* رفعت الاسد وجماعات الارهاب ثم السطو على النفط الجزائري كانت "بؤر التوتر"
لندن -ايلاف: كشف النقاب ان العلاقات السورية الجزائرية لم تكن تعيش افضل حالاتها في السنوات الأخيرة، وان توترا كان يكتنفها لكن كلا البلدين حاول جاهدا من جانبه عدم ظهور الخلافات الى السطح.
وقالت مصادر امام "ايلاف" ان الزيارة الرسمية الحالية التي يقوم الرئيس السوري بشار الأسد الى الجزائر والتي تأخرت كثيرا تأتي لـ "تنظيف" ما يمكن تسميته "بؤر التوتر العالقة بين الجزائر ودمشق" منذ سنوات وهي كانت وراء تأجيل زيارة الرئيس بشار الى الجزائر.
وما تكشف من الأسرار في العلاقات التي شابها الغموض يمكن ان يشير الى ان ما بين حليفي العقود الأربعة الماضية اكبر مما "صنع الحداد". والجزائر على ما يبدو كانت ترفض على الدوام استقبال الرئيس السوري او أي مسؤول على مستوى كبير لجملة من الاسباب التي تراها القيادة الجزائرية مهمة.
واليوم، اشارت صحيفة (الخبر) القريبة من جنرالات الحكم في الجزائر الى بعض اسباب الخلاف الذي ظل مستورا الى سنوات من جانب العاصمتين.وقد اجملت مصادر جزائرية هذه الاسباب بالقول ان "القيادة الجزائرية لم تكن تخفي غضبها على دمشق لاستضافتها عددا من رجالات الجماعات الاسلامية المتشددة التي تقاتل الجزائر منذ عشر سنوات لإقامة حكم اسلامي".
ولكنها تشير الى ان سورية حاولت تقديم مبادرة ايجابية بتسليم الجزائر 26 من هؤلاء في نهاية التسعينيات، الا انها لا تزال تقدم العون لعديدين منهم وخصوصا اولئك الذين يجدون في العاصمة السورية محطة لهم في مسيرتهم نحو اليمن.وقد ردت الجزائر، على ما يبدو على الموقف السوري بأن استضافت نائب الرئيس السوري السابق رفعت الاسد عم الرئيس السوري الحالي الذي عارض تولي الرئيس بشار مقاليد الحكم خلفا لوالده الراحل في العام 1999 حتى ان الصحف ووسائل الاعلام الجزائرية كانت تنشر البيانات التي كان يصدرها اللواء السابق الاسد ضد ابن اخيه.
وكان من المفترض ان يزور الرئيس بشار الاسد الجزائر منذ سنوات ثلاث في اطار جولته التي زار خلالها تقريبا جميع الدول العربية من بعد توليه الرئاسة بأسابيع، لكنه لم يفعل بسبب رفض جزائري على ما يبدو لاستقباله ما دامت دمشق تأوي الجماعات الاسلامية المتشددة.
وهذه اول سوري لرئيس سوري منذ اوائل ثمانينيات القرن الماضي حين كانت العلاقات بين البلدين صميمية في عهد الرئيسين الراحل حافظ الاسد والأسبق الشاذلي بن جديد.
واذ ذاك، فإن الجزائر تأخذ على شركات سورية قيامها بحفر آبار نفط خاصة في الجزائر عن طريق السطو والسرقة، حيث ذكرت صحيفة (الخبر) ان آخر هذه العمليات تكشف الخميس الماضي حين اعتقلت سلطات الامن الجزائرية مواطنين سوريين كانا يقومان بأعمال الحفر بطريقة غير قانونية في ولاية عين تموشنت.
وأخيرا، فأن المصادر الجزائرية والسورية اتفقت في كلامها عن الزيارة بالقول ان الرئيسين تبادلا وجهات النظر حول القمة العربية الثالثة المنتظرة في مملكة البحرين، اضافة الى تطورات الوضع على الساحتين العراقية والفلسطينية.