لندن - من المنتظر ان يضع التقرير المبدئي للميزانية البريطانية المقرر اعلانه هذا الاسبوع سمعة وزير المالية البريطاني جوردون براون في ادارة اقتصاد البلاد على المحك وذلك للمرة الاولى منذ وصول حزب العمال للسلطة في عام 1997 .
فقد كان من المعتاد ان تكون توقعات هذا الوزير بشأن النمو الاقتصادي دقيقة بشكل ملحوظ كما كانت توقعاته الحذرة تتحسن دوما بفضل انتعاش عائدات الضرائب مما كان يتيح له التعامل بسخاء مع قطاع اصحاب المعاشات وغيرهم من المجموعات التي يرى انها تستحق هذا السخاء.
الا ان الامر هذه المرة لا يسير على نفس المنوال... فالعائدات الضريبية تدهورت بشدة هذا العام بسبب تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في وقت تمضي فيه الحكومة قدما في زيادة ضخمة في الانفاق العام على مجالات مثل الصحة والتعليم.
ومن ثم فان هذا الرجل الاسكتلندي الاصل الذي جعل "الحيطة" و"الاستقرار" مبدأ مقدسا يواجه مهمة لا يحسد عليها تتمثل في الوقوف امام مجلس العموم البريطاني ليقول لاعضائه" معذرة يا رجال لقد كنت مخطئا".
وسيكون هذا امرا صعبا بالنسبة لبراون الا انه سياسي محنك وسيروق له مواجهة هذا التحدي الصعب رغم ان المعارضين من حزب المحافظين يشحذون اسلحتهم. وقال مايكل هوارد وزير المالية في حكومة الظل البريطانية لرويترز "من الواضح انه سيتبين ان توقعاته بشان النمو الاقتصادي خاطئة وان توقعاته الخاصة بالعائدات خاطئة وتلك الخاصة بشان الاقتراض خاطئة ايضا".
ولفتت وكالة رويترز الى ان&التقرير المبدئي للميزانية ينذر بتعديلات تشريعية في الميزانية الرئيسية في الربيع المقبل. وبدأ براون فعلا التمهيد لاعلان هذا التقرير الذي سيعلنه يوم الاربعاء المقبل بأن أنحى باللائمة في الامر على الاقتصاد العالمي. وقال في الاسبوع الماضي "ليس في وسع تلك الامة التجارية الكبيرة التي بنت نجاحها على مدى فترة زمنية طويلة من خلال قدرتها على التصدير والتجارة الا تتأثر بتهاوي معدل نمو التجارة الدولية بنسبة 13 في لمئة".