الرياض -&ايلاف: كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة "الجزيرة" السعودية أسباب إقدام السلطات العراقية على إلغاء عقد شركة النفط الروسية" لوك اويل" لتطوير حقل غرب القرنة العملاق الذي تبلغ استثماراته قرابة أربعة مليارات دولار ، والذي وقعته العراق وروسيا عام 1997 .
وربطت تلك المصادر - لم تكشف الصحيفة عن هويتها- بين موعد إبلاغ بغداد لروسيا في التاسع من الشهر الحالي وزيارة رئيس الحزب الحاكم بدولة مجاورة للعراق لواشنطن والتقائة بالرئيس الامريكي جورج بوش .
وكشف انه سعى لعقد صفقة أمريكية -عراقية تتيح لواشنطن السيطرة على نفط العراق دون الحاجة الى شحن حرب& ولكي يتأكد الامريكيون من جدية العراقيين ، طلبوا برهانا عمليا ، فعرضت بغداد إلغاء عقد الشركة الروسية مع وعد بمنحة لشركة أمريكية بعد أن تهدأ الامور .
وقد ابلغ "الوسط"هذا التعهد للامريكيين الذي اظهر إشارات بان العراق استجاب لطلبات الامريكية "تحت ضغط الحشد العسكري ".
الرد الروسي كان غاضبا وقال الروس إن (الرئيس العراقي) صدام حسين رئيس لا تستحق أن يدافع عنه أحد ، ولذلك كانت روسيا أول دولة تعطي رأيها بملف العراق لتطوير أسلحة الدمار الشامل وصدرت أصوات في روسيا بضرورة التخلي كليا عن صدام حسين لانه دكتاتوري لا يفي بالعهود والاتفاقات .
هذا ويرى بعض المراقبين في الصفقة الامريكية - العراقية السرية توريطا من أمريكا للعراق باتخاذ قرار فسخ العقود النفطية مع روسيا لتوتير علاقاته مع دول دائمة العضوية بمجلس الامن دون أن يحصل على ضمان بعدم شن حرب عليه ، كما ذكرت الصحيفة .
وكان السفير العراقي في روسيا عباس خلف صرح لوكالة "ايتار تاس" أن العراق ألغى عقدا لاستغلال أحد اكبر حقوله النفطية في القرنة الغربي-2 (جنوب) كان قد وقع في ‏1997 لان شركة "لوك اويل" لم تعمل فيه منذ ذلك الحين.
وصرح مصدر حكومي روسي الجمعة أن قرار بغداد إلغاء عقود نفطية ضخمة مع شركة "لوك اويل" الروسية يزيل أحد الاسباب المهمة التي تدفع روسيا الى معارضة شن الولايات المتحدة حربا محتملة ضد العراق.
والقرنة الغربي-2 الذي يضم احتياطات تقدر ب3،7 مليارات برميل، من أهم الحقول الواعدة في العراق. وقد نص العقد بين العراق والشركة الروسية على مساهمة تبلغ 68، ‏5% في اتفاق تقاسم الانتاج الذي ابرم في 1997. وينص هذا الاتفاق أيضا على استثمارات تبلغ ستة مليارات دولار.
واعلن نائب رئيس شركة "لوك اويل" النفطية الروسية ليونيد فيدون ان العراق باعلانه الغاء عقوده النفطية مع الشركات الروسية يحاول "معاقبة" روسيا لمساندتها القرار الدولي حول نزع الاسلحة العراقية.
ونقلت وكالة انترفاكس عن فيدون قوله ان قرار السلطات العراقية محاولة "لمعاقبة روسيا او الضغط عليها" بعد ان "دعمت موسكو القرار الدولي حول عودة المفتشين الى العراق".
واضاف المسؤول في حديث على تلفزيون "روسيا" العام مساء السبت ان اكبر مجموعة نفطية في روسيا التي وقعت مع بغداد في 1997 عقدا لاستغلال احد اكبر حقول العراق النفطية في القرنة الغربي-2 (جنوب) تنتظر مزيدا من الايضاحات وتعتبر ان عقدها سار في الوقت الراهن.
وقال فيدون ان قرار السلطات العراقية "شكلي بحت" لانه "لا يمكن فسخ هذا العقد الا بقرار من محكمة التحكيم في جنيف".&وكان العراق قد الغى الخميس العقود المبرمة مع شركات "لوك اويل" وزاروبيجنيفت" و"ماشينو امبورت" الروسية مؤكدا ان لوك اويل "اخلت بتعهداتها" ولم تحترم الاستحقاقات الواردة في المشروع.&وفي نهاية الاسبوع ذكرت شركة لوك اويل بان اطلاق المشروع تأخر بسبب العقوبات الدولية المفروضة على العراق.