الدار البيضاء-ايلاف : اعتبرت مجلة الاكسبريس الفرنسية في عددها الأخير اختيار ادريس جطو لمهام الوزارة الأولى بالصائب وأبدت اعجابها الكبير برجل وصفته بـ"البراغماتي والمتحاور".ففي بورتريه مميز لادريس جطو قالت المجلة الفرنسية بأن تشكيلة الحكومة الجديدة لاتختلف كثيرا عن سابقتها وان اهم تغيير في الواقع هو ادريس جطو نفسه بصفاته المتعددة: مقرب من القصر الملكي، غير منتخب ولا انتماء حزبي له .
وأضافت المجلة الفرنسية الى سجل الوزير الأول المغربي صفات أخرى كالكتوم والبشوش مثلا وهي الصفات التي استهوت الملك الراحل الحسن الثاني وجعلته يقرب ادريس جطو من القصر.ذكرت الصحيفة بماضي ادريس جطو و كيف انتقل من عمله في محل تجارة عائلي بمدينة الجديدة - 200 كلم جنوب العاصمة الرباط- الى أعلى هرم في السلطة التنفيذية بعد الملك.
وقالت الاكسبريس "ان مسار الوزير الأول المغربي الجديد استئنائي جدا في بلد يصعب فيه النجاح دون امتلاك على اسم عائلة رنان".اضافت أن ادريس جطو بعد حصوله شهادته الجامعية تخصص فيزياء-كيمياء اشتغل بشركة "باطا" الخاصة بالأحذية وسرعان ما سيكشف عن امكاناته التي ستؤهله للفوز بدورة تكوينية هامة في شؤون تدبير المقاولات بلندن.
وبعد عودة ادريس للمغرب سيطلق مقاولة الأحذية الخاصة به ليصير اول مصنع للأحذية في البلد& ورجل اعمال من درجة فريدة استطاعت جلب اهنمام الحسن الثاني بالرغم من ميولات الرضى التي كان يبديها جطو لحزب الاتحاد الاشتراكي التابع لعبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول المغربي السابق.
و&كان الملك وادريس البصري وزير الداخلية القوي انذاك لايبادلان ادريس جطو نفس الموقف اتجاه الاتحاد الاشتراكي لكن شخصية هذا الأخير المرنة جعلت كل شيء ممكنا، كتعيينه مسؤولا كبيرا بوزارة المالية فوزيرا .لم يعد ادريس جطو يتمتع كثيرا بأعماله التجارية تقول المجلة اذ سيعينه الملك محمد السادس في 2001 وزيرا للداخلية والاعداد للانتخابات التشريعية بالبلاد عاما بعد توليته، وتقول المجلة بان ادريس جطو أبان على نجاح متواصل في جميع مهامه.
فلم يشهد المغرب حسب الالكسبريس انتخابات نزيهة كالتي عاشها قبل شهرين لذلك فعوض استدعاء زعيم سياسي لرئاسة الحكومة لم يجد الملك محمد السادس بدا من تعيين أقرب أقربائه: ادريس جطو، بجدول اعمال على رأسه اخراج المقاولة المغربية من ترددها الاقتصادي.وختمت المجلة الفرنسية متسائلة: هل ينجح ادريس جطو القادم "من تحت" فيما فشلت فيه النخب السياسية؟