القاهرة-إيلاف: حذر روبرت مولر رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) من أن تنظيم القاعدة يسعى لتوطين وجوده وعناصر من جماعته في جنوب شرق آسيا ، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين في حالة تأهب لأي هجوم تشنه تلك المنظمة منذ سنوات مضت .
وأضاف مولر ، الذي يزور حالياً الفليبين، أن واشنطن قد نبهت حلفاءها إلى ضرورة الاحتراس من محاولات القاعدة الرامية إلى إنتاج أسلحة الدمار الشامل .والتقى مولر مع نظيره الفليبيني رينالدو ويكوكو- مدير المكتب القومي للتحقيقات في الفليبين- ومع الرئيسة الفليبينية جلوريا أرويو أمس الاثنين في إطار آخر مرحلة في جولته التي يقوم بها في جنوب آسيا.
ومن المقرر أن يقوم مولر- خلال زيارته- بتقدير المساعدة التي من شأن الولايات المتحدة أن تقدمها للفليبين في قتالها مع جماعة أبو سياف وهي الجماعة المسلحة التي تتمركز في جنوب الفليبين والتي تحتجز لديها ثلاثة أسرى منذ قرابة عشرة أشهر.
وتجدر الإشارة إلى أن قوة أميركية قوامها حوالي 660 فرداً تتواجد في جنوب الفليبين من أجل تدريب القوات المسلحة الفليبينية على تحسين قتالها مع جماعة أبو سياف- التي تربط واشنطن بينها وبين تنظيم القاعدة- ومن أجل تحرير هؤلاء الأسرى.وقد التقى كل من مولر و ويكوكو لمناقشة ما يتم فعله في الفليبين لمكافحة الإرهاب. وقال ويكوكو بعد هذا اللقاء إن مولر أعرب عن تقديره للمساعدة التي قدمتها الفليبين في إطار الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب.
جماعة جديدة
وخلال مؤتمر صحفي خص مولر بالذكر "الجماعة الإسلامية" وقال إنها تتصل بتنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن وإن هذه الجماعة لها علاقات في عدد من الدول ومن بينها سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا.
وأضاف مولر "إننا نعمل سوياً من أجل أن تتضح الصورة الكاملة.. ومن ثم نستطيع أن تكون أمامنا صورة أكبر عن تواجد القاعدة في المنطقة".
والجدير بالذكر أن القوات الأمنية في سنغافورة وماليزيا والفليبين قد ألقت القبض على عشرات المقاتلين الإسلاميين في الأسابيع الأخيرة للاشتباه في أن يكون لهم اتصال مع الجماعة الإسلامية.وكان مولر قد حذر في سنغافورة مؤخراً من أن أعضاء القاعدة- الذين فروا هاربين من أفغانستان- قد يسعون نحو اتخاذ ملاذ جديد في الأماكن الأخرى بما في ذلك جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.
وقال روليو جوليز- مستشار الأمن القومي في الحكومة الفليبينية- "إنه (يقصد مولر) قد أكد على أنه لا يوجد دليل على وجود أية خلية للقاعدة في الفليبين إلا أنه يتعين علينا أن نتخذ كافة التدابير الوقائية الضرورية للتأكد من أن الوضع يستمر على هذا النحو".
وأضاف جوليز أن مولر قدم المساعدة الفنية من مكتب التحقيقات الفيدرالي من أجل تعقب أموال الجماعات الإرهابية فضلاً عن معلومات من أعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان الذين احتجزوا خلال القتال الدائر في أفغانستان.
وتجدر الإشارة إلى أن الشرطة الفليبينية قد ألقت القبض على أربعة إندونيسيين في الأسابيع الأخيرة لاستجوابهم بشأن ما إذا كانت لهم علاقات مع تنظيم القاعدة.
وقال لياندرو ميندوزا ـ مدير الشرطة الوطنية ـ إن "التحقيقات أظهرت أنه في الوقت الذي قد لا يوجد فيه للإندونيسيين أي اتصال مباشر مع القاعدة ولكن بدا أن لديهم اتصال مع الجماعة الإسلامية" .