واشنطن- وجهت هيئة محلفين اميركية فدرالية رسميا عدة اتهامات الى اثنين من القياديين الاسلاميين احدهما موسى ابو مرزوق وخمسة مساعدين لهما، ابرزها جمع الاموال لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) المدرجة على لائحة المنظمات التي تتهمها واشنطن بالارهاب.
وقال وزير العدل الاميركي جون شكروفت ان محكمة فدرالية في دالاس (تكساس) اتهمت ابو مرزوق الذي يقيم حاليا في سوريا، بالتآمر لانتهاك القوانين التي تحظر اي تعامل مع اموال تستخدم في الارهاب.
اما القيادي الثاني فهو غسان العشي (48 عاما) رئيس مؤسسة "الارض المقدسة للاغاثة والتنمية" التي تم تجميد ودائعها واغلقتها الولايات المتحدة في كانون الاول/ديسمبر 2001.
وقد اتهم العشي واربعة من اشقائه وجميعهم يعملون في شركة "اينفوكوم كوربوريشن" التي تتخذ من تكساس مقرا لها، ويديرها غسان العشي ببيع اجهزة كومبيوتر وقطع غيار لها لسوريا وليبيا الدولتين "المدرجتين على لائحة الدول التي ترعى الارهاب" على حد تعبير اشكروفت.
وكانت وحدة لمكافحة الارهاب تابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي اوقفت امس الاربعاء الاشقاء الاربعة للعشي في احدى ضواحي دالاس.&والتهم ال33 التي وجهت المحكمة الفدالية شملت ايضا نادية ابو مرزوق زوجة موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس.
وكان ابو مرزوق اقام 14 عاما حتى نهاية 1992 في الولايات المتحدة حيث ولد اربعة من ابنائه. وقد تنقل بين سوريا والاردن حتى 1995 وطرد من عمان مع قيادي آخر في حماس هو عماد العلمي بتهمة التخطيط لعمليات في اسرائيل فحاول العودة الى الولايات المتحدة.
وقد اوقف ابو مرزوق في مطار كينيدي لمخالفته قوانين الاقامة مع زوجته واولاده الاربعة الذين افرج عنهم في اليوم التالي ليبقى معتقلا حتى 1997 حيث وافق الاردن على التحاقه باسرته.&الا انه طرد مجددا في 1999 مع عدد من قياديي حماس في اطار حملة شنتها السلطات الاردنية على هؤلاء الاصوليين الفلسطينيين، فانتقل للاقامة في سوريا.
وعبر ابو مرزوق عن رفضه الاتهامات الاميركية اليوم الخميس مستنكرا "الحملة الاميركية المستمرة ضد المسلمين". واعتبر ان ذلك يندرج في اطار "حملة مستمرة من الولايات المتحدة ضد المسلمين وقضاياهم وضد الشعب الفلسطيني تحديدا لصالح العدو الصهيوني".
واضاف ابو مرزوق تعليقا على تصريح وزير العدل الاميركي جون اشكروفت الاربعاء "هذه القضية ليست جديدة. لم يثيروا اي ضجة بشأنها اثناء وجودي في السجن (في الولايات المتحدة بين 1995 و1997) لكن من الواضح انهم يحاولون ان يثيروا الغبار حول قضايا المسلمين بحق او بدون حق".
وشدد ابو مرزوق على ان السلطات الاميركية على "علم تماما بعلاقة القربى بين زوجتي ناديا ورئيس جمعية الارض المقدسة للاغاثة والتنمية".
واوضح وزير العدل الاميركي ان المتهمين السبعة سيواجهون في حال ادانتهم احكاما بالسجن عشر سنوات بسبب تصدير سلع الى سوريا وليبيا بطريقة غير مشروعة والسجن ما بين عشر سنوات وعشرين عاما بتهمة تبييض اموال وعشر سنوات اخرى لتعاملهم مع ممتلكات يعرف بانها ارهابية وخمس سنوات لتزوير وثائق.&واضاف انهم قد يعاقبون بغرامات يمكن ان تبلغ 7.2 ملايينن دولار.
وقال اشكروفت ان "الحرب لمكافحة الارهاب هي حرب حسابات وودائع مثلما هي حرب بالاسلحة والجنود". وتابع ان "ممولي الارهاب يجب ان يدركوا ذلك. نحن نتعقب القتلة الذين تدعمونهم ونلاحقكم".
واكد ان الولايات المتحدة "ستلاحق ممولي الارهاب بالقسوة نفسها التي تتبعها في ملاحقة الذين يتلقون الاموال ويقومون باعمال قذرة".&واضاف الوزير الاميركي ان ادلة مادية اخرى على تهمة دعم الارهاب ضد هؤلاء الافراد متوفرة في شيكاغو وبورتلاند وسياتل وبوفالو وسان دييغو وهيوستن.
وكانت الولايات المتحدة اعتبرت مؤسسة "الارض المقدسة للاغاثة والتنمية" منظمة ارهابية في كانون الاول/ديسمبر 2001 وذلك في اطار حملتها لمكافحة الارهاب بعد الاعتداءات التي تعرضت لها في ايلول/سبتمبر من السنة نفسها.&كما ادرجت حركة حماس على هذه اللائحة.
وقال اشكروفت ان المنظمة "كانت تتخفى وراء العمل الخيري لكنها كانت في الواقع الغطاء الاميركي الشمالي لحركة حماس اكثر المجموعات الفلسطينية الارهابية شراسة".
&وتابع ان "حماس تبنت اعتداءات ارهابية ادت الى مقتل مئات ابرياء في اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بينهم نحو عشرين اميركيا".&&واشار المحققون الى ان المؤسسة و"اينفوكوم" كانتا تتقاسمان الموظفين ومرآب واحد للسيارات واكتشفوا بعد ذلك ان المجموعتين كانتا تتلقيان اموالهما من ابو مرزوق.
واتهم ابو مرزوق وزوجته وهي من قريبات الاخوة العشي بالتعامل مع مسؤولي "اينفوكوم" لاخفاء رأس المال الذي يستثمره ابو موسى في الشركة والاستمرار في تلقي ارباح من المجموعة.
وفي كانون الاول/ديسمبر 1997، اعتقلت السلطات الاسرائيلية القيادي الفلسطيني محمد عثمان للاشتباه بصلاته بالارهاب. وكان يتولى ادارة الفرع الفلسطيني لمؤسسة "الارض المقدسة للاغاثة والتنمية" التي تعتبرها اسرائيل رسميا منظمة مرتبطة بحماس.