الرياض- واصلت الصحافة السعودية الصادرة الاربعاء اهتمامها بحادث الثلاث تفجيرات التي شهدتها العاصمة السعودية ماقبل فجر يوم الاثنين. وقد شجبت تلك الصحف على صدر صفحاتها الاولى عملية التفجيرات تلك مؤكدة انها تدخل في نطاق الارهاب الذي يشهدة العالم.
وتحت عنوان انها الفاجعة كتبت صحيفة الرياض في افتتاحيتها قائلة:
علامة فارقة بين الوعي بقيمة الحياة، وصيانتها، وبين الانتحار الصعب بكل جبروته، ما حدث في الرياض محيّر ومؤلم بآن، لأن قتل أبرياء تيتمت عائلاتهم وذهبوا ضحية طيش شباب عبئت رؤوسهم بأفكار القتل، ونحن الذين عرفنا الإسلام متسامحاً وبسيطاً دخل زمن التسييس، وهو طور خطير، لأن العقائد السماوية فتحت القارات بالسلام والعدل، والإسلام دين القيم العليا، ومثلما صان حياة كل من دخلوه، لم يهمل أصحاب الديانات الأخرى، حيث ضرب أعظم المثل في حمايتهم، وإنقاذهم من أعدائهم، ونحن في المملكة ومن خلال وعينا وتطور مفاهيمنا، لم نعهد أننا نقتل باسم الدين أو نعيش على وهم غيرنا في وضعنا في خانات أعداء الحياة والتطور وبعلاقات مختلة مع الآخرين، وكم يؤلم أن نشهد صور القتلى من مواطنين، ووافدين تتناقلها محطات البث العالمي لتوضع صورتنا، وصورة عقيدتنا في الطرف المعادي للحياة، والحضارة الإنسانية. لقد عرفت شعوب كثيرة، ونحن منهم معاني التضحيات الشريفة في سبيل العقيدة والوطن، ولكننا لم نعش لنرى أن زمن التحولات الكبيرة يتغذى على هامشه فئات يستهويها الموت وراء مفاهيم مشوشة، لأن الاستشهاد عكس الانتحار، وما جرى ليلة أمس الأول يدخل في المعنى الثاني أي الانتحار كخيار غير عقلاني، ويصعب فهم كيف أصبح عدد من شبابنا يقعون في وهم غيرهم في عملية غسيل أدمغة ربما حظها من التعليم والوعي وإدراك معاني الحياة وأبوابها مجموعة استشهادات تتناقض في الأصل والفرع مع الدين الإسلامي السمح والمتسامح..
عرفنا التارات والقتل المتعمد وخبرنا كيف أصبحت حمية الجاهلية نوعاً من التقاتل اللامشروع لكن أدركنا كيف أصبح الشرع الإسلامي رادعاً عظيماً في سبيل صيانة حق الحياة، والعرض والحقوق العامة والخاصة، ونحن في طور ما نعيشه الآن ندرك أن ما جرى ليس شيئاً موروثاً في حياتنا ولا تقاليدنا، لأن ظلم الآخر بقتل عائله أو ابنه أو حتى من جاء على ضيافتنا، وحق له رعاية آمنة، هي مسئولية كل إنسان يعيش في هذا الوطن، ومن غير المنطقي أن يصبح لكل فئة أو عناصر خارجة عن العقل والدين بريء منها، أن يكون لها شرعيتها وقرارها في إعلان الحرب على الناس بكل فئاتهم.. لقد خسرنا العديد من المواطنين ممن يؤدون واجباتهم، وخلفهم من ينتظر لقمة العيش، وظل الأمان في العائل، أو الذين يخطط لبناء حياة أسرية ويتطلع إلى مشروعه الخاص كإنسان له حق في هذا الوجود، وخسرنا أيضاً من أخطأوا على أنفسهم ودينهم، ووطنهم، وذهبوا ضحية باطل يتلفع بالحق.. تحت صدمة ما حدث ليس أمامنا إلا أن تتلاقى جهودنا في كشف هذا السلوك المعقد والتعريف به، لأن زمن المجابهة يظل بين أطراف أعداء، ونحن على إيمان أن الذين نفذوا جريمتهم هم خارج تصنيف المواطنة وحقها المشروع، وهذا ما يدفعنا للوقوف صفاً واحداً من أجل وطننا، والذين عليه ضمن استقرارنا ووجودنا.
وتحت عنوان ليكن 11 ربيع يومنا الحاسم مثلما كان 11 سبتمبر للأمريكيين كتب رئيس تحري صحيفة الوطن السعودية جمال خاشقجي قائلا:
إذا أخذنا بمذهب "حرية الرأي" وهو مذهب صحيح وصحي للمجتمعات, فيمكن أن نحتمل ما نشاء من آراء طالما أنها بقيت هكذا "مجرد آراء" يطرحها صاحبها, لا يحاول فرضها على غيره.
وبالتالي يمكن للدولة والمجتمع أن يحتملا آراء غريبة من نوع "يجب علينا الانسحاب من الأمم المتحدة حتى لا نحتكم إلى طاغوت" أو حتى الدعوة إلى أن تعلن الدولة الحرب على الولايات المتحدة, أو أن تخالف العالم كله وتحارب من أجل الطالبان وصدام حسين.
آراء شاذة, ويمكن أن "ندحشها" من باب الاجتهاد ونتعامل مع أصحابها بأنهم مجتهدون ولكن أن تخرج آراء وباسم أصحابها تدعو صراحة إلى تفكيك أصل الدولة بتحريم ملاحقة من خرج على النظام العام "أو الوقوف ضدهم أو تشويه سمعتهم أو الإعانة عليهم, أو التبليغ عنهم أو نشر صورهم أو تتبعهم" لمجرد القول إن الشباب الذين تورطوا في شبكة إرهابية وأعلنت الدولة أسماءهم ونشرت صورهم وكشفت للرأي العام ما جمعوا من سلاح ومتفجرات بأنهم مجاهدون كانوا ينوون التصدي للصليبيين.
إن قرار التصدي هذا على افتراض صحته، يختص به ولي الأمر فقط , وليس 19 شاباً أو حتى مئة أو ألف, ولو سمح لكل زمرة من أبناء هذا الوطن جمعهم رأي واجتهاد أن ينفروا إلى ما اعتقدوه, خاصة لو كان للأمر علاقة بالمسائل الكبرى كالحرب والصلح لما بقيت دولة ولا وحدة ولتنازعتنا الفتن والأهواء.
عجيب هذا الفهم المقلوب للأمور, وغياب المنطق وتحليل النتائج المؤدي إليها الفعل, والأكثر غرابة هو تجاهل البعض من المشغولين بالهم الإسلامي، وممن يتوقع أن تكون لهم كلمة في هذه الفتنة، ولكن تجدهم مشغولين بهموم أخرى من هموم "الصحوة" وكأن ما يحصل مجرد "اختلاف بسيط في وجهات النظر".
لليالي ربيع عبق في نفوسنا فقدناه، وفي ليلة الحادي عشر منه خرج فينا ومنا أقبح ما فينا، منتهكا كل قيم الرحمة التي غرسها فينا صاحب رسالة الرحمة، يجب أن ننظر بتجرد إلى أن المذبحة التي وقعت في الرياض قبل ليلتين كارثة، ويجب أن تكون، ليلة 11 ربيع الأول لنا ما كانت 11 سبتمبر للأمريكيين، فمثلما تغير عالمهم يومهم ذاك فلقد تغير عالمنا ليلتنا تلك، ولنستعد للآتي وأعاننا الله على أيامنا المقبلة
وقالت صحيفة عكاظ في افتتاحيتها تحت عنوان الدور المستهدف انفجارات الرياض لم تستهدف مجمعا سكنيا او مجموعة ابنية, وليس الغرض منها فقط ايقاع عشرات الضحايا المدنيين, سعوديين ومقيمين.
إنها تستهدف أمن المملكة الاقتصادي والاجتماعي, وتحاول تحييد دورها السياسي في المديين الاقليمي والدولي.بهذا المعنى يمكن القول ان الجريمة الجماعية التي نفذها الانتحاريون التسعة, في المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة والعالم, لا تفاجئ أحدا من المراقبين.
المملكة لاتساوم على الحق العربي في فلسطين ومقدساتها, وتبذل جهودا جبارة لتمكين الفلسطينيين من الصمود, في انتظار ان تسمح الظروف الدولية استرجاع ارضهم وحريتهم وكرامتهم, وهذا الموقف يزعج اطرافا دولية عدة.
والمملكة لاتساوم على أمن الخليج واستقراره وسيادة قراره وتعمل بقوة لصيانة سلامة العراق ووحدته وضمان مستقبله في دورة عربية أمنية واقتصادية جديدة, وهذا الموقف ايضا يزعج الكثيرين.
والمملكة تريد النهوض بالواقع العربي المتردي, عبر مؤسسة الجامعة, ومن خلال اعادة صياغة العلاقات العربية - العربية, وتعزيز التواصل والتعاون والتبادل, وتفعيل القدرات العربية الحية, هذا الدور ايضا يعطل خططا كثيرة لتحييد العالم العربي وشل طاقاته وتهميش حضوره في الساحة الدولية.ثم إن المملكة هي الأخ الذي يحنو ويساعد في كل محنة عربية او اسلامية, من أجل خير الأمة وأبنائها وسلامتها, وهي مبادرات مرفوضة من جانب القوى المتشددة القريبة والبعيدة.
هذا الدور هو المستهدف من جانب القوى الظلامية, لانه يشكل عقبة حقيقية في وجه مؤامرات كثيرة تحاك للأمة.
ليست الأبنية هي المستهدفة ولا أماكن سكن الاجانب. الأمن العربي والاسلامي هو المستهدف, وكل كلام اخر مجانبة للحقيقة والواقع.&
&من جانبها قالت صحيفة اليوم السعودية تحت عنوان :
جريمة الاثنين وأهمية العودة لدعوة المملكة
الانفجارات التي هزت شرق الرياض يوم أمس الأول تدخل ضمن الأعمال الارهابية المروعة التي يشهدها هذا البلد الآمن بين حين وحين تستهدف كما هو الحال مع اي عمل ارهابي قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، وترويع الآمنين وادخال الفزع والخوف الى قلوبهم، وتدمير المنشآت والمنجزات الحضارية، وتلك اعمال همجية لاتصدر الا من اشخاص باعوا ضمائرهم للشياطين، فهم يعلمون يقينا ان تلك الاعمال الارهابية الاجرامية مدانة من كافة الأديان والاعراف والمواثيق، وقد ازف الوقت لتدارس هذه الظاهرة بشكل دولي ووضع الآليات المناسبة لاحتوائها، فتلك ظاهرة لادين لها ولاجنس ولازمان ولامكان، وما حدث بالرياض مؤخرا قد يحدث في اي بقعة من بقاع العالم، وغني عن القول ان بعض وسائل الاعلام الغربية التي مازالت تتهم المملكة بضلوعها في تفريخ الارهابيين وتوسيع رقعة هذه الظاهرة موغلة في اراجيفها واضاليلها، فهذه البلاد مستهدفة مثل غيرها من البلدان التي وقعت على اراضيها تلك الأفاعيل، وقد اعلنت المملكة منذ فترة طويلة انها في حالة حرب مع تلك الظاهرة، وانها سوف تلاحق الارهابيين اينما تواجدوا في هذه البلاد لتقديمهم الى العدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم، ولاشك ان كل متابع للاحداث الارهابية المتعاقبة التي حدثت في الشرق والغرب يدرك ان المملكة تعرضت لهذه الظاهرة في عدد من مدنها الرئيسية قبل ان تتعرض الولايات المتحدة لما تعرضت له من ارهاب، كما ان المملكة اول دولة في العالم نادت بأهمية وضع استراتيجية دولية جماعية لمكافحة الارهاب، ومازالت تنادي بهذه الدعوة الصادقة، فدول العالم كلها معرضة للارهاب، ولابد من وضع آليات وخطط تنفذ على ارض الواقع في كل بقاع الدنيا لحصر تلك الظاهرة ووضعها في زاوية ضيقة واجتثاثها من جذورها، وتقليم اظافر رموزها في كل مكان.