ايران-بارينوش ارامي:&تصطف شابات تغطي رؤوسهن احجبة خفيفة ووجوههن مساحيق تجميل ثقيلة بالشوارع الرئيسية في شمال طهران بحثا عن زبائن يدفعون بسخاء.
مثل هذه المشاهد التي باتت تتكرر كثيرا اصبحت تؤرق بشدة حكام ايران الاسلاميين الذين طالما حاولوا القضاء على "الفساد الاجتماعي" وتحقيق حلمهم بالمجتمع الفاضل.
استنادا الى الاحصاءات الرسمية فان هناك 300 الف امرأة متورطة في تجارة الجنس
بايران.. والاعداد في تنامي. وقبل سنوات قليلة كان رجال الدين الشيعة الذين يحكمون البلاد ينفون نفيا باتا انهم يواجهون مشكلة دعارة في البلاد او كانوا يلقون اللوم في هذا على "التأثيرات السيئة" للثقافة الغربية التي تبثها شرائط الفيديو او القنوات الفضائية.
ولكن مع انتشار هذه الممارسات حتى في البلدات الصغيرة التي لا تتعرض للتأثيرات
الخارجية اصبح الكثير منهم يعترفون بهذه الحقيقة ويبحثون عن حل اخر بخلاف اللجوء الى
الوسائل البوليسية فحسب.
أكبر فكرة مطروحة حاليا هي فكرة "دور الفضيلة" التي يعتبرها بعض الزعماء الدينيين اكثر قبولا من بيوت الدعارة لايواء النساء اللاتي يهمن في الشوارع وفي الوقت ذاته اشباع الرغبات الجنسية للرجال الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الزواج.وقد اعلن عن هذه الفكرة على نطاق واسع في وسائل الاعلام الايرانية مع اعتبارالدعارة "من الكبائر" ولا يجرؤ الكثيرون على اقرارها صراحة كما ان اغلب المسؤولين ينأون بأنفسهم عنها.
ودافع رجل دين واحد على الاقل هو اية الله محمد موسوي بوجنوردي بشدة عن الخطة
مما اثار جدلا كبيرا بين المدافعين عن حقوق المرأة والجماعات المحافظة.
وصرح اية الله في صحيفة قائلا "نواجه تحديا حقيقيا مع كل هؤلاء النساء في
الشوارع. مجتمعنا في وضع طاريء لذا فان اقامة دور العفة قد تكون حلا فوريا
للمشكلة...هذه الخطة واقعية وفي الوقت ذاته تتمشى مع الشريعة الاسلامية".
وبموجب الخطة المقترحة فان الرجال يعقدون زواجا مؤقتا صحيحا من ناحية الشريعة
الاسلامية على مذهب الشيعة الاثنى عشرية ويحصلون على وثيقة زواج ونصائح طبية
ووسائل مجانية لمنع الحمل.
ووثيقة الزواج تشرع العلاقة وتجعل طرفيها بمنأى عن محاسبة الشرطة التي تجوب
الشوارع لاعتقال اي اثنين لا تربطهما علاقة شرعية.وتثير هذه الفكرة حفيظة الكثير من الناشطات في حركة حقوق المرأة وايضا المحافظين. قالت شهربانو اماني وهي من عضوات البرلمان "ستكون دور العفة اهانة للنساء وعدم احترام لهن".
وذكر المجلس الثقافي للمرأة وهو مجموعة اسلامية تدافع عن حقوق المرأة ان مثل
هذه الدور سيكون ستارا "خادعا ومفضوحا" للدعارة.بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979 التي اطاحت بالنظام العلماني للشاه اغلق رجال الدين كل دور الدعارة الايرانية وحولوا بيت الدعارة الاساسي في طهران الى
متنزه.
الا ان الممارسة نفسها ظلت قائمة وانتشرت بسبب تفشي الفقر وما يراه البعض تفكك في النسيج الاخلاقي للمجتمع. ويقول منتقدون ان القيود الاجتماعية التي فرضتها الثورة الاسلامية ساعدت على تشجيع العلاقات غير المشروعة خارج نطاق الزواج.وفي العام الماضي اعتقل احد رجال الدين للتغرير بشابات وتهريبهن الى دول الخليج للعمل كبائعات هوى. كما اعدم سفاح مؤخرا لقتله اكثر من عشر ساقطات في
مدينة مشهد المقدسة.
وتتشابه فكرة دور العفة مع زواج المتعة الذي ينتشر بين بعض الشيعة كبديل للزواج المعتاد الا انه ليس منتشرا في ايران.وتكلفة الزواج في مجتمع يغالي في التفاخر بالوضع الاجتماعي مثل ايران الى جانب تكاليف اقامة منزل الزوجية تجعل الكثير من الرجال يحجمون عن الزواج. ويقول مسؤولون ان متوسط سن الزواج وصل الى 30 عاما ارتفاعا من اوائل العشرينات قبل عشرين عاما فقط.
تسبب هذا في مأزق للدولة الاسلامية التي لجأت في بعض الاحيان الى استخدام القوة
لاثناء الايرانيين عن اقامة علاقات غير مشروعة. وكثيرا ما يتعرض الشبان والشابات
الذين يضبطون معا ويثبت انهم مارسوا الجنس للجلد عقابا لذلك.ولتشجيع الزواج عادة ما تنظم المؤسسات الخيرية التي تديرها الدولة وتمول حفلاتزواج جماعي. كما تعرض البنوك الحكومية تقديم قروض بفوائد بسيطة لاعانة الشباب والشابات في ايران على الزواج.