إيلاف-&قال مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة إن واشنطن لن تخوض الحرب المحتملة ضد العراق بمفردها، وساق نموذجاً متمثلاً في الموقف الفرنسي، وما طرأ عليه من تحول تمثل في الانضمام إلى التحرك الأميركي لازاحة صدام حسين من السلطة.
وأكد على أنه من الأهمية بمكان عدم المبالغة في تقدير المعارضة الشعبية العربية للاطاحة بصدام حسين. فهذا الرئيس لايتمتع بتأييد واسع في أغلب الدول العربية، فضلاً عن ان السلطات العربية المحلية ستقمع هذه التحركات الشعبية ـ إذا خرجت بالأساس ـ لأن انظمة الحكم العربية ستخشى من الفوضى.
ومضى قائلاً إن المسئولين الفرنسيين غيروا لهجتهم التي كانت تنتقد الموقف الأميركي تجاه العراق. وحتى الرئيس الفرنسي الذي هاجم بشدة مبدأ "الضربات الوقائية" الذي أعلنه الرئيس بوش قبل شهور، عاد وغير لهجته بمجرد ان القت الادارة الأميركية للأمم المتحدة بجزرة صغيرة. ثم خرج وزير الدفاع الفرنسي ميشيل اليوت ماري ليقول ان القوات المسلحة الفرنسية جاهزة دائما. وانه على صدام حسين ان يخضع لارادة مجلس الامن الدولي.
كما يعترف كثير من الخبراء الاستراتيجيين الفرنسيين بأن الحرب ضد العراق حتمية وان بلادهم ستحتفظ لنفسها بجميع الخيارات مفتوحة، وأن واشنطن في النهاية ستخوض الحرب ضد العراق من خلال تحالف دولي كبير، بل واحد من أكبر التحالفات التي ربما تتجاوز ذلك التحالف الذي قاد حرب تحرير الكويت.
اما بريطانيا فستخوض الحرب إلي جانب أميركا مباشرة لاسباب ايديولوجية في الوقت الذي ستحرك فيه الدوافع الاقتصادية دولا أخري مثل فرنسا وروسيا، فروسيا علي سبيل المثال لها قروض لدي العراق وعقود بترول تصل قيمتها إلي سبعة مليارات دولار كما انها وقعت مؤخرا عقودا تجارية مع حكومة صدام حسين تصل الي ستين مليار دولار. ومشاركة روسيا في التحالف ستتوقف علي ضمان حقها في الحصول علي هذه الاموال من الحكومة التي ستحكم العراق بعد صدام حسين.
كما ان دولا في حلف الناتو مثل ايطاليا واسبانيا سوف تقدم لاميركا دعما استراتيجيا ولوجوستيا كبيرا في حالة بدء الحرب. كما ان دولا انضمت حديثا الي حلف الناتو مثل رومانيا واستونيا سوف تنتهز الفرصة حتي تثبت قدراتها العسكرية.
كما وافقت تركيا علي السماح للولايات المتحدة وبريطانيا باستخدام بعض القواعد الجوية في الهجوم علي العراق بشروط محددة وكذلك بعض الدول العربية مثل قطر والاردن والكويت وحتى المملكة العربية السعودية والبحرين يمكن ان تتعاون مع اميركا في أي حرب قادمة محتملة.