واشنطن - كريستوف دو روكفوي: اعربت الولايات المتحدة الاثنين عن تشكيكها الكبير بالاعلان العراقي حول برامج الاسلحة المحظورة مشيرة الى انها قد تنجز اعتبارا من هذا الاسبوع التقييم النهائي لهذه الوثيقة التي يرتكز عليها بشكل كبير خيار الحرب او السلام. فقد اعتبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول معلقا على محتوى الوثيقة الواقعة في 12 الف صفحة التي سلمت قبل ثمانية ايام تقريبا ان واشنطن لديها اسباب تبرر تحفظاتها.
واوضح في ختام اجتماع وزاري بين الولايات المتحدة واليابان "قلنا منذ البداية ان موقفنا هو الارتياب والمعلومات التي تلقيناها حتى الان تؤكد ان هذا الارتياب في محله". واضاف ان الاعلان الذي قدمته الحكومة العراقية عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل " ينطوي على مشاكل" من دون ان يعطي توضيحات اضافية.
لكنه قال ان هذا الموقف يرتكز على تحاليل اولية وان التقييم النهائي سينجز بحلول نهاية الاسبوع الحالي بعد مشاورات مع لجنة الامم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة ادلولية للطاقة الذرية والدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا). وقال باول انه يتوقع "صدور تصريحات" بهذا الشأن بعد عرض لكبير مفتشي الامم المتحدة هانس بليكس في اول تحليل له للوثيقة امام مجلس الامن. والمح البيت الابيض ايضا الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش قد يصدر موقفا من هذه المسألة بحلول نهاية الاسبوع الحالي.
وقد اظهر الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر تشاؤما ايضا مشددا على ان الاعلان العراقي شكل "الفرصة الاخيرة" لاحترام بغداد التزاماتها. واوضح "من الواضح تماما وفقا لرغبة الامم المتحدة ان التقرير كان فرصة العراق الاخيرة لاطلاع العالم باكثر شمولية ممكنة على اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها".
وشدد باول على ان استخدام القوة لا يزال ضمن الخيارات "في حال لم يتعاون العراق وفي حال انتهك مرة جديدة قرارا صادرا عن الامم المتحدة". لكنه لو يوضح ما قد يحصل في الاسابيع او الاشهر المقبلة مؤكدا "يجب ان نرى ما اذا كان العراق يتعاون وما ستفعله الامم المتحدة في حال غياب هذا التعاون". وقدمت بغداد في السابع من كانون الاول/ديسمبر الحالي تقريرها بشأن اسلحة الدمار الشامل وفقا لقرار مجلس الامن رقم 1441 الذي يطالبها بجردة كاملة حول نشاطاتها في المجال النووي والبيولوجي والنووي فضلا عن برامجها للصواريخ.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" الاثنين عن خبراء بريطانيين مكلفين دراسة الاعلان العراقي قولهم انه "مخيب للامال" ولا يوفر اجوبة على الكثير من الاسئلة. واوردت الصحف الاميركية ايضا في الايام الاخيرة تعليقات سلبية لمسؤولين اميركيين حول الوثيقة.