كومو (كوريا الشمالية)- رغم تاخر اسمتر سنوات عدة، اقيم احتفال اليوم لوضع الحجر الاساس لمفاعل نووي في كوريا الشمالية يقوم بتشييده كونسورسيوم غربي ضمن اطار اتفاق موقع بين واشنطن وبيونغ يانغ هدفه منع النظام المتشدد من امتلاك سلاح نووي.
واغتنم ممثل الولايات المتحدة جاك بريتشارد الحفل الذي شهد تدفق الاسمنت في اساسات البناء المناسبة لدعوة كوريا الشمالية الى السماح بتفتيش منشاتها النووية واحترام معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية.
وطبقا للاتفاق الموقع عام 1994، فقد جمدت بيونغ يانغ برنامجها النووي المدني رسميا لكن هناك شبهات حول اخفائها تصنيع اسلحة نووية. وفي المقابل تتلقى كوريا الشمالية مساعدة مكونة من الوقود وتستفيد من تشييد مفاعل نووي يشكل خطرا عسكريا اقل بواسطة تجمع يضم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان والاتحاد الاوروبي يعرف باسم "كوريان بينينسولا انيرجي ديفلبمنت اورغنايزيشن" (كيدو).
وقد تاخر تنفيذ المشروع الذي يضم مفاعلين يعملان بواسطة المياه المخففة بقوة الف ميغاوات وتبلغ تكاليفه خمسة مليارات دولار بسبب خلافات بين كوريا الشمالية و"كيدو" حول الرواتب التي ستدفع للعمال الكوريين الشماليين.&وقد استغرقت عملية تسوية احدى التلال بالارض تمهيدا للبناء اربعة اعوام ولم يبدا حفر الاساسات الا قبل فترة.
واعلن بريتشارد الموفد الاميركي الخاص الى كوريا الشمالية وممثل بلاده لدى هيئة "كيدو" ان الكونسورسيوم "سينجز جزءا مهما" من المشروع ويسلم مكونات اساسية منتصف سنة 2005.
لكنه طالب كوريا الشمالية بوجوب قبول عمليات تفتيش لمنشاتها النووية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحترام معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية.&وقال ان "الوقت حان لكي تحقق الجمهورية الشعبية تقدما ملموسا في مجال احترام تعهداتها".
واضاف ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترى انه يلزم فترة تتراوح بين ثلاث واربع سنوات للتاكد مما اذا كانت كوريا الشمالية تتعاون دون ادنى تحفظ كما سبق ووعدت مع الوكالة التابعة للامم المتحدة.
ومن جهته، اشار مدير هيئة "كيدو" تشارلز كارتمان الى مغزى الاحتفال الرمزي قائلا "ما زلنا حاليا في مرحلة بدء تشييد المفاعلات انها منعطف في التقدم الهيكلي".
وبدوره، اعرب ممثل كوريا الشمالية كيم هي مون عن ارتياحه لكنه قال "كان يجب ان يحصل هذا الامر في وقت مبكر".&وياتي وضع الحجر الاساس وسط تضاعف الاشارات المرسلة من بيونغ يانغ الى سيول وحلفائها الاميركيين واليابانيين خلال الاسبوعين الاخيرين.
وسيستانف الحوار بين الكوريتين على المستوى الوزاري الاسبوع المقبل بعد توقف استمر ثمانية اشهر بسبب توتر اثاره التشدد في التصرفات الاميركية وحادث بحري خطير بين بحريتي البلدين في حزيران/يونيو الماضي..&واتفق جنرالات من كوريا الشمالية واخرين اميركيين الثلاثاء على وجوب تجنب هذه الحوادث وعدم تكرارها.
الى ذلك، التقى وزير خارجية كوريا الشمالية بايك نام سون وبشكل رمزي الاسبوع الماضي نظيره الاميركي كولن باول واللقاء هو الاول بين ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ومسؤول من بلد ادرج ضمن "محور الشر".&وحسب وزارة الخارجية الاميركية، ليس من المتوقع عقد اي لقاء بين بريتشارد ومسؤولين كوريين شماليين خارج نطاق الاحتفال.