روبرت ليفين
&
ظهر عنوانان لتقريرين في صحيفة انترناشيونال هيرالد تربيون عن الاحصائية التي اجراها مركز بيو للابحاث في 27 دولة على الشكل التالي: ارتفاع المد ضد أميركا وصورة عالمية في انحدار ويمكن ان يكون الرد الأميركي الواضح على ذلك في سؤال من اربعة اجزاء: هل يحبوننا؟ هل يجب ان نهتم للأمر؟ ماذا بوسعنا ان نفعل اتجاه ذلك؟ وماذا يجب علينا فعله؟ الجواب الاساسي هو: يجب علينا نحن الأميركيين ان نتخذ بعض الخطوات لتغيير صورتنا لكن تأثير ذلك سيكون هامشيا في أفضل الاحوال هل يحبوننا؟ بعضهم يحبنا احيانا لكن البعض الآخر لا يحبنا ابدا كانت الولايات المتحدة الأميركية هي المنقذ للعالم في الحرب العالمية الثانية لكن الحماية الأميركية ضد العدوان السوفياتي أثارت شكوكا تراوحت بين شكوك قومية لشارل ديغول وبين مخاوف من المعارضة النووية لكن الشكوك الأخيرة كانت قوية بشكل خاص في العالم الثالث وكانت السياسة الأميركية الأخيرة ـ أحادية ادارة بوش في البداية وردة فعلها العدوانية على احداث 11 سبتمبر ثم التهديد بالهجوم على العراق لارتفاع المد ضد أميركا مع ان هذا الأمر ليس جديدا فكانت التهديدات بردود فعل شاملة والحرب الفيتنامية وامبراطورية الشر لرولاند ريغان قد افرزت ردود فعل مشابهة هل يجب ان نتهم؟ الكثير من الأميركيين يفعل ذلك عاطفيا اننا نرغب في ان يحبنا الآخرون وان نعيش في عالم لا يتمنى لنا الاسوأ كان وزير الخارجية البريطاني لورد بالمرستون قد قال في القرن التاسع عشر ان الأمم ليس لها اصدقاء بل لها مصالح ويعتقد المتشددون في واشنطن ان بامكان أميركا ان تكسب دعم تحالفات الراغبين بالقدر الضروري وتبين كل من الحرب على الارهاب والحرب المحتملة على العراق حقيقة وحدود وجهة النظر تلك ففي افغانستان اظهرت الولايات المتحدة ان القوة وشراء الدعم المحلي امر ضروري يمكن ان يحقق ما يجب مع اعتماد قليل على حلفاء حقيقيين أما في العراق فقد تجاوزت ادارة بوش مقولة أوروبا غير محسوبة بسبب اجنحة اليمين فيها وحاولت جاهدة الحصول على دعم حلف الناتو ويبدو ان بعض الدعم من جانب تركيا سيكون ضروريا كما ان الاعتماد على بعض الدول العربية يبدو غير هامشي وان التقليل من حجم المعارضة العربية النشطة أمر مهم ماذا يمكننا ان نفعل اتجاه ذلك؟ من غيرالمحتمل ان نقوم بتغيير ثقافتنا ويبدو ان ثقافة الشباب الأميركي والموسيقى المشهورة أمر ايجابي بينما حب الذات والعنصرية الأميركية أمر سلبي كانت تبدو سياسة ادارة بوش قبل احداث 11 سبتمبر اكثر احادية من ادارة بيل كلنتون وبمقارنة استراتيجية كلنتون السابقة للأمن القومي مع وثيقة بوش الأخيرة نكتشف تشابها اساسيا بينهما فالاستراتيجية الجديدة تضع اهدافا مشابهة يتم التعبير عنها بشكل اكثر عنفا ومن غير الواضح ان تكون سياسة بوش العنيفة قد اضرت بصورة أميركا اكثر من سياسة كلنتون المثالية ان بعض هذه السياسات مثل العولمة التي تجمع التجارة الحرة مع حماية المصالح الأميركية قد اضرت فعلا بصورة أميركا وكذلك الأمر بالنسبة لفرض اوضاع السوق الحرة على الاقتصادات الضعيفة في العالم وبالطبع فالشرق الاوسط منطقة هامة للغاية ومن السياسات الرئيسية التي تعد اسبابا للمشاعر المضادة لأميركا هناك الدعم الأميركي غير المشروط لاسرائيل والافتقار لوضع قيود وضوابط على الاجراءات المضادة للارهاب ضد المسلمين والتهديد بالهجوم على العراق وهذا يصل بنا إلى السؤال الأخير ماذا يجب علينا فعله؟ ان الجواب الاسهل على ذلك يتعلق باسرائيل وفلسطين فالبنسبة للادارة الحالية شأنها شأن الادارة التي سبقتها تتعلق الرغبة بالتسامح مع أي فعل اسرائيلي بشكل وثيق بالاهتمامات الانتخابية المحلية وقد يفكر البعض في الادارة الأميركية أو في الكونغرس ان بامكانهم ان يخلقوا صورة جيدة بهذا الانحياز.