داود البصري&
&
يقينا انني لا أختلف مع الزميل العزيز يحيى أبو زكريا في العديد من النقاط الجوهرية التي أوردها دفاعا عن السيد فيصل القاسم وبرنامج "الإتجاه المعاكس"، كما أنني ليس على خلاف شخصي أو عداء معه أو أي شيء من هذا القبيل بل على العكس فلقد سبق لي أن دافعت وبشدة عن القاسم في وجه حملة بعض الصحف المصرية أو العربية وسبق لي أيضا الدفاع عن قناة الجزيرة في وجه الحملة الخليجية الهادقة لإغلاقها ! بالإضافة إلى أنني ليس في الموقع الذي يتيح لي تقويم الأمور وتشخيص القضايا وإعطاء براءات الإبداع لهذا الطرف أو ذاك ؟ فما أنا سوى عبد فقير لله أنشر رأيي الشخصي والذي قد يصيب أحيانا ولكنه يخطيء في معظم الأحيان! وماكتبته بحق السيد القاسم والجزيرة مؤخرا إنما هو تعبير عن ملاحظتي لتحولات كبيرة وخطيرة طرأت تتناقض وسير الأمور في محيط الجزيرة ذاتها! كما أنني أؤكد على تواجد إنحراف واضح في مسيرة الإتجاه المعاكس وهو إنحراف يتجاوز قصة الخلاف الطبيعي في وجهات النظر، ويتجاوز حالات الشد العصبي والإختلاف الفكري الذي تحتمه فكرة البرنامج القائمة أصلا على الخلاف الشديد في الرأي والمواقف ؟ بل تحول البرنامج وأقولها بصراحة إلى معرض لقمع الأفواه وإلى مكان لنشر دعاوي زعماء الصراخ والعويل من العناصر المرتبطة بأنظمة السوء كالنظام العراقي على وجه التحديد وإلى سوق عكاظ فضائي للتشهير ونشر الغسيل والإتهامات الملفقة ضد عناصر وإتجاهات حرة وكما حصل تحديدا في الحلقة التي شارك فيها الزميل يحيى أبو زكريا ضد الدكتور موفق الربيعي حيث شهر أبو زكريا سلاح التشهير بالعمالة للأميركان ضد خصمه لدرجة أنه إتهمه بأنه قد أعد عشاءا من ( الدولمة ) أي ورق العنب للسفير الأميركي فرانك ريتشاردوني ؟؟؟ فهل هذه حرية معلوماتية ؟
أما الحلقة التي ضمت السيد محمد جاسم الصقر أحد رموز الإعلام والسياسة القومية العربية في الكويت والسيد مصطفى بكري المعروف بمواقفه !! فلقد إنتهت نهاية فضائحية وأمام ألاف المشاهدين حينما أهين السيد الصقر وسلب حقه جهارا نهارا فيما أتيحت لبكري كل فرص الصراخ التشهيري ضد الكويت وسياستها وخيارات شعبها! ولا أعتقد أنني ظلمت القاسم ، بل أن العدالة هي التي ظلمت ؟ وبأيدي من يدافعون عن حرية الرأي الذي هو قبل شجاعة الشجعان!! أقول هذا القول ويشهد الله من أنني لاعلاقة لي من بعيد أو قريب بالإعلام الكويتي بل أنني ربما أكون ممنوعا من دخول الكويت إذ سبق لي أن أبعدت منها في الثمانينيات من القرن الماضي ؟ لذلك لامصلحة شخصية لي فيما كتبته سوى حرصي أن يبتعد ( الإتجاه المعاكس ) عن سيرته الحالية ويكون ملاذا للكلمة الحرة وللعدالة وتكافؤ الفرص في التعبير!.
إن الإشكالية الحقيقية تكمن في التحولات الواضحة التي أصابت ( الإتجاه المعاكس ) وبرامج الجزيرة عموما مما أدى إلى تشويه كثير من الحقائق والمسلمات وتكريس الفساد والدفاع تحت ستائر الشعارات القومية التضليلية عن أنظمة السوء والإرهاب!
لقد أقدم الزميل الكريم يحيى أبو زكريا على إجتزاء أقوالي مركزا على جملة أو جملتين ومبتعدا عن جوهر الموضوع الذي أثرته حول إرتباط البرنامج بأجندة النظام العراقي سيما وأنه أهمل إهمالا واضحا قصة الزيارة ( الميمونة ) التي قام بها القاسم ومديره السيد محمد جاسم العلي لبغداد ولقائهم الإنتيمي الخاص برئيس النظام العراقي!! والذي لم تتسرب نتائجه حتى اللحظة ولربما تظهر بعض النقاط خلال جولات التسخين القادمة في المنطقة! بل أن المهزلة بلغت قمتها حينما تم تقديم بعض حلقات ( الإتجاه المعاكس ) من بغداد! لاسيما وأن التلفزيون العراقي سبق وأن أعاد بث الحلقة التي ضمت الصحفي الكويتي نبيل الفضل مع المصري سيد نصار!! والتي حفلت بشتائم وإتهامات وتشهير ليس ضد النظام الكويتي بل ضد الشعب الكويتي!! ولا أعتقد على الإطلاق بأن إختيار الضيوف والمحاور لم يخضعان لعوامل نعرفها جيدا ؟؟ ثم سافر القاسم وفريقه لبغداد ليقدمون حلقة من هناك لم يشاهدها العراقيون لأن الساتلايت ممنوع بقوة القانون هناك ؟؟ ولأن الدكتاتورية السوداء لاتسمح بنشر الإراء الحرة ؟ فلمن كان يبث القاسم برنامجه إذن ؟ للأشباح مثلا ؟
وأعود وأقول ليس المهم زيارة رئيس النظام العراقي التي يمكن إدخالها ضمن سياسة ( الخبطات الصحفية ) ولكن المهم هو النتائج المتفرعة عنها وقد شاهدناها ولمسناها لمس اليد والعين ،& أما بقية التحولات التي طرأت على الجزيرة فهي تتنافى تماما مع مايحصل على الأرض التي تحتضن الجزيرة ذاتها وأعني ( دولة قطر ) ؟ فهل يجرؤ فيصل القاسم على تخصيص مناقشة حرة حول الإتفاقات الأميركية القطرية الأخيرة وإنعكاساتها على الشارع العربي ؟ أم أن المقدرة التحريضية وااتشهيرية لاتقدر إلا على الكويت فقط وعبر خلط كل الأوراق والقضايا وتشويه المواقف من أجل إرضاء زعماء الصراخ والندب الثوري في الإعلام العربي الفاشل لأنظمة الدمار والحروب العبثية الفاشلة؟
لذلك ياصديقي فالموضوع أكبر من السيد فيصل القاسم ... إنها العويل في زمن العولمة وتطبيق شعار
( رمتني بدائها وإنسلت ) !! .