قررت منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" الجمعة خفض&1.5 مليون برميل في اليوم من انتاجها النفطي خلال الاشهر الستة المقبلة وذلك اعتبارا من الاول من كانون الثاني (يناير) 2002، والمباشرة بتعاون مع منافسيها وصف بانه "صعب"، بهدف استقرار السوق النفطية. والخفض الحالي الذي يعادل 6% من الانتاج الاجمالي للدول الاعضاء في المنظمة (بما فيها العراق)، هو الرابع الذي توافق عليه اوبك منذ بداية العام الحالي.
وسيرفع هذا القرار اجمالي كمية الخفض الذي ستقوم به احدى عشرة دولة عضو في المنظمة الى 5 ملايين برميل في اليوم اعتبارا من كانون الثاني (يناير).
وفي اعقاب هذا القرار المتخذ في القاهرة والذي كانت تتوقعه السوق بشكل كبير، استقر سعر برميل النفط عند مستوى&20.72 دولارا. وخلال مؤتمرها الوزاري، اعلنت اوبك التي اخذت علما بالالتزامات التي تعهد بها ابرز منافسيها --روسيا وانغولا والمكسيك والنروج وسلطنة عمان-- بخفض 462 الف برميل في اليوم من انتاجهم، انها "ستراقب في الاشهر المقبلة التطورات الاقتصادية في العالم وحركة الطلب والعرض مع المنتجين الاخرين (غير الاعضاء) من اجل ان تتاكد" من ان الخفض سيعمل على استقرار السوق.
وفي بيان تلاه مساعد الامين العام للمنظمة، الكويتي عدنان شهاب الدين، امام الصحافيين، اشارت اوبك "الى اهمية احترام كل المنتجين (الاعضاء وغير الاعضاء) لوعودهم في شان خفض انتاجهم وضرورة مواصلة تعاونهم من اجل التوصل الى استقرار دائم لصالح المنتجين والمستهلكين".
وقال "في هذا الصدد، سيواصل المؤتمر مراقبة التطورات الاقتصادية في العالم ووضع العرض والطلب بالتنسيق مع المنتجين الاخرين لضمان تحقيق النتائج المرجوة". واعلن رئيس المنظمة، الجزائري شكيب خليل، "لقد باشرنا مع الدول غير الاعضاء في اوبك عملية تعاون مهمة وخصوصا مع النروج والمكسيك وروسيا".
واضاف ان هذه العملية "الصعبة ستكون طويلة" لحمل هذه الدول على المساهمة باستقرار اسعار النفط الخام.
وفي العام 1999، اكدت منظمة اوبك تعاون بعض منافسيها، وخصوصا المكسيك، من اجل الابقاء على الاسعار عند مستويات مقبولة من قبل المنتجين والمستهلكين على السواء. واليوم، يجدر باوبك التعاون مع روسيا التي تهدف الى اعادة احتلال مركزها الرائد في المجال النفطي على غرار ما كانت عليه في 1987، مع انتاج&11.7 مليون برميل في اليوم.
وبهدف المباشرة بهذا التعاون الجديد مع روسيا والقضاء على سوء التفاهم في الماضي، اعلن الامين العام لمنظمة اوبك، الفنزويلي علي رودريغيس، انه سيترأس بعثة للجنة الاتصال في اوبك الى روسيا في كانون الثاني (يناير) "بغية تنسيق سياساتنا مع الدول غير الاعضاء في اوبك".
وقال للصحافيين "نواجه جميعا، حتى روسيا، بعض التقلبات في السوق وسنقوم بتبادل ارائنا وتحليلاتنا" للوضع.
ورفض وزراء اوبك الاشارة الى اي تكهن بشان خفض لاحق لانتاج بلدانهم، واعلنوا ان ذلك رهن بتطور السوق. ولكنهم توقعوا، مع ذلك، تحسن الاوضاع الاقتصادية العالمية في الربع الثاني من العام 2002 وهو ما سيؤدي الى ارتفاع حركة الطلب على النفط وبالتالي الى ارتفاع الاسعار.
وحدد الوزراء موعد اجتماعهم المقبل في 15 اذار (مارس) المقبل في فيينا لتقييم الوضع في السوق والذي يعود، في قسم كبير منه، لاحترام تعهدات الدول المنتجة الاعضاء في اوبك وغير الاعضاء فيها.
وقال رئيس اوبك "على ضوء هذا التقييم سنتحرك من اجل استقرار الاسع. وامتنع المسؤولون في منظمة اوبك عن التحدث علنا حول تحديد اليات المراقبة التي ستتيح اجراء مثل هذا التقييم. ولكنهم اعلنوا، مع ذلك، في مجالسهم الخاصة انه يتوقع عقد اجتماع يضم خبراء من اوبك وغيرها منتصف شباط (فبراير) في فيينا على ما يبدو حيث مقر المنظمة.
ويبدو ان منظمة اوبك تسلم في الوقت الحاضر باستحالة تحقيق السعر الذي تراه مثاليا والذي يتراوح بين 22 و28 دولارا للبرميل. وقال مسؤولو اوبك "ان الظروف تغيرت".