بقلم الكتور غازي القصيبي
السفير السعودي في لندن، والشاعر والروائي والكاتب المعروف الدكتور غازي القصيبي، نشرت له مجلة "المجلة" في عددها الصادر هذا الاسبوع مقالا عن عثمان العمير، هذا نصه:
"في رواية العصفورية يصنف بطلها العاقل البروفسور بشار الغول البشر الى ثلاثة اصناف،
النرفوز، هو الذي ينرفز ولا ينرفز غيره.
النرفاز، هو الذي ينرفز وينرفز غيره معه.
النرفيز، هو الذي ينرفز غيره ولا يتنرفز.
وصاحبنا، عثمان العمير، لا يمكن ان نفهم شخصيته الا اذا كان لدينا مفتاحها الاساسي، هذه الشخصية تمثل النرفيز، وبامتياز!
بدأ عثمان حياته محررا رياضيا، نرفزت مقالاته حكام الكرة واللاعبين ومديري الاندية..
أدى هذا الى ترقيته محررا " بتاع كلو" ونرفز " كلو" جميع الناس تقريبا من مقالاته..
وأدى هذا الى ترقيته مديرا للتحرير، وايفاده الى منطقة اخرى من مناطق المملكة..
عندما نرفز جميع الزملاء (ومعظم القراء) في المنطقة الجديدة عاد الى قواعده والى المزيد من نرفزة عباد الله..
وكانت نتيجة هذا ان اتخذ قرار بايفاده مندوبا دائما للصحافة السعودية في بلاد الانجليز، وفي شارع فليت ستريت تحديدا..
ومن لندن بدأ يرسل مقالات نرفزت بني يعرب وبني "التيمس"..
وكانت نتيجة هذا ان عُين رئيسا لتحرير مجلة "المجلة"..
وهناك نرفز الصحافيين والرسامين والمصححين حتى ضاقت "المجلة" بنرفزاته..
نتيجة لهذا انتقل رئيسا لتحرير "الشرق الاوسط"،.. وحتى لا تضيع دقيقة واحدة من وقته دون نرفزة احد قرر الا ينام وسمى "الشرق الاوسط"، الصحيفة التي لاتتثاءب..
ولاشك عندي ان عثمان العمير هو اول من ابتكر طريقة النرفزة عن بعد..
يحتضن كومبيوتره الشخصي وينطلق في ارض الله من بلاد تأكل الكانجرو الى بلاد تلتهم الكلاب. وهو يرسل عبر الكومبيوتر الشخصي تعليماته بمحتويات الصفحة الاولى وما تتضمنه الصفحة الاخيرة.. والصفحتان تنرفزان اكبر عدد ممكن من الناس..
وعندما شعر عثمان ان قدرته على نرفزة الناس بدأت تتضاءل بادر بطلب التقاعد..
الا ان الطبع يغلب التطبيع.. وها هو يعود الى نرفزة البلاد والعباد عن طريق الانترنت، وموقع سماه "إيلاف"..
والاسم على غير مُسمى..
فالموقع للايقاع، وليس للايلاف..
وعبر هذا التاريخ المجيد كُله لم يستطع احد ان ينرفز عثمان العمير (ولا مرة واحدة)..
اذا شتمته الصحف المعادية بادر بشكر رئيس التحرير الشاتم (ونرفزته)..
واذا ساله احد، هل تعاني من الغرور؟.. أجاب، بالاضافة الى الكبرياء والغطرسة والعنهجية.. ونرفز السائل..
واذا تساءلت مجلة في مقابلة معه اذا كان يعتقد انه انيق اجاب انه يجزم بانه اكثر الانس والجن اناقة.. ونرفز المجلة السائلة..
واذا تحدثت عن النساء زعم ان توم كروز وشين كوناري وروبرت ريدفورت يعانون غيرة شديدة منه..
وزيادة في نرفزة عباد الله تجد صاحبنا لا يخاطب احدا الا بلقب، مولانا..
بعبارة اخرى، لا يستحق ان يرسخ اسمه ذاكرة "مولانا"..
ومن اعجب العجائب واغرب الغرائب انك تجد لهذا النرفيز العديد من المحبين..
وانا منهم..
ولله في خلقه شؤون."