القاهرة- هاجم عدد من المتحدثين امام المؤتمر الرابع عشر للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية برعاية وزارة الاوقاف المصرية في القاهرة اليوم الغرب متهمين اياه بـ"الازدواجية وانكار الحضارة الاسلامية".
وقال مفتي الديار المصرية احمد الطيب ان "ازدواجية الغرب في التعامل مع قضايانا المعاصرة في فلسطين والعراق وغيرها ياتي وفق فلسفة يؤمن بها ويطبقها وهي لا تاتي بشكل عرضي".
واضاف المفتي امام المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان حقيقة "الاسلام في عالم متغير" ان كثيرا من الغربيين "انكروا الحضارة الاسلامية مع انها حضارة سلام في المقام الاول وليست حضارة صراع وصدام".
واشار الى ان "الحضارة الغربية وقفت موقفا قبيحا من المقاومة الفلسطينية واختطلت الاوراق بصورة يندى لها الجبين وتبدلت المفاهيم بشكل سافر (...) فسميت المقاومة المشروعة ارهابا وسمى الاعتداء الوحشي حقا مشروعا وسمي السفاح رجل سلام" في اشارة الى رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون.
ومن جهته، اكد رئيس الوزراء السوداني الاسبق زعيم حزب "الامة" الصادق المهدي ان "للغرب دورا مهما في البؤر الملتهبة التي يزخر بها عالم اليوم وفي مقدمتها المسألة الفلسطينية" موضحا ان "الحركة الصهيونية تاسست وترعرعت في اوروبا قبل انشاء الدولة الاسرائيلية".&وتساءل المهدي "كيف يمكن للغرب ان يكون مخلصا لقضية الحرية التي يدافع عنها وهو يساند اسرائيل بينما هي تقهر عرب فلسطين وتحرمهم حقوقهم"؟
واعتبر المهدي ان "ازمة الحوار القائم بين الشرق والغرب تكمن في ان الغرب تعامل مع الحضارة الاسلامية بصورة انتقائية بحيث رفض ما اعتبره عنصرا ذاتيا للحضارة الاسلامية" مشيرا الى ان "للحضارات الغربية نزعة استعلاء وعدوانية وهي تعمل على نفي حقوق الاخرين وبسط الهيمنة".
وكان الرئيس المصري حسني مبارك دعا امس الاثنين في كلمته امام المؤتمر الى التمييز بين استخدام حق المقاومة المشروع وارتكاب اعمال "العنف بهدف ارهاب شعب والاستمرار في احتلال اراضيه بالقوة".
واعتبر مبارك ان "التجارب اثبتت ان الحروب لن تحل المشاكل ولكن الحوار هو الخيار الحقيقي للتخلص من النوازع الشريرة في هذا العالم".&ويشارك في المؤتمر الذي بدا اعماله امس ويستغرق ثلاثة ايام العديد من المهتمين بالشان الاسلامي من علماء واكاديميين من اكثر من 80 بلدا.