ماضي الخميس
&
استقال القلاف.. وأتمنى أن تقبل استقالته فورا ودون إعطائه مهله للتفكير أو مراجعة النفس أو إعادة النظر, وليس ذلك بسبب موقف مني اتجاه القلاف, ولكنني لا أحب أن تصبح كل قضية في بلدنا أزمة, أو أن نفسر الأحداث على أمزجتنا مثلما هو حاصل مع استقالة القلاف التي وضعت كل صحيفة في الكويت تحليلا ورؤيا لها مختلفة عن الصحيفة الأخرى, لكنهم جميعا اتفقوا أنها عملا تكتيكيا يرقى إلى درجة المؤامرة.
في الكويت إذا اجتمع ثلاثة أنفار محسوبين على تيار أو توجه معين, حرجت علينا الصحف تعلن بالتلميح إلى وجود مؤامرة أو مكيدة أو تكتيك معين يخططون له!
وفي الكويت كل فعل يقوم به نائب أو وزير أو جماعة يؤدي بالنتيجة الحتمية إلى انفجار قضية تنشغل بها الصحافة والحكومة والمجلس والشعب لأيام عديدة.
اقبلوا استقالة القلاف واشكروه على إضاعة وقته الثمين الذي أضاعه منذ 1996 وهو عضوا في مجلس الأمة, والذي لو قضاه في عمل أو مهنة أخرى لكان أنفع لنفسه وللمجتمع.
لكنني أتمنى أن لا يفكر القلاف في خوض الانتخابات مرة أخرى تحت أي مبرر حتى ولو بتمنيه أن يكون المجلس المقبل أفضل من المجلس الحالي, وهذا بعيد عن حتى الأحلام, فالتجارب أثبتت أن كل مجلس يأتي يكون أسوء من المجلس الذي سبقه.. لذلك فليلتزم مكانه, وبإمكانه التعبير عن رأيه فقط من خلال الصحافة, وإن كان رأيه لن يكون ذو أهمية, وصورته لن تتصدر الصفحات الأولى مهما قال, فالصحافة تبحث عن تصريحات وأخبار من هم تحت الأضواء, ولكن متى ما انحسرت عنك الأضواء, وزالت القوة التي تمتلكها, فلا تنتظر أي اهتمام أو مطاردة من قبل وسائل الإعلام مثلما هو الحال الآن حيث أن كل الصحفيين همهم الوصول إلى القلاف الذي أغلق أجهزة هاتفه وسافر إلى قم مثلما أفادت الأخبار الصحفية.
شخصا يميل هوى نفسي إلى اسلوب القلاف وطرحه, وأعجبني جدا جدا عندما قلب الطاولة في استجواب وزير المالية د.يوسف الابراهيم, واتخذ موقفا مخالفا تماما لموقف التكتل الشعبي الذي كان ينتمي إليه, وأعجبني كذلك استجوابه العادل لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل طلال العيار .. لكنه لم يعجبني أبدا عندما استقال .. فالاستقالة فعل الضعفاء الذين لا يملكون روح القتال, ولا تتملكهم قوة العدالة, وعزيمة المناضلين, وصبر المصلحين .. فما دام يرى أن ما يقوم به الحق والعدل, فالاستقالة فعل خاطئ ارتكبه, ويجب أن يتحمل نتيجة أفعاله.
ولن يعجبني القلاف أيضا إذا سعي إلى خوض الانتخابات المقبلة, وسيثبت حقيقة ما قيل عن استقالته أنها " تكتيكية " ولأجل خاطر الانتخابات فقط.
اقبلوا استقالته فورا يرحمكم الله, حتى لا تكون المسألة هينة, ولا تكون الاستقالة فعل سهل يأتيها كل عضوا لتجميل صورته.
&
همزة وصل
&
"شرشح ونعنش وفلفص وقرقش ومرمغ ومرمط وقرقع " هذه جميعها كلمات عربية أصيلة من قلب لغتنا الجميلة, وهي جميعها على وزن " فعفل " .
لذلك أقول أن النائب سيد حسين القلاف بخطاب استقالته " شرشح الأعضاء, ومرمط بالمجلس, ومرمغ بالديموقراطية, ونعنش الذاكرة بسوابق الاستجوابات, وقرقع بتصريحاته اعلاميا, وفلفص من المواجهه .. وقرقش جيبه وطار إلى قم !! " ... ودمتم سالمين.
&
رئيس تحرير صحيفة الحدث الكويتية
[email protected]