&
بيروت: لن نضيف جديداً إن قلنا أن ظاهرة دخول عارضات الأزياء والمذيعات والجميلات بشكل عام التي تجتاح عالمنا العربي اليوم، باتت واقعاً نعيش او نتعايش معه، قبلنا بذلك أم لم نقبل، أعجبنا الموضوع او لم ينل رضانا. والسؤال المطروح اليوم بشدة، ليس إن كانت الظاهرة واقع فرض نفسه او هل يحق لكل من "طلع على بالو" أن يغني، بل السؤال الأهم هو الى اين يسير عالم الغناء وبأي اتجاه وما هو مصير المطربين الحقيقين، وأيضاً هل ان هذا
الواقع موجة هبت كالريح وسيأتي وقت وتشرق فيه الشمس، ام انه انعطاف يفرض يوماً بعد يوماً مقاييس ومعايير مختلفة لفن الغناء؟! اسماء كثيرة عرفناها وأحببناها إن من خلال الأزياء أو التقديم أو التمثيل، رزان المغربي، يمنى شري، هيفاء وهبي، هنادي
& سلوم، نيكول بردويل، سيرين عبد النور وغيرهن كثيرات لدرجة أن الجميلات اللواتي يردن أن يصبحن مغنيات قد يوازي عددهن المطربات اللواتي دخلن الفن منذ سنوات وحققن جماهيرية لافتة. وبما أن هيفاء وهبي كانت اول عارضة أزياء تدخل معترك الغناء والوحيدة حتى الآن حيث الباقيات لم يصدرن أعمالهن بعد، بالتالي لا نستطيع الحكم، لا بد من التوقف عند تجربتها التي كانت مادة شهية لأقلام الصحافة بعد صدور البوم "هو الزمان"
أناس مع وأنس ضدّ، لدرجة أن صور هيفاء تصدرت غلاف اكثر من خمسين مجلة
&وصفحات داخلية لا تحصى. قد نبالغ إن قلنا أن البوم "هو الزمان" حقق مبيعات خيالية، لكن لا نستطيع في الوقت عينه غض الطرف عن ان العمل حقق مبيعات. والبعض يقيس الأمر أو يعالجه من زاويتين، الأولى أن هيفاء قدمت لوناً جديداً يختلف عن كل ما سمعناه هو أقرب الى الاستعراض منه الى الغناء، وبأن هيفاء لا تدعي أنها مطربة أو خليفة أم كلثوم أو أي فنانة أخرى، هي تقول أنها تحب الغناء وبما أنها ليست مطربة اختارت أن تقدم لوناً شبابياً يواكب روح العصر. أما البعض الآخر فيجزم ويقول أنه من الطبيعي أن يقبل البعض على شراء البوم هيفاء بدافع
الفضول لا أكثر، ليعرف ويتعرف الى الغناء الذي قدمتته هيفاء خصوصاً وأنه بمجرد أن أعلنت أنها ستغني تفاجأ الجميع واستغرب. لكن كلمة حق تقال هي أن المبيعات خفت تدريجياً ومع الوقت، والسؤال هل ستصمد هيفاء كمغنية والى متى، وما الذي ستقدمه بعد "هو الزمان". يمنى شري تقول أنها تعشق الغناء منذ الصغر وبأنها ليست دخيلة على الفن لأنها تتمتع بصوت جميل نسبياً وتدرك أصول الغناء والأداء وأيضاً هي بحكم عملها تعرفت على غالبية المطربين إذا لم نقل جميعهم واكتسبت الخبرة منهم وباتت تدرك كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة المتعلقة بالغناء داخل الاستوديوهات أو على المسرح. رزان المغربي تعترف أنها ليست صاحبة موهبة خارقة في الغناء ولا هي خليفة لعمالقة الفن بل هي تحب الغناء وتعد بأنها ستقدم أغنيات شبابية ومعاصرة تشبهها وتتلاءم مع شخصيتها التي تعرفنا اليها من خلال الكاميرا. كما وتؤكد رزان أن عصر اليوم هو للصوت والصورة وبأن كل شيء ممكن تعديله داخل الاستوديو. لكن بدورنا نسأل ماذا عن المسرح؟ الإجابة معروفة: "الله يخلي البلاي باك". سيرين عبد النور تطلب من الجمهور ألا يحكم عليها قبل أن يسمع ما ستقدمه في البومها وتعد هذا الجمهور بما هو جديد ومختلف كما أنها تقول أن أهل الاختصاص سمعوا صوتها وأثنوا على أدائها. كذلك نيكول بردويل وهنادي سلوم وأخريات كثيرات... وهنا نعود ونقول أننا لا ندين أحداً كما ولا يحق لنا ذلك قبل أن نسمع على الأقل، لكن الجميلات اللواتي تحدثنا عنهن واللواتي يجزمن أنهن لسن مطربات ألسن أكثر صدقاً من العديد من المطربين أو&أشباه المطربي الذين صدّعوا آذاننا وأشبعوها نشازاً وشنجوا أعصابنا وزادوها توتراً، أشباه المطربين الذين جعلوا الفن ساحة للعاطلين عن العمل وكانوا فعلاً المسبب الرئيسي في تشويه الأغنية؟ ترى أيهما اخطر؟ على الأقل رزان ويمنى وسيرين وزميلاتهن يقلن علناً نحن لسنا بمطربات نحن نقدم فناً نحبه. لسنا أيضاً ندافع عن أحد لكن للأسف زيف أشباه المطربين يدفعنا لقول ما نقول وربما تكون ظاهرتهم هي التي أسهمت في تكوين ظاهرة العارضات والمذيعات المغنيات بما أن التكنولوجيا هي المسيطرة والأولوية للشكل الجميل. من جهة أخرى يقول البعض أن كانت العارضات والمذيعات أحببن فعلاً فن الغناء لماذا لم يظهر ذلك من قبل. لأن حب الغناء ليس وليد الصدفة أو رهن بقول شخص ما سواء كان من اهل الاختصاص أم لم يكن، هو يولد مع الإنسان بالفطرة ويتكون مع تركيبته البيولوجية وينمو ويكبر معه يوماً بعد يوم. وهنا لا بد من الإشارة الى عدد من المطربين الحقيقيين وليس أشباههم، الذين عانوا الأمرّين قبل أن يحققوا النجومية، وذاقوا الكأس مرّة مرات ومرات فقط للصعود الى المسرح ليس حباً للظهور بل عشقاً للفن المتغلغل بداخلهم، وماذا يفعل هؤلاء أمثال سلطان الطرب جورج وسوف، نجوى كرم، كاظم الساهر، ملحم بركات وسواهم إن باتت الساحة للعارضات والمذيعات، هل هي فعلاً تتسع للكل كما يقول البعض؟ ومن هي الجميلة التي ستثبت فعلاً أنها تستحق لقب مغنية على الأقل. ما علينا سوى الانتظار لنعرف بما أن الحكم هو دائماً للجمهور، فندرك حينها إن كان هذا الجمهور "عايز كده" وما هو هذا "الكده" الذي يريده؟!
&