&
دوربان (جنوب افريقيا)- جان بيار كامباني:&يفترض ان تعلن القمة الاخيرة لمنظمة الوحدة الافريقية في اجتماعها من الثامن الى العاشر من تموز(يوليو) في دوربان ولادة الاتحاد الافريقي الذي يهدف الى تنشيط قدرة القارة السوداء على رسم مستقبلها الذي ما زال مرتهنا للبؤس والحروب والفساد.
وستحاول القمة الثامنة والثلاثين لرؤساء دول وحكومات المنظمة الافريقية ان تحرك "الشراكة الجديدة من اجل التنمية" (نيباد) التي اطلقها رؤساء يمثلون مختلف القطاعات الاقليمية والاقتصادية واللغوية في افريقيا.
ويشمل جدول الاعمال ايضا النزاعات التي تمزق القارة وخصوصا في مدغشقر وجمهورية الكونغو الديموقراطية والادارة المالية الجيدة التي تطالب بها الجهات المانحة الغربية ومؤسسو الشراكة الجديدة.
وقد استوحيت فكرة الاتحاد الافريقي التي اطلقها الزعيم الليبي معمر القذافي في سيرت العام الماضي لتحقيق "حلم افريقي" في غياب وحدة عربية، من الاتحاد الاوروبي.&ويفترض ان يصب المشاركون في قمة دوربان اهتمامهم الاكبر على التفاهم حول تشكيلة ورئاسة الهيئة التنفيذية للمؤسسة الافريقية الجديدة اي مؤتمر الاتحاد.
ويمكن ان ينتخب الرؤساء الافارقة الرئيس المالي السابق الفا عمر كناوري الذي لعب ورقة التناوب الديموقراطي ولم يرشح نفسه لولاية رئاسية ثالثة في بلاده، رئيسا للاتحاد، لكن ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا الدولة المضيفة للقمة وزعيم اقوى بلد في القارة سينافسه على المنصب.
ويبدو ان العقيد القذافي الذي كان يحلم بان تتخذ المنظمة الجديدة من طرابلس مقرا لها، لا يتمتع بفرص كبيرة لتحقيق ذلك رغم المساعدات والدعم العسكري الذي ما زال يقدمه الى الكثير من الدول.
ولكن الرهان الاكبر في دوربان سيكون تحديد سياسة للاتحاد الافريقي، المسألة التي ترتدي اهمية اكبر من اقامة مؤسسات اخرى مثل المفوضية والبرلمان ومحكمة العدل ومجلس السلام والامن الذي يهدف الى ادارة النزاعات.
وكتب الاستاذ الجامعي موايلا تشييمبي مدير المعهد الافريقي للجغرافيا السياسية في نانسي (فرنسا) انه "من الاساسي توضيح طبيعة الوحدة السياسية والاقتصادية لتجنب فخ آخر مثل منظمة الوحدة الافريقية".
ويشكل تجنب "تمديد العمل" بمنظمة هائلة جديدة تحمل اسما آخر وغير فعالة خصوصا في تسوية النزاعات الاقليمية الكثيرة، تحديا حقيقيا لرؤساء دول وحكومات يتبعون سياسات ومصالح مختلفة عندما لا تكون متعارضة بشكل واضح.
وقد ابرزت الازمة في مدغشقر هذه المصالح المختلفة. فاصحاب القرار الافارقة لم يتمكنوا من التفاهم حول اختيار احد الرئيسين المنتهية ولايته ديدييه راتسيراكا والمنتخب مارك رافالومانانا ليستمر النزاع في شل الجزيرة منذ ستة اشهر.&وسيكون مقعد مدغشقر شاغرا في دوربان.
وتشكل "الشراكة الجديدة من اجل التنمية" التي تقودها السنغال وجنوب افريقيا ونيجيريا والجزائر ومصر املا حقيقيا لتحقيق تنمية اقتصادية بدعوة الاستثمارات الخاصة.
وقال استاذ العلاقات الدولية في جامعة يوندي (الكاميرون) لوك سيدولوغ ان هذه الشراكة "تقدم للمرة الاولى افاقا حقيقية وحلما على مستوى القارة او على الاقل فكرة تدعو الى الاستقرار".
والحلم بان تبدأ افريقيا اخيرا بالاستفادة من ثرواتها الطبيعية لمصلحة شعوبها البائسة يعيش على وعد بالحصول على مساعدة من الدول الاكثر غنى في مجموعة الثماني في كاناناسكيس في كندا.
وعبر الرئيس السنغالي عبد لله واد عن ثقته بالنتائج. وقال "لدينا كل الاسباب التي تدعو الى الاعتقاد بان الامور ستتغير وعندما يقولون انهم سيساعدوننا فانني اؤمن بذلك".
ولا يشاطر ممثلو المجتمع المدني الرئيس السنغالي هذا الشعور بالارتياح. وقال المؤرخ المالي شيخ شيخونا سيسي ان هذه الشراكة الجديدة "لا تأخذ في الاعتبار احتياجات السكان وهي ليبرالية اكثر من اللازم".
وفي دوربان حيث يجتمع وزراء الخارجية للاعداد للقمة، صرح الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية عمارة عيسى ان "البعض يحاولون تخريب ما نفعله وقد يكون هناك اشخاص لا يريدون اطلاق الاتحاد الافريقي هنا".&ورأى ان "العدو الحقيقي لافريقيا هو في افريقيا نفسها".