جان ميشال ستوليغ: عبر عدد من الشخصيات الجمهورية عن تحفظات على احتمال تدخل عسكري لإطاحة صدام حسين، داعين الرئيس الأميركي جورج بوش إلى توضيح الخطر الذي يمثله العراق وانعكاسات هجوم عليه على العالم والولايات المتحدة.
&وكل بدوره وعلى طريقته، تساءل برلمانيون مهمون من بينهم شاك هاغل وديك ارمي وكذلك مسؤولون سابقون مثل برينت سكوكروفت وهنري كيسينجر عن مدى اهمية هجوم، مطالبين بتوضيحات مسبقة.
&وقد قلل الرئيس الاميركي من اهمية هذه التحفظات، مؤكدا انه سيعمل "للدفاع عن اميركا والحرية" معتمدا على تقييم اجهزة الاستخبارات.
&ومن بين الاسئلة التي طرحها هؤلاء الجمهوريون: ما هو التهديد الحقيقي الذي يمثله البرنامج العسكري العراقي؟ وما هي العلاقات التي تربط بين بغداد وارهابيي الحادي عشر من ايلول/سبتمبر؟ وما هي المخاطر على استقرار الشرق الاوسط؟ وهل الولايات المتحدة مستعدة لاعادة اعمار العراق "بعد صدام"؟ ومن هم الحلفاء المستعدون لتأييدنا؟ وهل الرأي العام مستعد لقبول خسائر اميركية جسيمة؟
&وقال سكوكروفت في افتتاحية نشرتها "وول ستريت جرنال" واثارت ضجة كبيرة "لا تهاجموا العراق" الآن "لان ذلك سيجعل الحملة العالمية على الارهاب التي بدأناها في خطر حقيقي".
&يذكر ان سكوكروفت مستشار الامن القومي للرئيسين السابقين جيرالد فورد وجورج بوش الاب، خبير تلقى آراؤه في المسائل المتعلقة بالاستخبارات، قبولا.
&وقال ان لا شئ يثبت ان صدام حسين يريد مهاجمة الولايات المتحدة وان كان يشكل بعض التهديد، مؤكدا ان تدخلا من جانب الولايات المتحدة وحدها يمكن ان يزعزع استقرار الشرق الاوسط باسره.
&وكان سكوكروفت الذي اكد انه يفضل توجيه انذار الى بغداد من اجل الموافقة على عمليات التفتيش على الاسلحة بدون شروط، اثار غضب اليمين بتذكيره مؤخرا انه لم يثبت وجود اي علاقة بين النظام البعثي وشبكة القاعدة الاسلامية التي تقف وراء الاعتداءات.
&وينتمي سكوكروفت الى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري الذي اعتبر ان حرب الخليج في 1991 كانت تهدف الى اخراج العراقيين من الكويت وليس اسقاط النظام العراقي.
&وينتمي الى هذا المعسكر - الذي يقابله جناح "الصقور" مثل وزير الدفاع دونالد رامسفلد ونائب الرئيس ديك تشيني - وزير الخارجية كولن باول المتحفظ على شن حرب خليج ثانية خصوصا اذا كانت الولايات المتحدة ستذهب وحدها الى المعركة وبدون آفاق واضحة للمستقبل.
&وكان احد ابرز وزراء الخارجية الاميركيين السابقين هنري كيسينجر رأى خلال الاسبوع الجاري ان "التدخل العسكري يجب الا يتم الا اذا قررنا ان نبقي على جهد مستمر طالما سيكون ذلك ضروريا" من اجل اعادة اعمار العراق والمحافظة على استقراره ووحدته.
&لكن كيسينجر رأى ان "انتشارا وشيكا لاسلحة للدمار الشامل مع ما ينطوي عليه من مخاطر كبيرة، ورفض نظام تفتيش قابل للاستمرار والعدوانية الواضحة لصدام حسين، تشكل مجتمعة عناصر تؤكد ضرورة عمل وقائي".
&ورأى السناتور الجمهوري شاك هاغل ان الادارة الاميركية لم تثبت ضرورة الخوض في هذا النزاع الذي تبدو نتائجه غير واضحة. واكد ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) "لا تملك اي دليل" على ان العراق على وشك الحصول على سلاح نووي.
&من جهته، عبر زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب ديك ارمي علنا عن معارضته لشن حرب "ما لم يكن هناك استفزاز مسبق من قبل العراق".
&لكن مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس رأت ان الولايات المتحدة "لا تستطيع ان تسمح لنفسها بالوقوف مكتوفة الايدي" بشأن العراق.
&ورأت ان الرئيس العراقي صدام حسين "رجل شيطاني واذا ترك ليفعل ما يحلو له، سيسبب دمارا لشعبه وجيرانه وسيدمرنا جميعا اذا تمكن من الحصول على اسلحة الدمار الشامل ووسائل استخدامها".