القاهرة- مروة عبدالرحيم: يخوض طلاب جامعة الازهر من اسلاميين وغيرهم، حربا مفتوحة ضد السياسة الاميركية في الشرق الاوسط داخل صفوف الحرم الجامعي في القاهرة ويتساءلون، من دون الكثير من الاوهام حول وسائل تحركهم.
وقال نادر عزام بينما كان المئات من زملائه في حركة دائمة بين كليات الجامعة التي تضم قرابة مئتي الف طالب "يجب ان نتحرك بحزم وقوة حيال ما يحصل في الاراضي الفلسطينية وما قد يحصل في العراق من اجل تصحيح السياسة الاميركية".
واضاف نادر الطالب في السنة ثالثة في كلية الترجمة واللغات القسم الفرنسي والمنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين المحظورة،"العام الماضي عندما كانت الاحداث ساخنة في فلسطين نظمنا تظاهرات اعرابا عن معارضتنا لما يحصل".
وبدوره، تدخل الطالب سيد زيادة من الاخوان المسلمين ايضا ليقول "لن ننتظر ان يضرب العراق لكي نتحرك". واضاف زيادة الطالب في السنة الثانية في الكلية ذاتها القسم الالماني انه "اذا لم تتحرك الحكومات العربية فنحن لن نسكت".
وتستقبل المؤسسة الجامعية الضخمة الواقعة في الاحياء الشمالية الشرقية في القاهرة 195 الف طالب بينهم اكثر من عشرة الاف اجنبي من 93 بلدا، وتدرس اضافة الى الفقه وعلوم الدين الاسلامي موادا اخرى متعددة كالطب والعلوم.
وتستوعب الجامعة التابعة للدولة مختلف الميول السياسية وبينها الاخوان المسلمين الذين تغض السلطات النظر عن نشاطهم او تقمعهم احيانا تبعا للتطوات السياسية الداخلية في مصر. وقال زيادة قبل ان يصمت بسبب مرور احد رجال الامن التابعين للكلية "يجب التحرك بسرعة يتعين علينا مبدئيا تنظيم تظاهرة الاسبوع المقبل للتنديد بالسياسة الاميركية تجاه العراق".
من جهته، قال مصباح محمد الطالب في السنة الثانية في كلية التجارة "لا نفهم اهداف الولايات المتحدة في المنطقة لكن اذا لم تتحرك الشعوب العربية فسيكون دورنا التالي بعد العراق". وهذا الغضب والشكوك ازاء قدرة الشبان على التحرك يسودان في جامعة القاهرة حيث تجري تظاهرات عدة منذ عامين دعما للفلسطينيين او ضد اسرائيل والولايات المتحدة.
وقال جورج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية "يجب ان تعرف الادارة الاميركية باننا، كاجيال جديدة، لن نقبل سياستها". لكن جورج الطالب في الماجستير اكد ان التظاهرات ليست وسيلة حضارية للتعبير". واضاف "بامكاننا تنظيم ندوات مع شبان اميركيين مثلنا وبامكاننا ارسال رسائل الى الحكومة الاميركية لشرح وجهة نظرنا".
ويوافق مصطفى محمد واسامة عبده وخالد سعيد واسلام محمد الطلاب في جامعة الازهر على هذا الراي. وقال عبده الطالب في كلية العلوم ان "التظاهرات لن تسفر عن شيء". واوضح مصطفى الطالب في كلية الطب ان "افضل سلاح لدينا هو تثقيف انفسنا والحصول على تدريب جيد"، مضيفا ان "الولايات المتحدة قوية لانها متطورة وسنكون قادرين على الرد عليها عندما نصبح متطورين نحن ايضا".
واعربت رضوى حسين وامير محمد خلال اتصال هاتفي معهما من جامعة عين شمس عن اسفهما لانه "ليس هناك شيء يمكن القيام به". واضاف الطالبان في كلية الاداب ان "الاميركيين لا يحترمون الشرعية الدولية لكن رغم الاحتجاجات في العالم، فانهم يواصلون السياسة ذاتها".
التعليقات