بغداد- قام مفتشو الامم المتحدة الثلاثاء بزيارة خمسة مواقع تشتبه الولايات المتحدة بقيامها بانشطة محظورة وذهبوا الى ابعد نقطة عن بغداد يزورونها منذ عودتهم الى العراق في اكثر ايام التفتيش نشاطا. ومن جهته صرح مدير عام هيئة الرقابة الوطنية اللواء حسام محمد امين انه يتوقع ان يقوم رئيسا الهيئتين الدوليتين المكلفتين عمليات التفتيش في العراق بزيارة الى بغداد "بعد شهر او شهرين"، وعبر عن ارتياحه لعمل فرق مفتشي الاسلحة.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة "الرافدين" الاسبوعية اليوم الثلاثاء، قال اللواء امين انه يتوقع ان يزور رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بغداد "بعد شهر او شهرين".
واضاف امين المسؤول عن الهيئة العراقية المكلفة بمتابعة شؤون فرق التفتيش الدولية ان "لقاء ربما يعقد" بين بليكس والبرادعي والمسؤولين العراقيين في بغداد التي سيزورها المسؤولان الدوليان "بقصد التحري ومعرفة الموقف وتبادل وجهات النظر" على حد تعبيره. ورأى امين ان ذلك "مفيد وضروري".
واعرب امين عن "ارتياحه " لعمل فرق التفتيش للفترة الماضية، متوقعا ان تمتد مهمتها في العراق "نحو ثمانية اشهر". وقال "نحن راضون عنه (العمل) حتى الان"، موضحا انه "يتسم بالهدوء والمهنية والتدخلية في الوقت نفسه (...) نحن مرتاحون ونلاحظ ان الحرفية والمهنية تطبع اسئلتهم وطروحاتهم التي توجه بشان المواقع التي يزورونها".&واضاف "اذا كانت انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية صادقتين في وعودهما فانا اتوقع ان تمتد فترة عمل المفتشيين في العراق نحو ثمانية اشهر".
لكن المسؤول العراقي انتقد بشدة زيارة المفتشين قصر السجود الرئاسي. وقال ان "هذه الزيارة جرحتنا رغم اننا تعاونا تعاونا كاملا مع فريقي التفتيش اللذين دخلا الموقع. الحقيقة اننا كنا غير سعداء وكنا نتمنى الا تتم مثل هذه الزيارة".&وبرر هذا الموقف بان "الموقع هو قصر للشعب ومفتوح لكل المواطنين ورمز السيادة الوطنية والكرامة".
ورأى ان "الغاية لم تكن التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل ولا التفتيش عن عناصر كيميائية وبيولوجية كما روجت اميركا وبريطانيا (...) بل غايات سياسية فقط"، مؤكدا ان الزيارة تمت "بضغط من الولايات المتحدة لخلق ازمة او مواجهة بين العراق وفرق التفتيش ولكن ذلك لن يحدث".&وكان العراق انتقد فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة بعد زيارتها قصرا رئاسيا في الثالث من كانون الاول/ديسمبر معتبرا ان في ذلك بداية "انصياع" المفتشين لواشنطن ولندن.
من جهة اخرى، اكد المسؤول العراقي مجددا خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل. وقال "تحدينا الادارة الاميركية حول المزاعم قبل تسليمنا الاعلانات ونتحداهم الان ان يكشفوا الادلة المزعومة (حول امتلاك العراق اسلحة محرمة).&وحول الاعلان الذي سلمه العراق الى الامم المتحدة السبت، قال اللواء امين ان الجديد فيه هو "ما يتعلق بمواقع وانشطة ومعدات ومواد مزدوجة الاستخدام".
وفي سياق&تكثيف عمليات التفتيش في بغداد،&ورفض المتحدث باسم الامم المتحدة في بغداد هيرو يواكي تأكيد القيام بخمس مهمات كما افادت معلومات جمعت من تقارير المراسلين ومصادر عراقية، غير انه اقر بان يوم الثلاثاء يشهد عمليات التفتيش الاكثر كثافة منذ استئنافها في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.&وقال "لدينا عدد كبير من الفرق التي تعمل ميدانيا لا يمكنني الافصاح عنه".&وغادرت فرق لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (الانموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية كالعادة مقرها العام في بغداد في فندق القناة حوالي&الساعة 5:30 تغ.
واعلن يواكي وصول تعزيزات جديدة من المفتشين الثلاثاء الى بغداد.&وقال ان "فريقا كبيرا من الانموفيك سيصل اليوم" مضيفا انه سيضم حوالي 25 مفتشا. وكانت الامم المتحدة اشارت الى ان عدد المفتشين سيصل الى مئة في نهاية السنة.
وذكرت مصادر متطابقة ان فرق التفتيش الدولية زارت الثلاثاء منطقة القائم التي تبعد حوالي 400 كلم غرب بغداد، الموقع الابعد عن العاصمة العراقية الذي تزوره فرق التفتيش منذ استئناف عملها.
واستخدمت منشآت القائم على الحدود مع سوريا قبل سنة 1991 في تكرير خام (معدن غير خالص) اليورانيوم. وهي خاضعة للمراقبة الدائمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عمليات التفتيش الدولية الاولى في العراق التي جرت بين 1991 و1998.
وقام فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشأة الفرات على بعد خمسين كيلومترا الى الجنوب من بغداد حيث اقام العراق آلات لعزل مواد تدخل في عملية تخصيب اليورانيوم.
وزار فريق ثالث من الخبراء في المجال النووي للمرة الثالثة مجمع التويثة جنوب بغداد الذي كان قبل حرب الخليج عصب البحوث النووية في العراق. واستهدفت اسرائيل فيه مفاعل تموز في حزيران/يونيو 1981.
في الوقت نفسه زار مفتشو لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (الانموفيك) مخبرا قرب بغداد تشتبه اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية بانه استأنف انتاج مواد محظورة.&وكان مختبر العامرية في ضاحية ابو غريب استخدم قبل حرب الخليج 1991 في ابحاث تتعلق بالاسلحة الجرثومية. وقالت الاستخبارات البريطانية في تقرير حديث ان هذا المخبر ضاعف قدرته على التخزين.&واشارت الاستخبارات الاميركية من جهتها الى ان منشآته الجديدة تزيد بكثير عن حاجات العراقيين للاستخدام المدني العادي.
وعاد مفتشون اخرون للانموفيك الى منشآت في بغداد كانوا فتشوها الاسبوع الماضي في حي الوزيرية. وكانت هذه المنشآت متخصصة في تصنيع صواريخ الحسين التي يبلغ مداها 650 كلم.
واتاحت التسوية التي اعقبت حرب الخليج للعراقيين تطوير صاروخ الصمود الذي يبلغ مداه 150 كلم غير ان لندن وواشنطن تؤكدان ان بغداد زادت مدى الصاروخ باربعين كيلومترا وتواصل دراسة مواد يمكن ان تهدد جيرانها في المنطقة.