واشنطن-جان ميشال ستوليغ: يتوقع ان تنتظر الولايات المتحدة مع مواصلة تعزيز وجودها العسكري في الخليج، نهاية كانون الثاني لتقرر حربا محتملة ضد العراق سيتم عندها تنفيذها على وجه السرعة.&لكن لا يستبعد شن سلسلة غارات جوية اعتبارا من الشهر المقبل للاستفادة من عنصر المفاجأة التكتيكي. لكن يجمع محللون على القول ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ستنتظر لاسباب دبلوماسية، حتى شباط/فبراير لشن ضربتها.
&فكبير مفتشي الامم المتحدة هانس بليكس سيرفع في 27 كانون الثاني/يناير المقبل تقريره الرسمي حول الاعلان الذي سلمه العراق الى مجلس الامن بشأن اسلحة الدمار الشامل.&ويرى تشارلز بينا، من معهد كاتو للابحاث، ان "العد العكسي قد بدأ" بعدما اتهمت واشنطن بغداد الخميس بارتكاب "انتهاك واضح" لقرار مجلس الامن 1441، وان هذا الاتجاه نحو الحرب لن يتوقف الا في حال قرر الرئيس العراقي صدام حسين "الامتثال".
&ويقول مايكل فيكرز وهو ضابط سابق ان الحرب ليست حتمية "لكنها تبدو مرجحة جدا".&ويوضح فيكرز، المحلل في مركز التقييم الاستراتيجي ان "شهر شباط/فبراير سيكون موعدا مثاليا اولا من ناحية الظروف المناخية" حيث تكون الاجواء لا تزال باردة في هذه الفترة في الخليج. فبعد اذار/مارس من شأن القيظ ان يعيق تحرك القوات البرية الضالعة في حرب ضد العراق خصوصا اذا اضطرت الى استخدام بزات خاصة للاتقاء من هجمات بيولوجية او كيميائية.
&ويرى ان النقطة الايجابية الثانية تمكن في امكانية استصدار قرار من مجلس الامن يشرع الحرب والحصول تاليا على دعم سياسي ولوجيستي من حلفاء ضروريين لنشر طائرات وقوات، مثل تركيا، او المشاركة في معارك في اطار ائتلاف يتم تشكيله.&ويشير تشارلز بينا الى ان "الهجوم البري ستسبقه على اي حال حملة غارات جوية بذخائر بالغة الدقة كما حصل العام 1991 وفي افغانستان العام الماضي" من دون انتظار ان تصبح القوات البرية جاهزة كليا للمعركة.
&وافادت وزارة الدفاع الاميركية الجمعة ان الولايات المتحة ستعزز وجودها العسكري في المنطقة بخمسين الف عنصر وبعتاد اضافي مطلع كانون الثاني/يناير، ليصل عديد قواتها فيها الى 115 الف عسكري.&ويرى الخبراء ان هذه الوسائل ستكون كافية على الورق، لبدء المعركة.&ويقول مايكل فيكرز "عندما يكون لديك 50 الى 100 الف عنصر في ساحة المعركة فالعدد عندها كاف لمباشرة" هجوم، وبعدها يمكن رفع عديد القوات الى 200 الف اذا اقتضت الحاجة، للسيطرة على بغداد.
&ويضيف هذا الخبير ان حملة الغارات الجوية يجب ان تتجنب البنى التحتية العراقية ويفترض ان تكون اقصر واكثر انتقائية من عمليات القصف التي استمرت 40 يوما خلال حرب الخليج الاولى (1991) والتي تلاها هجوم بري سريع.&ونظريا يمكن للبنتاغون الانتظار حتى الخريف المقبل لكن هذه الفرضية غير مرجحة.
&ويقول قائد الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز انه مستعد للقتال في كل الظروف المناخية ما ان يصدر الرئيس بوش الامر بذلك.&واكد ناطق باسم وزارة الدفاع اللفتانت كولونيل ديفيد لابان "لدينا الخيارات والقدرات التكنولوجية لشن عمليات ما ان تقتضي الحاجة" مشيرا الى ان القوات العراقية ستتأثر ايضا سلبا بسوء الاحوال الجوية او الحر.
&واضاف ان اعدادا كبيرة من القوات يمكن مبدئيا ان تبقى منتشرة في الخليج لعدة اشهر موضحا "غالبا ما ننشر قوات لمدة ستة اشهر في مناطق مختلفة من العالم".
انتشار القوات الاميركية&في العالم &
افاد مسؤولون اميركيون ان عديد القوات الاميركية المنتشرة في منطقة الخليج وفي دول عربية واسيوية كان بحدود 65 الف عنصر في منتصف كانون الاول/ديسمبر في مقابل 60 الفا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وقد اعلنت واشنطن الجمعة انها سترفع عديد قواتها الى 110 الاف اعتبارا من كانون الثاني/يناير.
&
&الكويت: نحو 15 الف عسكري غالبيتهم من سلاح البر يجرون تدريبات في الصحراء قرب الحدود مع العراق. وتتخذ هيئة اركان هذه القوات المنبثقة عن القيادة المركزية معسكر الدوحة مقرا لها. وينتشر في الكويت ايضا عناصر من هيئة اركان الجيش الخامس والقوة الضاربة الاولى في سلاح مشاة البحرية (مارينز).
وقد وصلت الى الكويت تجهيزات كافية لكتيبتين مؤللتين مع استمرار وصول العتاد. وفي الكويت ايضا 450 عنصرا مجهزون ب24 مروحية هجومية من طراز "اباتشي".&ويستخدم الاميركيون والبريطانيون قاعدتين جويتين هما الجابر وعلي سالم.
&
&السعودية: ينتشر فيها اقل من خمسة الاف عنصر غالبيتهم من سلاح الجو في قاعدة الامير سلطان في الصحراء جنوب الرياض. وجرت ادارة الحملة الجوية على افغانستان من هذه القاعدة التي تستضيف طائرات مقاتلة وطائرات اواكس (رادار) وطائرات تموين.
&
&مياه الخليج: 12 الف عنصر بينهم عناصر من وحدات النخبة في سلاح المارينز على متن حاملة الطائرات الاميركية "ابرهام لنكولن" وحوالى عشرين سفينة اخرى بينها قطع برمائية بقيادة السفينة "ناسو" مع 2200 عنصر من مشاة البحرية. وتتجه الى مياه الخليج حاملة طائرات اخرى "كونستليشن".
&
&قطر: اكثر من اربعة الاف عسكري غالبيتهم من سلاح الجو في قاعدة العديد جنوب غرب الدوحة. ويضم مركز قيادة متقدم في قاعدة السيلية نحو الف اميركي وبريطاني وصلوا في اطار مناورات بدات في التاسع من كانون الاول/ديسمبر الحالي.
&
&البحرين: 4500 عسكري غالبيتهم من مشاة البحرية. فيها المقر العام للاسطول الاميركي الخامس الذي يسمح بتنسيق التحركات في البحر الاحمر والخليج وبحر العرب. وتنتشر طائرات مقاتلة وقاذفات في قاعدة الشيخ عيسى.
&
&تركيا: نحو الفي عسكري. ويشكل مطار انجرليك قاعدة لاقلاع الطائرات الاميركية والبريطانية التي تراقب منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق.
&
&الاردن: لا يزيد عدد العسكريين الاميركيين عن 350 اذ يرفض الاردن استخدام اراضيه في هجوم ضد العراق.
&
&جيبوتي: اكثر من الف عسكري غالبيتهم من المارينز والقوات الخاصة منتشرين في اطار مهمة لمكافحة الارهاب في القرن الافريقي بقيادة جنرال في المارينز على متن سفينة القيادة "ماونت وتني".
&
&قاعدة دييغو غارسيا: عدد العسكريين المنتشرين فيها مجهول. تقع هذه القاعدة في المحيط الهندي وقد استضافت في الماضي قاذفات من نوع "بي-52 و"بي 1". ويجرى بناء مرآب لطائرات الشبح "بي-2".
&
&عمان: ثلاثة الاف عسكري. وتشكل مرافئ ومطارات سلطنة عمان معبرا مهما للقوات الاميركية المنتشرة في الخليج وافغانستان.
&
&افغانستان: عشرة الاف عسكري من الكتيبة 82 المجوقلة.
&
&باكستان: نحو الف عنصر بينهما مئات عدة في قواعد جوية مختلفة وهي مكلفة تقديم الدعم اللوجيستي للقوات في افغانستان.
&
&اوزبكستان: من الف الى الفي عنصر في قاعدة كارشي خاناباد السوفياتية السابقة وهم يقدمون دعما لوجيستيا للعمليات في افغانستان.
&
&قيرغيزستان: من 800 الى الف عنصر في ماناس يشكلون دعما لوجيستيا جويا للمنطقة.