الكويت -- اكد مسؤولان في مؤسسات صحية خاصة حاجة الكويت ‏‏لتطوير قطاع الخدمات الصحية لكنهما اعتبرا ان التكلفة المرتفعة والاجراءات ‏البيروقراطية والاوضاع العامة في المنطقة من ابرز العوامل التي تؤدي الى عزوف ‏‏المستثمر عن ولوج هذا القطاع. ‏
مسؤول في وزارة الصحة فضل عدم ذكر اسمه قال ان ‏‏الوزارة اصدرت 20 ترخيصا لاقامة مستشفيات خاصة في الكويت منذ عام 1992 لكن لم ‏‏ينفذ من هذه التراخيص سوى مستشفى واحد واخر قيد الانجاز. ‏&ويؤكد كثيرون ممن لهم علاقة بالقطاع الصحي ورجال اعمال واقتصاد على جدوى ‏‏الاستثمار في هذا القطاع وان ذلك لن يتحقق الا بفتح المجال وتسهيل السبل امام ‏‏الاستثمارات الخاصة. ‏
وقد اعتبر استشاري امراض اللثة وتركيب وزراعة الاسنان الدكتور بدر الانصاري من ‏
‏مركز الانصاري الطبي ان عزوف القطاع الخاص الملحوظ عن الاستثمار في القطاع الصحي ‏‏يعود الى ضعف العائد المادي لهذه الاستثمارات من جهة والتكلفة الباهظة لانشاء ‏
‏المستشفى الخاص وبالذات ارتفاع اسعار التجهيزات الطبية. ‏
واضاف الانصاري في حديثه لكونا ان "المزاحمة الشرسة" على حد تعبيره من جانب ‏
‏القطاع الحكومي للقطاع الخاص وبشكل متكافيء "يضعف من حماس اي راغب بالاستثمار في ‏‏هذا المجال وذلك لان المنافسة غير متكافئة في ظل قيام القطاع الخاص بانشاء ‏‏المراكز الصحية التخصصية والتبرع بها للحكومة". ‏
واوضح ان هذه المراكز لا تمثل عبئا ماليا على الحكومة كونها تبنى من ‏‏تبرعات الناس مثل المستشفى الصدري ومستشفى ابن سيناء والمراكز الاخرى المتخصصة ‏العديدة علما بان خدماتها تقدم بالمجان الامر الذي يسحب البساط من تحت اقدام ‏‏القطاع الخاص ويجعل قدرته على المنافسة غير واردة اطلاقا. ‏
‏ وذكر انه الى جانب ذلك فان القطاع الخاص يعاني من معوقات ادارية كثيرة مثل ‏‏مسألة تخصيص الاراضي للراغبين في اقامة هذه المستشفيات ومنح تراخيص لغير الجادين&
‏ومن خلال الواسطة في المقام الاول بحيث يتاح لحامل الترخيص بيع الارض او تحويلها ‏
‏بشكل يعطل الهدف الذي خصصت من أجله. ‏
‏ وبين الانصاري ان وزارة الصحة تشترط في من يرغب باقامة مستشفى البناء على ‏
‏مساحة معينة من الارض وتوفير عدد كبير من السرائر معتبرا ان هذه الشروط من شانها ‏
‏تثبيط عزم المستثمر. ‏
‏ يذكر ان وزارة الصحة تشترط على الاطباء الكويتيين العاملين في الوزارة ان ‏
‏يتفرغوا من عملهم وينهوا خدماتهم اذا ما ارادوا الحصول على تراخيص لانشاء عيادات ‏
‏او مراكز صحية خاصة وقد استثنت الوزارة من القرار الاخصائيين الكويتيين العاملين ‏
‏فيها على ان يعملوا في وقت الفراغ. ‏
‏ واتفق المدير الاداري في مركز بوشهري الصحي نبيل خزعل مع الدكتور الانصاري في ‏
‏الكثير من النقاط واكد على ان الكثيرين من الذين حصلوا على تراخيص لاقامة منشات ‏
‏صحية لم يكونوا جادين. ‏
‏ واضاف ان هناك شركات امريكية واوروبية وشركات تامين لديها الرغبة في اقامة ‏
‏مستشفيات خاصة حديثة ومتطورة ولكنها ترغب بان يساهم الكويتي براس المال بالاضافة ‏
‏الى ان قانون التجارة الكويتي يفرض ان يتملك الكويتي 51 في المئة من اي مشروع ‏
‏تجاري مما يحول دون مساهمة الاستثمارات الاجنبية في هذا المجال‏
‏‏
‏ واضاف خزعل ان من العوائق ايضا ارتفاع تكلفة انشاء المستشفيات والتي ‏
‏تتراوح ما بين 8 الى 10 ملايين دينار بالاضافة الى قانون الهجرة والجوازات ‏
‏المتعلق بالاقامة وزيارات الاجانب والذي يحد من قدرة المؤسسات الصحية الخاصة على ‏
‏جلب الخبرات من الاطباء الاجانب بسبب القيود على حركتهم والتي تتفاقم اذا كان اصل ‏
‏الطبيب عربيا ليس فقط من جانب ادارات الهجرة وانما من قبل وزارة الصحة ايضا فيما ‏
‏لا يمكن ان تستغني المؤسسات الصحية عن الاستعانة بالخبرات الاجنبية. ‏
‏ لكن وبالرغم من هذه العوائق فان نبيل خزعل يؤكد انه في النهاية لا بد وان يتم ‏
‏تذليل العقبات وان يتحقق التوسع والتطور المطلوب في مجال الخدمات الصحية وان ‏
‏القطاع الخاص لا بد وان يجد نفسه مساهما رئيسيا في تقديم الخدمات الصحية. ‏
‏ وقال ان هذا التوسع سيفرض نفسه نظرا لوجود حاجة ماسة ومتزايدة للخدمات الصحية ‏
‏بسبب الزيادة السكانية الطبيعية وعدم قدرة المؤسسات الحكومية على تقديم خدمة ‏
‏متميزة لكل الناس في جميع الاوقات ووجود ضغط كبير على الخدمات الحكومية مما يؤدي ‏
‏الى قصور في الخدمات يترتب عليها انتقادات وعدم رضا عام في المجتمع. ‏
‏ واكد خزعل ان الكويت تستطيع ان تستوعب خمسة مستشفيات جديدة الى جانب ‏
‏المستشفيات الحكومية الخمسة والمستشفيات الخاصة الاربع القائمة حاليا مشيرا الى ‏
‏ان توسيع نظام التامين الصحي ليشمل المواطنين سيفتح المجال واسعا اما تحقيق رغبة ‏
‏القطاع الخاص بالاستثمار في القطاع الصحي نظرا للعائد المجدي الممكن تحقيقه ‏
‏وكفاية هذا العائد مع راس المال الكبير المطلوب استثماره. ‏
‏ واختتم خزعل حديثه بالقول انه لا يجب تغييب العامل السياسي كسبب رئيسي في عزوف ‏
‏راس المال الخاص عن الاستثمار في القطاع الصحي بوجه خاص وفي مختلف القطاعات بوجه ‏
‏عام حيث انه ومنذ التحرير والاوضاع السياسية في المنطقة لم تستقر بحيث توفر ‏
‏الاجواء المناسبة للاستثمار. ‏
‏ يذكر ان مدير ادارة التراخيص الصحية في وزارة الصحة الدكتور راشد العميري كان ‏
‏قد اعلن قبل عدة ايام ان عدد المراكز الصحية التي انشئت خلال العامين الماضيين ‏
‏بلغ 21 مركزا صحيا "طبي واسنان" كما تم افتتاح ست مستوصفات حكومية.