بغداد-عز الدين سعيد: في فندق القناة، المبنى الابيض الذي يقع على الطريق السريع شرق بغداد حيث المقر العام للامم المتحدة في العاصمة العراقية، يستعد المفتشون الدوليون الذين وصلوا الى بغداد الاثنين بعيدا عن الاضواء اليوم الثلاثاء لمباشرة عملهم في وقت يطلب فيه من العراق شفافية كاملة في التصريح عن الاسلحة التي يملكها.
&غير ان شيئا لم يتسرب الى ممثلي وسائل الاعلام العالمية الذين يحاصرون في انضباط الفندق بينما يحضر "مخبرو" الامم المتحدة في سرية تامة لاستئناف عمليات التفتيش غدا الاربعاء.&ويفترض ان يعقد ممثلون عن المفتشين اليوم اجتماعا مع اللجنة الوطنية للرقابة النظير العراقي لمفتشي الامم المتحدة.
&ويقع مقر خبراء لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية في الطابق الاخير من الفندق في المكاتب نفسها التي استخدمتها بين 1991 و1998 اللجنة الخاصة للامم المتحدة لكنهم يقيمون في فندق "برج الحياة".&ومن المقرر ان يستأنف المفتشون الاربعاء عمليات التفتيش التي توقفت منذ 1998.
&ويحظى مفتشو الاسلحة بتفويض كامل للقيام بعملهم بموجب قرار مجلس الامن رقم 1441&الذي تم تبنيه في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر وينذر العراق ب "عواقب وخيمة" اي اللجوء الى القوة اذا لم يتعاون مع المفتشين.&وكان خمسة من عناصر الشرطة العراقية يحملون بنادق على اكتافهم يقومون صباح اليوم الثلاثاء بحراسة موقف السيارات التابع للفندق حيث اصطفت سيارات بيضاء وآليات الجيب التي تحمل شعار الامم المتحدة.
&ومهرت لوحات تسجيل السيارات التابعة للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش بالاحرف الاولى لاسم اللجنة باللغة الانكليزية (انموفيك).&وفي الطابق الاخير من فندق القناة الذي يرفرف عليه علم الامم المتحدة تجتمع طليعة مفتشي الاسلحة في مكاتب تم تجديدها وتجهيزها باجهزة كومبيوتر جديدة نقلت في الطائرة "هيركوليس سي 130" التي تقوم برحلات بين بغداد ولارنكا (قبرص) القاعدة الخلفية للجنة.
&وتم جلب عشرين طنا من التجهيزات بينها اجهزة اتصالات متطورة، وتركيبها في مركز المتابعة والتحقق والتفتيش في بغداد الذي يطلق عليه اسما مختصرا هو "بومفيك".&وقد عما ثلاثون من فنيي الامم المتحدة طوال اسبوع كامل لاعداد المكاتب.&وتم تنظيف المكاتب واعيد وصل الهواتف وتمت معاينة الجدران لكشف وجود اي ادوات تنصت وذلك قبل وصول 18 خبيرا هم اول القادمين الى بغداد منذ مغادرة اللجنة السابقة في 1998.
&ويتقاسم المفتشون الذين تجاهلتهم بغداد ولم تعر وسائل اعلامها خبر وصولهم اي اهتمام اليوم، المبنى مع اعضاء برنامج "النفط مقابل الغذاء" وبعثة الامم المتحدة لمراقبة الحدود بين العراق والكويت وبرنامج الغذاء العالمي.
&وكان كبير المفتشين الدوليين هانز بليكس طلب من السلطات العراقية الموافقة على توسيع مباني الفندق لاستقبال عشرات الخبراء المتوقع وصولهم في الاسابيع القادمة الى بغداد.&من جهة اخرى اعلن بليكس الاثنين في مجلس الامن انه "اذا اعلن العراق انه لا يملك برنامجا لاسلحة الدمار الشامل، فسيكون من الضروري تقديم وثائق مقنعة او غير ذلك من الادلة".&واضاف ان "الارقام التي قدمت في الماضي ليست دقيقة واذا اراد العراقيون ان يكونوا واضحين فعليهم ان يقدموا افضل اللوائح" عن اسلحتهم.
&ويتكتم كل من الياباني هيرو يوكي والاميركية ماليس فيلمنغ المتحدثان باسم فريقي التفتيش حتى الان بشأن برنامج تحرك الخبراء. وقال يوكي ان "المفتشين يحضرون لاستئناف عمليات التفتيش وينظمون الاجراءات العملية".&ويتم فتح ابواب الفندق عند عقد مؤتمر صحافي ليتدفق عشرات المراسلين والمصورين للاستماع ليوكي في كافتريا الفندق.&ومن النوافذ المسيجة لمكاتبهم، يمكن للخبراء مشاهدة واحة نخيل خضراء تعبرها قناة يحمل الفندق اسمها.