طهران- انتقد الرئيس الايراني محمد خاتمي بشدة اليوم الاربعاء موقف القضاء، معقل المحافظين، في ملفات هاشم اغاجاري، المثقف الذي حكم عليه بالاعدام، والعديد من الاشخاص الاخرين المتهمين باقامة علاقات وانشطة مع الخارج.
وخاتمي، الذي اخذ الطلاب عليه صمته خلال التظاهرات الاخيرة، شجع الطلاب على البقاء "متيقظين ومتنبهين" في قضية اغاجاري التي دفعتهم الى تنظيم تظاهرات على مدى عشرة ايام في تشرين الثاني/نوفمبر.&لكنه المح ايضا الى انه يجب ان ياخذوا في الاعتبار مخاطر حصول توتر سياسي في اطار سبل التعبير عن مواقفهم.
وانتقد خاتمي الذي تحدث امام الصحافة لدى خروجه من مجلس الوزراء في طهران، القضاء لانه لم يعد النظر في ملف اغاجاري كما امر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر وانما انتظر تقديم الاستئناف من محامي المحكوم عليه.&واضاف "اعتقد انه لو طبق امر المرشد، لكان الامر افضل بكثير، آسف لانه لم يقم بذلك".
وتحدث خاتمي ايضا عن ثلاثة مسؤولين في معهد ايراني لاستطلاع الرأي اجرى تحقيقا اظهر ان غالبية الايرانيين يؤيدون تطبيع العلاقات بين طهران وواشنطن، بدأت محاكمتهم الثلاثاء في طهران.
وقال "لا اعتقد ان معالجة هذه القضية عادلة" منتقدا ايضا توقيف اربعة من المسؤولين الطلابيين مؤخرا واعتبر ان ذلك "يتعارض" مع قرار المجلس الاعلى للامن القومي الذي يرئسه ويضم ابرز المسؤولين الامنيين في البلاد.&واضاف متوجها للقضاء "يجب عدم التدخل في عمل القضاء، لكن للبلاد مصالح يجب احترامها".
من جهة اخرى قال خاتمي انه خلافا لما كان متوقعا، فانه لن يتحدث امام الطلاب في مناسبة يومهم الوطني في 7 كانون الاول/ديسمبر.
وكان الطلاب هاجموا خصوصا القضاء خلال التظاهرات التي نظموها لدعم اغاجاري لكنهم انتقدوا خاتمي ايضا.&وقال ان "الطلاب قد يكونون غاضبين مني، لكنني لست غاضبا منهم. انني اقبل كل الانتقادات. وفي تاريخ ايران، انني بدون شك السياسي الاكثر عرضة لانتقادات واهانات واقبل ذلك بكل فخر".&واضاف "اعتبر انني نجحت كرجل سياسي. وبشكل عام فان رجال السياسة الناجحين، لا يجرؤ احد على انتقادهم. وبالنسبة لي يجب ان تترك السلطة للاخرين حرية انتقادهم".&وبخصوص مشروعي قانون يعترضان على هيمنة المحافظين عرضهما مؤخرا على مجلس الشورى اعتبر خاتمي انهما "لن يسويا كل شيء لكنه الحد الادنى للتمكن من العمل".
من جهته اعتبر المثقف الاصلاحي الايراني هاشم اغاجاري المحكوم عليه بالاعدام بتهمة الاساءة الى الدين الاسلامي في رسالة مفتوحة نشرتها الصحف اليوم، انه ضحية حكم "سياسي" اكثر منه قضائي الا انه مقتنع بانه سيبرأ في محاكمة علنية.
من جهة اخرى رفض حزب منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية الذي ينتمي اليه اغاجاري بشدة الموقف الاخير الذي اتخذه الكاتب البريطاني من اصل هندي سلمان رشدي معتبرا ان الحكم بالاعدام على اغاجاري لا علاقة له بالفتوى التي صدرت في حق رشدي.
واعتبر اغاجاري المسجون في همذان منذ الثامن من اب/اغسطس في رسالته المفتوحة ان الحكم باعدامه "اشبه ببيان سياسي منه بحكم قضائي". وقال ان الازمة ليست ناجمة عن "استقلالية" القاضي التي تسببت بالازمة وانما على العكس "لانه مرتبط ولم يحترم مبدأ الحياد".
الا ان اغاجاري الذي قدم محاميه طلب استئناف للحكم اعرب عن "قناعته" بانه سيتم تبرئته في محاكمة "علنية حيث يؤخذ في الاعتبار الضمير العام". ورأت منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية في بيان ان المقال الذي كتبه سلمان رشدي في صحيفة "نيويورك تايمز" يستهدف خصوصا "اثارة التعصب وزرع التفرقة" ويخدم "رغبة الاجنبي في استخدام الوضع السياسي الداخلي في ايران".
واستنكر رشدي في 27 تشرين الثاني/نوفمبر صمت "الاصوات المعتدلة في الاسلام عندما يقوم مهووسون وعنصريون وكذابون وانصار السيطرة الذكورية والطغاة والمتعصبون وانصار العنف بتشويه ثقافة المسلمين العريقة والحضارية المفعمة بالحب والفن والتفكير الفلسفي".