واشنطن - يرفض صندوق النقد الدولي الذي يواجه استمرار الازمة الاقتصادية في الارجنتين وتدهور الوضع في البرازيل والاوروغواي والاكوادور، الحديث عن عدوى مالية متنقلة وتشبيه الوضع بالازمة المالية الاسيوية في 1997-98.
وقد امضى المتحدث باسم الصندوق توماس دوسون القسم الاكبر من المؤتمر الصحافي الذي عقده الاربعاء للاجابة عن اسئلة تتعلق بالوضع الصعب الذي تواجهه دول عدة في اميركا الجنوبية.
وردا على سؤال عما اذا كان ذلك يظهر تعميما للازمة في الارجنتين على كافة دول القارة، اجاب "اذا كان هناك وضع متقلب جدا في الاسواق المالية، فان كلمة عدوى يجب ان تستخدم، مع ذلك، بحذر".
وراى ان لا علاقة للوضع مع الحالة التي سادت في اسيا في 1997-98 عندما وجدت دول مثل تايلاند وكوريا الجنوبية واندونيسيا نفسها تغرق الواحدة تلو الاخر في ازمة اقتصادية خانقة حيث عمل صندوق النقد الدولي فيما بعد على تقديم عشرات مليارات الدولارات لاعادة نهوضها.
&وقد انهار الاقتصاد الارجنتيني في فصل الشتاء الماضي بعد اربعة اعوام من الانكماش وبعد توقف صندوق النقد الدولي عن تقديم اي مساعدة مالية امام عجز الحكومة في تلك الفترة عن تطبيق اجراءات اقتصادية صارمة كان قد طلبها منها.
ولم تستأنف هذه المساعدة على الاطلاق على الرغم من الطلبات الملحة التي تقدمت بها بوينس ايرس. وامس الاربعاء ايضا، بدا توماس دوسون اكثر تهربا للاجابة عن سؤال حول الجدول الزمني لمفاوضات مقبلة مع بوينس ايرس.
لكن المدير العام لصندوق النقد الدولي هورست كولر اعتبر من لاهاي حيث يقوم بزيارة ان اتفاقا مع بوينس ايرس قد يوقع الشهر المقبل. وقال توماس دوسون "لقد اعلنا بوضوح ان الوضع في الاوروغواي هو، الى حد بعيد، نتيجة للوضع السائد في الارجنتين المجاورة، لكن هناك عوامل اخرى في البرازيل بما فيها العوامل السياسية".
وراى هورست كولر ان "الاسواق تبالغ في رد الفعل على الوضع في البرازيل" التي تنتهج حكومتها، كما قال، سياسة اقتصادية جيدة. واكد المتحدث باسم صندوق النقد الدولي انه "اذا ما اخذنا كلمة عدوى بالمعنى الذي استخدمت به في ازمة 1998، فلا نرى الشيء نفسه ولا الشعور بان الازمة تنتشر الى الدول الاخرى من دون تمييز".
وقد منح صندوق النقد الدولي حتى الان قرابة 14 مليار دولار للبرازيل لمساعدتها على مواجهة الازمة ويستعد لرفع قيمة المبالغ الموضوعة بتصرف الاوروغواي الى اكثر من ملياري دولار.
لكن بعض المؤشرات الاقتصادية بلغت حد الخطورة كما في كولومبيا مثلا التي توجه رئيسها المنتخب الفارو اوريبي الاربعاء الى واشنطن ليطلب من المؤسسات المالية المتعددة الاطراف والاقليمية مده بمساعدة اكبر.
وفي ختام مباحثاته مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول، اعلن الرئيس الكولومبي الذي سيتسلم السلطة في اب(اغسطس) "لقد طلبت من كولن باول بشكل محدد تعاون الولايات المتحدة والبنك الاميركي للتنمية للموافقة على اعتمادات ضرورية لحل المشاكل الاجتماعية في بلادنا".
ومال توماس دوسون الاربعاء الى انتقاد الوضع في الاكوادور، مشيرا الى ان مباحثات الاسبوع الماضي بين سلطات كويتو وصندوق النقد الدولي لم تتوصل الى نتيجة بسبب غياب الاجراءات الكافية لتغطية العجز في الموازنة.
اما في فنزويلا، فكان صندوق النقد الدولي قد اعرب بسرعة كبيرة عن استعداده للعمل مع السلطات الفنزويلية الجديدة التي تولت السلطة لفترة وجيزة جدا اثناء الانقلاب الفاشل ضد الرئيس هوغو شافيز في مطلع نيسان(ابريل). وهو يعمل منذ ذلك الوقت بتحفظ كبير لانه لا يملك اي برنامج مع كراكاس. ويرى العديد من الارجنتينيين ان صندوق النقد الدولي هو المسؤول الرئيسي عن افلاس بلادهم التي اتبعت حكوماتها المتوالية حرفيا وطيلة سنوات خطط تصويب الوضع الاقتصادي التي وضعها الصندوق.
التعليقات