&
* شعار الاسلام هو الحل حيلة انطلت على الجهلاء
لندن -&لقد كان الامير طلال بن عبد العزيز شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط وسط العائلة المالكة السعودية. وعلى الرغم من سني عمره السبعين, فهو لم يتخل عن روحه الناقدة المتجددة.
ويطلق عليه لقب الامير الاحمر, نتيجة تأثره ايام الدراسة بالافكار الناصرية, وكونه قد جلب في اعوام الستينات رياحاً اصلاحية داخل الاسرة المالكية. فكان هو الذي الح في الطلب عام ,1962 حتى جرت عملية توسعة التعليم ليشمل النساء كذلك. وبابتعاده عن الحياة السياسية كان قد تحول الى الاعمال الانسانية. ومن هنا جاء كذلك لقب الامير الطيب. انه رئيس منظمة اغفوند (Agfond) ,التي تهتم بالاطفال في العالم الثالث.
وفي عام 1983 واثناء زيارة قام بها الى مدينة اسيسي الايطالية, عمد الى تبني طفلين ايطاليين معاقين. وبما ان ارسال الابناء للدراسة في الجامعات العربية يكلف تماماً كما لو انتقلوا للدراسة في الولايات المتحدة الاميركية،&فقد قام في شهر تشرين اول الماضي بتأسيس الجامعة المفتوحة: فذلك يعني الدراسة وتلقي الدروس عن بعد عبر الانترنت. وهو النجاح بعينه. وقد بلغ عدد المسجلين لغاية الان عشرة الاف موزعين ما بين مصر,المملكة العربية السعودية, البحرين, الاردن, والكويت.
وبعد سنوات من الصمت والتهميش عاد الامير طلال الى الاضواء وانضم الى كورس الناقدين للسياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط، ليكون الى جانب الاصلاحات السياسية والاقتصادية في بلاده.بحيث اصبح يمثل المرجعية بالنسبة للشبان السعوديين الذين باتوا تواقين بعد احداث 11 ايلول الى اجراء تغييرات جذرية في المجتمع, والتطلع كذلك الى درء الخطر الناجم عن شبح بن لادن الذي من شأنه الاستحواذ على المزيد من الاتباع والمريدين. واليكم تصوره لما يحدث في المنطقة الاكثر سخونة في العالم.
* ربما كنا عشية شن الحرب على العراق. فما هو موقف بلادكم؟
- " ليس هناك, على اية حال, سياسة اميركية واضحة. ونحن عاجزون عن فهم ما تريده اميركا, فالعالم باسره يقف ضد الحرب على العراق باستثناء رئىس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلوسكوني. اننا جميعاً ضد صدام حسين, ونتطلع الى رحيله. ولقد بات جليا الان, ان على بلادي وفي مواجهتها للسياسة الاميركية, اتخاذ موقف شجاع وتوحيدي, حيث يفهم في اللحظات الصعبة فيما اذا كان المتحكم حاذقاً ام لا".
* هل يعني هذا وجود انقسامات داخل صفوف العائلة المالكة؟
" يا حبذا, حتى انه لم يعقد اجتماع واحد لتدارس الوضع.لا شيء البتة.انه الفراغ. اننا موجودون ما بين المطرقة والسندان, فاذا ما قبلنا بالمطالب الاميركية, فسوف يؤدي ذلك الى تمرد شعبنا. وفي حالة رفضها, فسيعمل ذلك على اثارة غضب الاميركان"
* يلاحظ بعد احداث الحادي عشر من ايلول ان الغزل مع الولايات المتحدة الاميركية,الذي استمر لاكثر من خمسين عاماً, قد اخذ في التراجع بالوقت الحاضر..&
&لقد اقتربت العلاقات من نقطة اللاعودة, اما الاسباب فهي ثلاثة: الدعاية التي تقوم بها وسائل الاعلام الاميركية والتي تتهم فيها العائلة المالكة بدعم الارهاب, الدعم السياسي التقليدي للقضية الفلسطينية, واخيراً, كون المملكة العربية السعودية, بمدينتيها المقدستين مكة والمدينة المنورة, تمثل مركز العالم الاسلامي, اما فيما يتعلق بابن لادن, فقد كان الاميركان ايام الغزو السوفيتي لافغانستان هم الذين طلبوا منا تقديم الدعم الى الطالبان. ولدينا الوثائق الخاصة بذلك.&
&ثم توقفت المساعدات السعودية بعد التفجيرات التي حدثت في كل من كينيا وتانزانيا في العام .1998 وليس بامكان اي كان منع المواطن السعودي من تقديم العون لاي من المنظمات الاسلامية. كما هو الحال بالنسبة للمسيحيين واليهود . وبالامكان القول الان ان ما نسبته 80-90% من المسلمين يكنون الكراهية لاميركا, وهذا عكس ما كان حاصلاً في اعوام الخمسينات والستينات, حين كانت الولايات المتحدة تمثل المرجعية بالنسبة للعرب أجمعين!.
* وما السبب في ذلك؟
- بسبب سياسة الكيل بمكيالين في منطقة الشرق الاوسط. وانا معجب على المستوى الشخصي بالسياسة الداخلية للولايات المتحدة. ولكن ليس بسياستها الخارجية. ان النقص الذي يعاني منه الاميركان يتمثل في رغبتهم بالاستحواذ على دول تابعة. لقد لعبت بلادي دوراً هاماً في التصدي للمد الشيوعي بالعالم. وبناء عليه, وبالرغم من مجمل التصرفات الحالية, فما زال لدينا متسع من الوقت للجلوس حول الطاولة لاجل العثور على حل لكافة المشاكل العالقة.
* ولكن, ما زال ائمة مساجدكم يبثون الحقد والكراهية ضد الغرب؟
- لقد تدخلنا لاجل وضع حد لخطاباتهم النارية العنيفة
* ولكن,هل تساءلتم عن السبب الذي دفع خمسة عشر من الشباب السعوديين الموسرين الى المشاركة في عمليات 11 ايلول؟
- لقد كانت فعلاً فاسداً, ولقد تأملنا وتبصرنا كثيراً. فالعوامل كثيرة: السياسة الاميركية تجاه اسرائيل, الاعتداءات اليومية على العراق, واسباب داخلية كذلك فلم ننشغل بمجتمعنا بطريقة مناسبة لغاية الان. اننا نتوجه بالنقد لسياسة المملكة العربية السعودية ولبقية الدول العربية نتيجة عدم تشكيلها لجان تحقيق بشأن تلك الافعال الفظيعة.
* ولماذا لم يتم ذلك, حسب رأيكم؟
- نتيجة غياب الديمقراطية.
* وهل الديمقراطية متناغمة مع القرآن؟
يؤكد بعض المشرعين الاسلاميين على ذلك. وينكره البعض الاخر. ان مثل هذه الاختلافات تعمل بكل تأكيد على انبعاث فوضى عارمة تكون لها انعكاسات على المجتمع الحالي.
* هل توافقون على فصل الدين عن الدولة؟
نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين. ولقد ورد في القرآن ان هناك من الفتاوى ما يصلح لكل زمان ومكان. وكبار المشرعين الاسلاميين متفقون على اصدار فتوى تعمل على تأكيد التناغم ما بين الديمقراطية وديانتنا.
* لقد شاركتم بندوة عقدت مؤخرا في بيروت, ضمت الفي مندوب عن تسعة واربعين منظمة غير حكومية من العالم العربي. فماذا انتم فاعلون من اجل تضييق الهوة التي تفصل الدول الغربية عن تلك الاسلامية؟
ان في نيتنا العمل على دعم المجتمع المدني في كافة القطاعات ابتداء بالنقابات ووصولاً الى الاحزاب السياسية.ولقد شكلنا فريقاً من الباحثين القانونيين من مهامه تحديد هذه النشاطات. انها خطواتنا الاولى. ولكن ما فتئت الدول العربية تضع العراقيل في الطريق.
*كيف يكون بالامكان اقامة مجتمع ديمقراطي في حضن مجتمع متعصب حيث يكون العالم الانثوي مفصولاً بقوة عن ذلك الذكوري, كما هو حاصل في بلادكم؟
- الديانة الاسلامية ليست ضد تحرير المرأة. ان الاصوليين الجهلة من جهة, وقطاع من السلطة السياسية من الجهة الاخرى, هم الذين يضعون العصي في العجلات. انهم اشخاص جهلة لا مستقبل لهم.&
&* يتم قمع المعارضة بشدة, في اي مكان من العالم الغربي حتى من خلال احكام الاعدام؟
- هذا صحيح بكل اسف. ان من واجبنا النضال سلمياً لاجل خلق الاوضاع المواتية. انا لم أشاهد لغاية الان اية تظاهرة في اي من المدن العربية تطالب بالتأكيد على الحق في انبعاث الديمقراطية. ولقد طلبت الرأي والمشورة من علماء النفس والخبراء.&
&* وكيف كان الرد؟
- انه المرض الذي يحيق بالعالم العربي, ويتم شفاؤه من خلال المعالجة بجرعات تقوم على اساس معالجة العلة بمثلها.
* كيف تفسرون فوز الاحزاب الاسلامية باستمرار في البلدان التي تجرى فيها انتخابات حره؟
- يعود ذلك الى فشل الاحزاب القديمة. ويستخدم الاصوليون شعاراً أخاذاً "الاسلام هو الحل" وتنطلي الحيلة على المواطنين الجهلة, الذين يعرفون النزراليسير من السور القرآنية. ولكن عند وصول هذه الاحزاب الى السلطة, سرعان ما تعمد الى الغاء التشريعات الديمقراطية, فيكون مصيرها الفشل.
* ان اكثر المشاكل ايلاماً على المسرح الشرق اوسطي, هي المشكلة الفلسطينية.
- انها مشكلتنا الكبرى حقا مع الغرب. وقد ترتب كل شيء بناء على غياب الحل بشأنها, نحن الى جانب تحقيق السلام بين الشعبين ولقد قمنا بطرح مبادرتنا.
* لقد ادت عمليات الكاميكازي الى استبعاد التوصل لحل سلمي.&
&ان من حق اي شعب ممارسة الكفاح لاجل الاعتراف بحقوقه. فماذا فعلت منظمة ايرا في ايرلندة؟ الم تكن تقوم بتنفيذ عمليات ضد السكان المدنيين؟ وماذا تفعل الطائرات والدبابات الاسرائىلية؟ الا تقوم بقتل ابنائنا؟
* تقول اسرائىل: لا مكان للمفاوضات طالما لم تتوقف العمليات الارهابية.
- وقت ان بدأ كيسينجر باجراء اللقاءات مع الفيتناميين, كانت الحرب ما زالت مستعرة . فلماذا يتوجب على الفلسطينيين التوقف عن الكفاح؟ في الوقت الذي لا تحترم فيه اسرائيل القرارات الصادرة من الامم المحدة؟ ان الولايات المتحدة واسرائيل تتنكران للحقيقة"
* وعليه, فليس هناك من امل في الحوار. ثم اننا نسير حقاً باتجاه وصراع الحضارات..
- " لقد ابتدأ بكل اسف.. ولكن لم يفت الوقت بعد لايقافه.
* (ترجمة: بديع ابو عبده / جريدة العرب اليوم)