بغداد -لمياء راضي: ذكر مسؤول عراقي ان خبراء الامم المتحدة فتشوا اليوم الخميس ستة مواقع عسكرية وصناعية في العراق، بينها مصنع كان ينتج صواريخ باتت محظورة الان ومنشأة للتجارب الباليستية.
واعلن الناطق باسم لجنة الامم المتحدة لنزع السلاح في العراق هيرو يواكي ان 28 مفتشا جديدا وصلوا الى بغداد ما رفع الى 98 عدد خبراء نزع الاسلحة العاملين في العراق.&وقال ان "المفتشين الـ28 جميعهم اعضاء في لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك)".&وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان هؤلاء الدفعة الاخيرة التي تصل الى بغداد قبل عيد الميلاد كما اعلن كبير المفتشين الدوليين، قال يواكي ان "مجموعة اخرى قد تنضم قريبا على الارجح الى المفتشين".
وكان يواكي اعلن الثلاثاء ان عدد مفتشي انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق قد يصل الى المئة قبل عيد الميلاد.
من جهة أخرى اشار المسؤول العرافي الى ان سبعة فرق من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية قامت بعمليات التفتيش من دون ان يشير الى وقوع حوادث تذكر.
&ومن المواقع التي تم تفتيشها مصنع النداء للصواريخ الواقع في الزعفرانية على بعد 20 كم غرب بغداد.&وكان المصنع التابع لهيئة التصنيع العسكري العراقية، ينتج قبل حرب الخليج في&1991 صواريخ الحسين، النسخة العراقية لصواريخ سكود السوفياتية.
&وحظرت القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي التي وضعت حدا لحرب الخليج على العراق امتلاك هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 650 كم. وسمحت له فقط باقتناء صواريخ يقل مداها عن 150.&وذكر موظفون عراقيون من هيئة الرقابة الوطنية رافقوا مفتشي الامم المتحدة في زياراتهم، للصحافيين ان المصنع يقوم حاليا بانتاج قوالب وادوات معدنية.
&ووضعت لجنة التفتيش الدولية السابقة (انسكوم 1991-1998) مصنع النداء تحت المراقبة الدائمة.&ويصر خبراء الامم المتحدة على معرفة مصير انظمة التوجيه التي حصل عليها العراق من اجل تصنيع صاروخ الحسين.&وتشير وثائق لجنة انسكوم الى انه لا يزال على العراق ان يدلي بمعلومات حول صاروخين محظورين من اصل 819 استوردها، وسبعة صواريخ اخرى مصنعة محليا.
&كما لم تحصل الامم المتحدة على ادلة مقنعة حول اقدام العراق على تدمير 500 طن من وقود الصواريخ.&وزار المفتشون موقعا للتجارب الباليستية قرب الرمادي على بعد 110 كم غرب بغداد، وقد كان موضوعا ايضا تحت المراقبة الدائمة للجنة انسكوم.&وهي المرة الاولى التي يتوجه فيها المفتشون الى هذين الموقعين منذ وصولهم الى العراق في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد انقطاع دام اربع سنوات.
&وزار المفتشون شركة انتاج مضادات حيوية في الصويرة على بعد 50 كم جنوب بغداد للتحقق، على الارجح، من عدم انتاجها مواد يمكن استعمالها في تصنيع اسلحة بيولوجية.
&وذكرت مصادر عراقية انه تم انشاء هذه الشركة قبل ثلاث سنوات بعد رحيل لجنة انسكوم من العراق عشية حملة من القصف الجوي البريطاني والاميركي المكثف.
&وزار خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لليوم الثاني على التوالي موقع ابن سينا في الطارمية على بعد 25 كم شمال بغداد.&واشار محللون في جهاز الاستخبارات البريطاني "ام اي 5" اخيرا الى ان وحدات جديدة بنيت في هذا الموقع "بمساعدة اجنبية غير شرعية" وانها لا تزال "على الارجح قيد العمل وجاهزة لانتاج" مواد قاتلة مثل غاز الخردل.
&واجرى الخبراء عمليات تفتيش في شركة المتسم الواقعة على بعد 20 كم جنوب العاصمة، وفي موقع الرشيد قرب بغداد.&وقد تكثفت عمليات التفتيش بعد تعزيز عدد اعضاء لجنة انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ارتفع الى سبعين شخصا بعد اسبوعين من بدء عمليات التفتيش على الارض.
وقد انتقدت بغداد الوجود العسكري الاميركي في الخليج مؤكدة ان القوات الاميركية التي يتم نشرها في المنطقة ستبقى فيها. وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في العراق "ان تواجد القوات الاميركية ليست من اجل الحرب على العراق بل من اجل ان تبقى ".
واضافت الصحيفة "يخطيء من يتصور ان كل هذه القوات والتمرينات والصراخ العالي بسبب حرب مزمعة جديدة تريد اميركا ان تشنها ضد العراق فقط، فهذه القواعد العسكرية بكل ما بها وما عليها اوجدت لتحتل ولتبقى ولتتآمر ولتقمع ولترهب ولتتجسس ولتخرب".
وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد وقع الاربعاء في قطر مع وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني اتفاقا يعطي غطاء رسميا للوجود العسكري الاميركي في قطر في وقت تهدد الولايات المتحدة بشن ضربة ضد العراق.
ويتيح هذا الاتفاق تطوير منشآت قاعدة العديد التي تستقبل اربعة الاف جندي اميركي وتشكل اكبر مستودع للعتاد العسكري الاميركي في المنطقة. واكدت صحيفة الثورة ان هذه "القواعد احزمة امنية عدوانية لا علاقة لها بالمحافظة على امن المنطقة الموجودة فيها او على مصالح وسلامة مجتمعاتها لان اخر ما يفكر به البيت الابيض استقرار ورفاهية تلك المجتمعات كما انه لن يدافع عنها ضد عدوان خارجي". واضافت ان "وجود هذه القواعد هو احتلال عسكري كامل يتمتع فيه الجنود المحتلون بجميع الحقوق وربما باكثر مما يتمتع به اصحاب الارض".
وقد وصف رامسفلد قطر بانها "شريك مهم" في مجال الدفاع، واشاد ب"التعاون الاستثنائي بين بلدينا في مجال الحرب ضد الارهاب". وقد اقامت واشنطن في مطلع الشهر في قطر قاعدة متقدمة لقيادتها المركزية. ومنذ الاثنين، يشارك نحو الف عسكري بينهم 300 بريطاني تقريبا في مناورات ضخمة في قطر تحمل اسم "نظرة من الداخل" التي تطاول ايضا الاف الجنود الاخرين في المنطقة والعالم.
ويدير قائد القوات الاميركية في الخليج الجنرال تومي فرانكس التمارين التي تعتبر بمثابة تدريب على هجوم محتمل ضد العراق. وحذر مسؤول عراقي الاربعاء دول المنطقة من اي تعاون في هجوم اميركي ضد بلاده.
وقد دعا رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني (البرلمان) العراقي سالم الكبيسي دول المنطقة الى عدم السماح باستخدام اراضيها في "عدوان" ضد العراق.
وكانت صحيفة "العراق" دانت الاربعاء بشكل غير مباشر الدول الخليجية التي تستضيف قواعد ومناورات عسكرية اميركية على اراضيها "استعدادا للعدوان" على العراق. كما دانت الصحف العراقية امس بشدة الطريقة التي حصلت بها الادارة الاميركية على النسخة الاصلية لاعلان العراق حول برامجه العسكرية معتبرة ان تصرفاتها شبيهة "بعمل عصابات المافيا".
وكان متحدث باسم الخارجية العراقية اعتبر عملية حصول الولايات المتحدة الاميركية على النسخة الاصلية من الاعلان العراقي حول برامج تسلحه "ابتزازا غير مسبوق في تاريخ الامم المتحدة".
ومن جهة اخرى،، اكدت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس في حديث نشرته مجلة المانية اليوم الخميس ان الولايات المتحدة ستشاور مجلس الامن قبل ان تشن اي هجوم على العراق، من دون ان توضح ما تعنيه بمثل هذا التشاور.
وقد افاد استطلاع للرأي نشرته صحيفة "وول ستريت جرنال" نتائجه الاربعاء ان 59% من الاميركيين يؤيدون تدخلا عسكريا اميركيا في العراق وان كان 55% من هؤلاء يرون ان مثل هذا التدخل سيزيد التهديدات الارهابية في الولايات المتحدة. كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان الاربعاء امام الجمعية الوطنية الفرنسية ان عمليات التفتيش عن الاسلحة التي تقوم بها الامم المتحدة في العراق تجري "في ظروف مرضية".
وقال دو فيلبان ردا على سؤال للنائب جان مارك آيرو (اشتراكي معارض)، ان "عمليات التفتيش تجري في ظروف مرضية ونحن مستمرون في اعطاء فرصة للسلام".
وفي سيدني، اعلنت جمعية تجار القمح ان العراق خفض بقيمة النصف وارداته من القمح الاسترالي منفذا بذلك تهديداته بمعاقبة استراليا لدعمها الولايات المتحدة. وافاد مكتب القمح الاسترالي عن التوقيع على اتفاق لتصدير مليون طن من القمح الى العراق العام المقبل مقابل 1.8 مليون طن عام 2002 ومعدل سنوي من مليوني طن.