الجبهات الاسلامية المتطرفة منها والمعتدلة في العالم العربي لها نفس المفاهيم في التعامل مع الغرب، وخصوصا مع اشتعال الصدامات في فلسطين راهنا.
وحاولت اميركا ومعها لندن وباريس الايحاء بان الحرب الراهنة ليست ضد الاسلام" ولكن لا قناعات في جميع الدول الاسلامية انها ليست كذلك؟ ولا تستطيع هذه الدول ارسال موفدين للتعبير عنها امام الشارع العربي والاسلامي.
امير دولة قطر، ورئيس القمة الاسلامية، يتنطع للقيام بالمهمة، فهو زار روسيا، حليفة الغرب الآن، والجزائر وهي التي تعاني من ارهاب الجماعات المتشددة من اجل اقامة نظام حكم اسلامي، ثم ليبيا "ارهابية الأمس ..سلمية اليوم" للتخلص من الجماعات الاسلامية التي تقاتلها.
واخيرا، فان الامير القطري، الذي تبث محطة (الجزيرة) الفضائية بين فترة واخرى اشرطة اسامة بن لادن الدعائية وآخرها شريط ليل الاربعاء ـ الخميس، يعتقد ان الحل في يد مصر وهي اكبر دولة عربية عربية واسلامية.
ولطالما هاجمت محطة (الجزيرة) مواقف الشقيقة الكبرى مصر "تحت سمع وبصر" مسؤولي قطر من وزير الخارجية حتى مسؤولي الاعلام الرسميين في اعقاب الغاء وزارة اعلام عيسى الكواري وهو احد محترفي الاعلام في العالم العربي.
القاهرة، ومن شرم الشيخ، حيث مقر استرخاء الرئيس مبارك سياسيا، وانسانيا، لن تتجاوب مع رئيس القمة الاسلامية في ما سيطلبه؟.
هذا الأمير، يحاول الكثير في زمن قصير، على عادة البث الاعلامي والتلفزيوني من بلاده، وهي الجزيرة الشرقية على الساحل السعودي من مياه الخليج.
القرار العربي والاسلامي مفتت اساسا ، وغير منضبط، والقاهرة تدرك ان ما يجري على هذه الساحة ليس الا رد فعل، ولا فعل ممكن، وهي منذ خمسين عاما قالت "الثقة اولا"، هذا امر لم يتحقق والباقي يظل ممارسات استراتيجية وكلام اعلامي، والقضايا المهمة تغيب.