لندن: احتجت سورية وهي الدولة العربية ذات العضوية غير الدائمة في مجلس الامن الدولي على تسلط الولايات المتحدة على قرارات المجلس، وخصوصا في ما يتعلق في المسألة العراقية. والاحتجاج السوري الذي
ورد على لسان المندوب الدائم ميخائيل وهبة الذي استنكر تفرد الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن على الملف ذي الـ11 ألف صفحة الذي قدمه العراق نافيا فيه عدم امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل.
وقال وهبة في تصريح نقلته عنه اليوم هيئة الاذاعة البريطانية ان تفرد تلك الدول الخمس بالاطلاع على الملف من دون الدول العشر الاخرى غير الدائمة العضوية يعتبر مخالفة صريحة للقرار الرقم 1441 الذي اخذ بالاجماع في الشهر الماضي في شأن التفتيش الدولي.
وكانت سورية اتخذت موقفا داعما للموقف الاميركي اثار استغراب المراقبين السياسيين في شأن سرعة اتخاذ القرار. ولكنها بررت ذلك بالقول "المسألة تتعلق بالتفتيش فقط، اما اذا كانت هنالك حرب ضد العراق، فنه لابد من العودة الى الامم المتحدة".
واليوم ذكرت تقارير من نيويورك ان الولايات تسلمت الملف العراقي، كما انها تولت تصوير محتوياته ووزعت نسخا منه على الاعضاء الدائميين وهم بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، مستثنية الدول العشر الاخرى غير الدائمة العضوية.
وبررت مصادر اميركية الموقف بالقول "اولا اميركا لديها تقنيات متقدمة اكثر من الامم المتحدة لتصوير الوثائق، كما انها تخشى من تسرب معلومات العراق الى ايدي دول معنية بتطوير قوتها من اسلحة الدمار الشامل".
وفي الوقت الذي لم ترد فيه الولايات المتحدة على الانتقادات السورية، فإنها تركت الرد لرئيس المجلس وهو الفونسو فالديفيسو (مندوب كولومبيا) الذي قال ان قرار توزيع الملف العراقي على الدول الخمس الكبرى قد اتخذ بعد مشاورات مكثفة مع جميع الاعضاء الدائمين وغير الدائمين الـ15 .
يذكر ان القرار الدولي الرقم 1441 الذي اتخذ في الشهر الماضي في شأن التفتيش الدولي على ترسانة العراق النووية والبيولوجية اتخذ بالاجماع، وكانت الموافقة السورية الفورية عليه هي اكثر المفاجآت واكبرها.