نيودلهي -خالد العنزي‏: تنفس الحزب الحاكم في الهند الصعداء واثبت من ‏‏جديد انه يستطيع السيطرة على الامور بالرغم من كل المصاعب والاحداث التي شهدتها ‏ ‏البلاد خلال العام الجاري وبخاصة في ولاية غوجرات ذات الاغلبية الهندوسية.‏ وبالرغم من الاحداث وتوتر الاوضاع بولاية غوجرات والمراهنات السياسية الداخلية&‏على الاطاحة بالحزب الحاكم الا انه استطاع وباقتدار الفوز في الانتخابات والحصول ‏‏على ثلثي المقاعد في البرلمان. ‏
‏ واكتسح حزب بهاراتيا جنتا بارتي (بي جي بي) الحاكم الانتخابات البرلمانية ‏ ‏بولاية غوجرات غرب الهند التي جرت في 12 ديسمبر الجاري بعد معركة انتخابية ساخنة ‏ ‏خاضها مع منافسه حزب المؤتمر الهندي المعارض.&واستطاع حزب ال (بي جي بي ) الحصول على 125 مقعدا برلمانيا مقابل 52 مقعدا ‏‏برلمانيا لحزب الكونغرس اضافة الى 4 مقاعد فازت بها شخصيات مستقلة. ‏
&وتعد هذه النتيجة التي حققها حزب ال (بي جي بي) الحاكم الاكبر له خلال ‏ ‏الانتخابات الاربع الاخيرة التي جرت بولاية غوجرات منذ عام 1990 والتي استطاع ‏ ‏الحزب الفوز بها جميعا حيث تعتبر احد اهم معاقله السياسية والانتخابية. ‏‏ وقد شهدت الانتخابات البرلمانية بولاية غوجرات جدلا كبيرا وبخاصة بعد ان حل ‏ ‏رئيس وزراء الولاية نارندرا مودي البرلمان قبل فترة انقضائه بثلاثة اشهر مما ادي ‏ ‏الى مطالبة الحكومة للجنة الانتخابات باجراء انتخابات مبكرة بالولاية.‏
‏ وقد رفضت لجنة الانتخابات اجراء انتخابات مبكرة بولاية غوجرات بسبب توتر الوضع ‏ ‏الامني الذي اعقب اعمال العنف التي شهدتها الولاية في مايو الماضي وراح ضحيتها ‏ ‏مئات الاشخاص معظمهم من الاقلية المسلمة.‏‏ وبعد جدل دستوري كبير بين حكومة ولاية غوجرات وحزب ال بي جي بي ‏ ‏الحاكم من جهة ولجنة الانتخابات واحزاب المعارضة بقيادة حزب الكونغرس من جهة قررت ‏ ‏لجنة الانتخابات اجراؤها في 12 ديسمبر الماضي.‏
‏ وقد طغى موضوع الارهاب على كل المواضيع الاخرى في الحملات الانتخابية بولاية ‏ ‏غوجرات وخاصة بعد حادثة القطار بمدينة غودرا والتي احرق فيها مجهولون 57 حاجا ‏ ‏هندوسيا كانوا في طريق عودتهم من احد المعابد بولاية اوتار براديش شرق الهند.‏‏ واستطاع حزب بي جي بي تسخير تلك الحادثة لكسب اصوات الاغلبية الهندوسية بعد ان& ‏خير رئيس وزراء ولاية غوجرات والرجل القوي بالحزب نارندرا مودي المواطنيين ‏ ‏بالولاية بين اعادة انتخابه او انتخاب الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعد ان اشارت ‏ ‏استطلاعات الرأي الي تقدم طفيف لحزب المؤتمر (كونغرس).‏
‏ وعقب انتهاء عملية التصويت بولاية غوجرات اجرت ثلاثة قنوات تلفزيونية هي (آج ‏ ‏تاج) و(زت نيوز) و(دي دي) استطلاعات للرأي اشارت الى فوز حزب ال بي جي بي باكثر ‏ ‏من 100 مقعدا برلمانيا بانتخابات ولاية غوجرات وتجاهل حزب المؤتمر هذه الاراء ‏ ‏وتاكيد فوزه بالانتخابات.‏ ‏ واعتبر رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي في تصريح صحفي هذا الفوز هو ‏‏"مقدمة لفوزنا في الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2004 ".‏‏ من جانبه قال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ال كي ادفاني ان فوز حزبه في ‏ ‏الانتخابات بولاية غوجرات "هو درس يجب ان تتعلمه كل الاحزاب السياسية بالبلاد " .‏
‏ من جهته اشاد رئيس وزراء ولاية غوجرات برغبة المواطنيين واختيارهم لحزب ال بي ‏ ‏جي بي وقال ان "الشكر يعود للمواطنيين بولاية غوجرات الذين لقنوا اتباع باكستان ‏ ‏درسا لن ينسوه ".‏&‏ وعلى صعيد احتفالات الحزب الحاكم بفوزه في الانتخابات اكد رئيس حزب ‏‏ال بي جي بي الحاكم ام فيكاياه ندو في مؤتمر صحفي بمدينة احمد اباد عاصمة ولاية ‏ ‏غوجرات ان الحزب سينتخب نارندرا مودي رئيسا للاغلبية البرلمانية ليتمكن من تشكيل ‏
‏حكومة الولاية باقرب وقت ممكن. ‏واضاف ان مودي سيقوم بتشكيل حكومة الولاية المقبلة في 18 ديسمبر الجاري بحضور ‏‏كل من رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ‏ ‏ال كي ادفاني اضافة الى قيادات اخرى بحزب ال بي جي بي. ‏ على صعيد المعارضة قبل حزب المؤتمر (كونغرس) نتيجة الانتخابات ووصف فوز حزب ال ‏‏بي جي بي بانه "انتصار للارهاب". ‏ ‏ وقال المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر (كونغرس) ساتيا فرات شاتورفدي ان حزبه ‏ ‏خسر الانتخابات لكنه لم يخسر المعركة مضيفا ان الحزب سيواصل قتاله ضد حزب ال بي ‏ ‏جي بي حتى يضمن الاستقرار والسلام والتنمية بولاية غوجرات. ‏
‏ يذكر ان حزب بي جي بي حصل على 67 مقعدا برلمانيا عام 1990 مقابل 33 لحزب ‏ ‏المؤتمر وحصل في عام 1995 على 121 مقعدا برلمانيا عام 1995 مقابل 45 لحزب ‏ ‏المؤتمر كما حصل في عام 1998 على 117 مقعدا برلمانيا مقابل 53 لحزب المؤتمر. ‏واظهرت الاحصائيات للانتخابات البرلمانية التي شهدتها ولاية غوجرات منذ عام ‏ ‏1990 تنامي شعبية حزب ال ي جي بي حيث حصل الحزب على نسبة 7ر26 في المائة من اصوات ‏ ‏المواطنيين بولاية غوجرات عام 1990 ثم 5ر42 في المائة عام 1995 ثم 8ر44 في المائة‏عام 1998 و51 في المائة عام 2002 .