الدار البيضاء -إيلاف : رفع صحفي مغربي دعوى قضائية ضد مدير المخابرات المغربي حميدو لعنيكري بإحدى محاكم فرنسا. والصحفي هو محمد واموسي مراسل مجلة "الوطن العربي" في المغرب والمقيم منذ السنتين الماضيتين في العاصمة الفرنسية باريس.
وكان الصحفي المغربي يراسل المجلة المذكورة حول قضايا ترتبط بالملك محمد السادس و"العهد الجديد" والأمير هشام والدستور والتوترات مع إسبانيا والجزائر والجيش والسلفية الجهادية في المغرب..وهي مواضيع ذات حساسية قوية في الفترة الراهنة وان لم تعد طابوها سياسيا بالبلاد.
وتعود أسباب التوتر الرئيسية بين الصحفي المذكور والمخابرات المغربية كما أوردتها أسبوعية "لوجورنال" الى أسابيع قليلة عندما أبدى الصحفي المصري محمود صادق رغبته في التوجه للمغرب قصد إنجاز تحقيق صحفي حول آخر التطورات بالبلاد وخصوصا حول ما يسمى ب"السلفية الجهادية" وبان الصحفي المصري قد استثمر الخدمات التي قدمها إليه زميله المغربي وكانت النتيجة ملف كامل نشر بمجلة الوطن العربي حول "المؤسسة العسكرية" بالمغرب متعرضا لبيان "الضباط الأحرار" الشهير.
واستمرت الأمور بشكل طبيعي فالصحفي المغربي بقي بباريس موقعا بعض مقالاته بـ"مراسلنا من الرباط" والصحفي المصري غادر بسلام تام المغرب متوجها هو الآخر لباريس دون أي مشكل يذكر، الى حين الاثنين الماضي عندما زارت فرقة من المخابرات المغربية بيت أسرة الصحفي محمد بتمارة بالعاصمة المغربية وعبثت بمحتويات البيت ورهبت أسرته على حد قوله الأسبوعية المذكورة.
وحسب نفس المصدر فان أفراد الفرقة (أربعة مخبرين) كانوا يبحثون عن الصحفيين معا ويجولون حي سكنى الصحفي وينشرون خبر تعاون الصحفي مع مخابرات أجنبية.
وقالت الأسبوعية بأن الصحفي المغربي اتصل بحسن أوريد الناطق الرسمي بالقصر الملكي الذي تربطه به علاقة متينة واستفسر عما يحدث له ولأسرته فأخبرته أوريد بأنه ليس على علم بأي تفاصيل حول الموضوع، ثم اتصل بمنظمة صحافيين بالحدود وقرر رفع دعوى قضائية ضد حميدو اعنيكري انطلاق من هذا الأسبوع بمحاكم باريس واتهامه بضلوعه في كل ما يحدث له ولأسرته.
ويذكر أن حميدو لعنيكري مدير المخابرات المغربي كان قد أفلت عام 2001 من قبضة العدالة الفرنسية بعد أن رفع الصحفي الفرنسي جوزيف توال من القناة الثالثة الفرنسية دعوى ضد اعنيكري بسبب التحرشات المخابراتية التي تعرض لها أثناء زيارته لمعتقل تازمامارت السري في أيلول (سبتمبر) 2000.