موسكو- ديمتري زاكس:&يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غد الاحد الى بكين على امل ان لا يتأثر "السلام الابدي" بين الدولتين الجارتين العظميين بانتخاب الزعيم الجديد للحزب الشيوعي الصيني هو جينتاو.
وتندرج زيارة بوتين التي تستمر ثلاثة ايام الى الصين وتلك التي سيقوم بها بعد ذلك الى الهند في اطار جهود موسكو لاقامة محور سياسي يمكن ان يتصدى للولايات المتحدة في ادارة شؤون العالم.
وسيكون بوتين ثاني رئيس دولة اجنبية بعد الرئيس الفنلندي، الذي يلتقي هو منذ انتخاب هذا القيادي غير المعروف على رأس الحزب الشيوعي في الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر.&لكن الرئيس الروسي سيحترم بدقة المراسم والدور السياسي الذي ما زال مهما لجيانغ زيمين بلقاء الرئيس السابق اولا.
وقال وزير الخارجية الصيني تانغ جياكسوان لوسائل الاعلام الروسية ان "الصين وروسيا قامتا بالخيار التاريخي ببناء السلام الابدي والشراكة وعلاقات حسن الجوار".&ويبدو الجانب الروسي موافقا على ذلك لكنه يعبر عن موقفه بطريقة اقل حسما.
وقد عبرت الصين وروسيا عن موقف مشترك حيال المشكلة العراقية وطالبتا بان يوافق مجلس الامن الدولي حيث تشغل كل منهما مقعدا دائما، مسبقا على اي ضربة ضد العراق. كما تشعران بالقلق نفسه الذي يثيره الخطر النووي الكوري الشمالي.
وتواجه كل من الصين وروسيا مشاكل متشابهة مرتبطة بالنزعات الانفصالية للاقليات الاتنية وتأملان في تطوير مبادلاتهما في مجال المعدات العسكرية وانشاء انابيب للنفط تربط الحقول السيبيرية بالاسواق الصينية المتطلبة جدا.
وكان بوتين وجيانغ وقعا العام الماضي اتفاق صداقة جديدا حل محل الوثيقة الموقعة في 1950 والتي لم تمنع وقوع مواجهات مسلحة على الحدود بين البلدين في 1969 .&ولا يتوقع المحللون تغييرات كبيرة في المقاربة العملية الحالية للعلاقات الصينية الروسية بسبب صعود هو والافول البطئ لنجم جيانغ.
لكنهم يؤكدون القلق الذي يثيره في موسكو تزايد عدد المهاجرين الصينيين بطريقة غير مشروعة في المجالات الكبيرة الواسعة في اقصى الشرق الروسي وتحفظ بكين على العلاقات التي تزداد عمقا بين الكرملين وواشنطن.
وقال رئيس فرع مؤسسة "هيريتيج" الاميركية في موسكو يفغيني فولك ان "بوتين سيسعى الى طمأنة الصين حول الميول الروسية للتقارب مع واشنطن".&من جهة ثانية، اقر المسؤولون الروس بوجود بعض الخلافات الشائكة بين البلدين.
فبكين ترفض انضمام موسكو الى منظمة التجارة العالمية ما لم تفتح روسيا حدودها لليد العاملة الصينية وما لم تتخل عن الحصص المتعلقة بالحديد والالمنيوم الصيني. وحتى الآن لم تلب موسكو هذه الشروط.
ورأى مساعد وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف "من الواضح ان هذه المحادثات لن تسفر عن نتيجة قبل نهاية العام الجاري" واضاف ان "زمن ارتباط التجارة بالعقيدة والسياسة ولى".&قال المسؤولون الروس ان بوتين وجيانغ سيوقعان اعلانا عاما يؤكد تطابق وجهات نظرهما حول الاحداث الراهنة.
وبعد زيارته التي تستمر ثلاثة ايام لبكين، سيتوجه بوتين الى نيودلهي في زيارة اسهل بكثير.
ومنذ العهد السوفياتي، تعتبر الهند الشريك الاستراتيجي لموسكو في آسيا والعلاقات بين البلدين تعززت بالحرب في افغانستان والاضطرابات في باكستان الخصم الابدي للهند.&ورسميا، لن يتم البحث في مبيعات الاسلحة الروسية الى هذين البلدين اللذين يشكلان اهم زبونين لموسكو.