تم تكريمه ضمن "الخريجين العظماء" في بوسطن فأصيبَ بجلطةٍ دماغية !!
لو كان التاريخُ منصفاً لعُمل له تمثال أو كرسي في إحدى الجامعات!
&
حاوره في القاهرة محمد السيف: "الذي دعاني للحضور إليك، والتحدث معك يا ابني، رغم ماتراه من متاعب، هو لكي أقول للتاريخ أن الطريقي كان على مستوى كبيرٍ من الخلق لم أره في أحدٍ غيره".
بهذه الكلمات بدأ البروفسور عمر وهبي، حديثه عن الطريقي، حينما استضافته "إيلاف" في القاهرة ليتحدث عن ذكرياته مع الشيخ عبدالله الطريقي، كونه الشاهدَ الأول على حياة الطريقي، الطالب والموظف والوزير والمناضل، إذ يُعدُ وهبي أقدم أصدقاء الطريقي، حيثُ
صحِبه من أيام دراسة الثانوية العامة، ولم يفارقه حتى ألقى عليه نظرة الوداع الأخير في مستشفى الصفا بالقاهرة!!.
ولد البروفسور عمر وهبي، بالقاهرة عام 1921م وفيها درس مراحل التعليم العام وتخرج في جامعتها، ثم غادرها إلى أمريكا عام 1948م وحصل على الماجستير ثم الدكتوراة في الاقتصاد الزراعي عام 1952م، عاد ليعمل بجامعة القاهرة ثم ذهب إلى أمريكا في مهمةٍ علمية عام 1959م لمدة سنتين ثم عمل في منظمة الأغذية والزراعة، ثم في ماليزيا لمدة خمس سنوات، ثم الأردن وأثيوبيا ثم في المكتب الإقليمي بمنظمة الأغذية والزراعة بالقاهرة، عمل بعد ذلك في بيروت، وتقاعد عن العمل الحكومي عام 1981م ليعود إلى القاهرة ليعمل أستاذاً ورئيساً لقسم الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة.
يعتزُ كثيراً بصداقته مع الشيخ عبدالله الطريقي، التي تمتدُ على مدى ستين عاماً ويحفظ كامل تفاصيلها ومواقفها وأحداثها، تحدث إلى "إيلاف" كثيراً فكان هذا شيئاً مما دار في الحوار:
&
- متى كان اللقاء الأول، وكيف تم ؟!
- كان لقائي الأول بالشيخ عبدالله الطريقي، في اليوم الأول من أيام امتحانات التوجيهي الثانوي، وهذا اليوم لم ولن أنساه، كان عبدالله الطريقي يدرس في ثانوية حلوان وكنتُ أدرسُ في ثانوية الخديوي إسماعيل (الثانوية الملكية) وفي امتحانات الثانوية صادف أن انضم طلبة ثانوية حلوان في لجنة امتحانات ثانوية الخديوي إسماعيل، وبعد أداء امتحان اليوم الأول، شاهدتُ عبدالله الطريقي ونحن خارجون من الامتحان، وكنتُ أراه قبل ذلك في التجمعات الكبرى للكشافة، ولم أتعرف عليه لأن مستواه في الكشافة كان كبيراً حيثُ وصل إلى رتبة "كشاف ملكي" وهي أعلى رتبة في الكشافة، ثم ذهبتُ أمشي إلى بيتنا في شارع الداخلية (محمد سعيد) فمشى بجانبي عبدالله الطريقي، وهو يريد الذهاب إلى مقر البعثة السعودية في نفس الشارع، لأنه بعد أن قدِم إلى القاهرة من حلوان لأداء الامتحان جلس مع البعثة، وفي طريقي إلى البيت تعرفتُ على عبدالله الطريقي، وكان ذلك في الشهر السادس (مايو) من عام 1938م ومنذ ذلك اليوم وإلى أن توفاه الله لم تنقطع علاقتنا مع بعض طيلة ستين عاماً.
- ما الصفات التي وجدتها في الطالب عبدالله الطريقي، والتي جعلتك تحرص على التعرف عليه وجعله صديق العمر؟!!
-&كنتُ أرى الطريقي وألحظهُ في الاجتماعات الكبرى للكشافة قبل أن أتعرف عليه، وقد لفتَ نظري بشخصيته وكلامه وأسلوبه، وبعد أن تعرفتُ عليه وجدته شخصية ممتازة بكل المقاييس، وفريداً من نوعه ولم أرَ في حياتي مثله أبداً ولا أعتقد أنني سأرى مَن هو بخلقه، كان كريماً إلى أبعد حد، وكان يؤثر الناس على نفسه وكان متفوقاً على زملائه في كل شيء، في الدراسة وفي الكشافة وفي المخيمات في الأسكندرية، وأذكر أننا كنا في الصيف في "رأس البر" في دمياط، وكان عبدالله الطريقي يبني "عشته" ثم مرّ أحد عابري السبيل، فأراد النوم، فاستضافه عبدالله الطريقي في خيمته التي بناها وتركه ينام على سريره، ونام الطريقي على الأرض خارج خيمته! لقد كان الطريقي شخصاً غير عادي، كان خلقه سامياً وكبيراً، وكان على جانب كبير من الذكاء الفطري، لم أرَ في حياته مثله، وهذا هو السبب في الحقيقة الذي دعاني للحضور إليك لأقول هذا الكلام للتاريخ.
- وفي الجامعة، كيف كانت صداقتكما ؟!!
- بعد أن تعرفتُ على الطريقي في الثانوية العامة، دخلنا جميعاً جامعة القاهرة وكانت هي الجامعة الوحيدة آنذاك، الطريقي تخصّص في الجيولوجيا وتخصّصتُ أنا في الزراعة، وكنا على اتصالٍ دائم وتعزّزت صداقتنا أكثر حينما كنا نقضي الصيف في "رأس البر" مع الكشافة، وكان الطريقي يحبُ السباحة وكنتُ كذلك وكنا نذهب سوياً إلى مسبح وزارة المعارف.
- لامَن كان أصدقاء الطريقي في الجامعة من السعوديين؟
- لا أتذكر أن له أصدقاء سعوديين في الجامعة، ولكني تعرفتُ من خلاله على طالب سعودي آخر كان يدرس في كلية الطب، وهو يوسف الهاجري، ولكنه لم يكن صديقاً للطريقي !
- وهل تذكر الطالب مهنا المعيبد، أحد أفراد البعثة السعودية الأولى ؟!
- لا، لا أتذكر هذا الاسم.
- بعد الجامعة، هل ذهبتما سوياً إلى أمريكيا؟!!
- لا، هو تخرج من الجامعة عام 1944م ثم ذهب إلى السعودية وعمل سنتين، وخلال هذه السنتين زارنا في القاهرة، ثم سافر بعد ذلك إلى أمريكيا وأذكر أنه غادر بالباخرة من ميناء بورسعيد، وكان ذلك عام 1946م.
- في أمريكيا، هل تقابلتما ؟!
- نعم، كان عبدالله الطريقي في بوسطن في ولاية تكساس، وكنتُ في "إيمز " وحينما حصل الطريقي على الماجستير في عام 1948م وفي طريق عودته إلى نيويورك مرّ عليّ بالسيارة، وكانت معه زوجته الأمريكية، وقد كتبتُ لأختي في القاهرة أخبرها أن الطريقي قد عاد، وأنه سيمرُ بكم في القاهرة، وبالفعل مرّ الطريقي بأهلي واستضافوه وزوجته الأمريكية، ثم واصل طريقه إلى الظهران، وحينما عدتُ إلى القاهرة عام 1952م بعد حصولي على الدكتوراة قابلتُ الطريقي في القاهرة، وذلك في العام الذي ولد فيه صخر، على ما أعتقد !.
- هذا يعني أنه قد تزوج بالسيدة وهو يدرس في مرحلة الماجستير!!
- نعم، بالتأكيد وقد جلس معي يومين أو ثلاثة ثم واصل طريق عودته.
- كيف تصف الظروف المادية للطالب عبدالله الطريقي أثناء دراسته في مصر؟
-&عندما كان الطريقي يدرس الثانوية العامة، كانت أوضاعه بسيطة وصعبة جداً، ولكن بعد دخوله الجامعة تحسنت ظروفه، وبدأنا نلحظ عليه ذلك، حينما بدأ يلبس ملابس جميلة وحلوة! وأعتقد أنه بدأ يستلم مكافأة من البعثة، ولكن أود أن أشير إلى شيء مهم في حياة الطريقي، وهو مساواته بين الأكل والقراءة، فأتذكر أننا كنا في "سيدي بشر" بالأسكندرية، وكان يستلم الواحد منا يومياً قرشاً واحداً، وكان الطريقي يصرف نصف قرش (تعريفة) لشراء رغيف (عيش) والنصف الآخر يشتري به جريدة!! وكان هذا التصرف محل استغراب الجميع، وقد ظل الطريقي على هذه الحالة لمدة شهرٍ كامل، رغيف وجريدة ! فقد كان يحبُ القراءة بشكل كبير.
- وماذا بقي من ذكريات تلك المرحلة ؟!
- كان الطريقي طباخاً ماهراً، وكان طبخهُ شهياً، ولديه كفاءة وسرعة في إعداد الطبخ، وكنا كثيراً ما نتناول طعام الغداء عنده في شقته أيام الجامعة.
- بعد أن عاد الطريقي إلى السعودية وتحمّل مسؤوليات شؤون النفط والمعادن، هل انقطعت العلاقة أو شابها شيء من الفتور ؟!!
-&أبداً، صداقتنا لم تنقطع طيلة ستين عاماً، والطريقي لم تغيره المناصب، وأذكر أنه في عام 1961م وكان وقتها وزيراً للبترول والمعادن، وكنتُ في أمريكيا وقد طلبتْ مني شركة الصوامع الأمريكية عمل دراسة لإنشاء صوامع في الجمهورية العربية المتحدة والإقليم الجنوبي، فجئتُ إلى مصر لعمل الدراسة، وصادف أن الطريقي كان موجوداً في مصر، فاتصلتُ عليه وذهبتُ إليه مع صديقي الأمريكي، في شقته في عمارة بلمونس، المطلة على النيل، ودعانا لتناول طعام الغداء معه، وعندما عدتُ من مهمتي في أمريكيا التقيتُ به مرةً ثانية في القاهرة.
- بعد أن ترك الطريقي الوزارة، ذهب إلى بيروت وفتح مكتباً استشارياً هناك، هل التقيتَ به في بيروت؟!
- نعم، عندما ترك الطريقي الوزارة ذهب إلى بيروت وعمل مكتباً استشارياً وكنتُ وقتها في ماليزيا، وحينما عدتُ من ماليزيا للعمل في الأردن، أدخلت أولادي في مدرسة (I.C ) "INTERNATIONAL COLLEGE" وهي مدارس أمريكية في بيروت، وكنتُ في الأردن، وكانت المدارس تشترط إذا لم يكن أهل الطلبة في البد، فإنه لا بد من أب روحي لهم، وحينما طلبوا مني كتابة الأب الروحي، لم أتردد في كتابة اسم عبدالله الطريقي، كأب روحي لأبنائي، وكان ذلك عام 1971م.
- برأيك ما الأسباب التي كانت وراء إبعاد الطريقي من بيروت ؟ !
- الذي أعرفه، والذي سمعته من الشيخ الطريقي نفسه، أنه في عام 1973م طُلب من صائب إسلام إبعاد الطريقي من بيروت، وكان السببُ هو أن الطريقي كان ينشر مقالات في مجلته التي كان يصدرها من بيروت وكانت المقالات تدين البعض، فطلب من صائب إسلام إبعاده من لبنان، فرحلَ وفتح مكتباً في القاهرة في شارع عبدالخالق ثروت، وقد زرته في المكتب عدة مرات، ولكن المكتب لم يستمر طويلاً.
- يقال أن الطريقي لم يُطلب منه مغادرة لبنان، إنما استُغل سفره إلى أمريكا فمُنع من الدخول ؟!
-&نعم بالضبط، هذا صحيح !.
- ما الذي تذكره من المواقف مع الطريقي في بيروت ؟!
- الطريقي رحمه الله كان صاحب مفاجآت، وكان يحبُ المفاجآت، ومرةً كنتُ عائداً من كوالالمبور، فمررتُ ببيروت فاتصلتُ بالطريقي، وكان ذلك في عام 1969م فحجز لي في أحد الفنادق ثم دعاني للغداء في مطعم أسماك على البحر، فذهبتُ إلى هناك، فوجدته ومعه "ست" فعرّفنا ببعض قائلاً: هذه زوجتي مها جنبلاط، وهذا صديقي عمر وهبي، ففاجأني بزواجه من السيدة مها، وهو لم يخبرني بذلك من قبل، إنما أراد أن يجعل ذلك مفاجأةً لي، ومنذُ ذلك اليوم تعرفنا بالسيدة مها، ولا تزال العلاقة بين الأسرتين حتى اليوم.
- في العقد الأخير من عمره، عاد الطريقي إلى القاهرة ليقضي الهزيع الأخير من عُمره، متأملاً مراجعاً، كيف كانت لقاءاتك معه في عِقده الأخير ؟!
- علاقتي بالطريقي لم تنقطع أو تتغير، طيلة سنوات صداقتنا، ولكن الطريق تعرض لمشكلةٍ صحيةٍ أثرت عليه، فتغيّر كثيراً بعدها، وكان ذلك في عام 1983م عندما كان في بوسطن، حينما دعته الجامعة التي تخرج منها، كي تكرمه في حفل "الخريجين العظماء" وكان الطريقي من ضمن المكرمين، حيثُ أنه اشهر من نارٍ على علم، وبعد نزوله من المصعد مع زوجته السيدة مها، أصيب بجلطةٍ في دماغه، نقلوه على إثرها للمستشفى، وعلى أنه خرج وعاد إلى ممارسة حياته، بشكل طبيعي إلا أن هذه الحادثة أثرت عليه.
- مَن أبرز أصدقائه السعوديين الذين كانوا يزورونه بالقاهرة ؟!
- أنا لا أعرف بالصراحة أحداً يزوره من السعوديين في القاهرة.
- ومَن كان أبرز أصدقائه المصريين الذين كانوا يزورونه ويزورهم ؟!
- من أبرز أصدقائه، الدكتور نايل بركات، عميد كلية العلوم والدكتور أمين الزنفلي، وأخوه الدكتور محسن الزنفلي واللواء عبدالفتاح رحمه والدكتور عبدالمعطي لاشين، وهو من أصدقائنا من أيام الثانوية ومقيم حالياً في أمريكيا والسيد أحمد ميناوي سكرتير عام رئيس الجمهورية أيام الرئيس عبدالناصر وغيرهم.
- أخبرتني السيدة مها جنبلاط في بيروت، أن أخاك الدكتور عثمان صديق للشيخ الطريقي ؟!
- صحيح، لكن الطريقي صديق عائلتنا كلها، وكنا نعتبره واحداً من الأسرة، أما الدكتور عثمان أستاذ أمراض النساء والولادة بجامعة القاهرة، فهو بالفعل صديق للطريقي، كما أن لي أخاً توفي عام 1945م وكان صديق خاص للطريقي رحمهما الله.
- الرياض- القاهرة- تكساس- بيروت، برأيك في أي هذه الثقافات تشكّل عبدالله الطريقي ؟
- عبدالله الطريقي سعودي بالدرجة الأولى، وكان يفتخر بذلك كثيراً، وكانت لهجته طوال عمره سعودية بحتة، لم يدخل أيّ مفردةٍ مصرية أو غيرها، وهذا يدلُ على أنه شخصية واثقٌ بنفسه، والطريقي سعيد بما كان له، وليس لديه مركب نقص أو عُقد يعوض عنها، كان رزيناً بكل معنى الكلمة.
- برأيك، ما مدى تأثير الحياة الغربية على فكر وشخصية الطريقي ؟!
-&لم يكن للحياة الغربية أي تأثير في تكوين شخصية عبدالله الطريقي، ولعل عدم استمرار زواجه الأول من سيدة أمريكية دليل على ذلك، على الرغم من معرفتي بأن زوجته الأمريكية كانت تحبه حباً كبيراً، وقد لاحظتُ ذلك عندما زارني في أمريكيا، لكن الطريقي يؤثر ولا يتأثر، وكان يدعو لأخذ العلم من أمريكيا والاستفادة مما لديهم، أما أن يظل العربي في أمريكيا ويتطبع بالزي الغربي، فكان الطريقي ضد هذه الأمور، وأذكر أنه كان يستغرب كثيراً ويتساءل عن زميلنا الدكتور عبدالمعطي لاشين، المقيم في أمريكيا، ويقول: كيف لهذا الشخص المصري الريفي أن يُقيم في أمريكيا لهذه المدة الطويلة ؟! والدكتور عبدالمعطي من بلد المجازر في الشرقية.
- لكن يُصنف الطريقي في طليعة الليبراليين السعوديين؟!!
- الطريقي لم يكن ليبرالياً أو متحرراً، إنما كانت له رؤاه الخاصة تجاه بعض الأمور، الطريقي متمسك بالخلق العربي القويم وبهويته الإسلامية، ومشكلته أنه عنيد وعنده قوة ويتمسك بمعتقداته.
- عملت في عددٍ من العواصم، أين الرياض من بين هذه العواصم، وهل زرتها ؟
-&في الحقيقة لم أعمل في الرياض، لكني زرت الرياض عدة مرات، مرةً في عام 1959م وكان الطريقي مديراً عاماً لشؤون الزيت والمعادن بجدة، فدعاني في مهمة ومعي اثنان من زملائي بجامعة القاهرة، وذلك لعمل خطة وتقييم لاستغلال مزرعة الأمير طلال بن عبدالعزيز، وكان الأمير طلال قد سبق وزارني برفقة الشيخ الطريقي في شقتي بحي المهندسين، وبعد وصولنا إلى جدة ذهبنا إلى الرياض مع الطريقي، وسكنا في فندق اليمامة، وأنهينا مهمتنا وأجرينا العمل الميداني، وسلمنا التقرير للشيخ الطريقي، الذي بدوره سلمه للأمير طلال.
-&كما أني زرت الرياض مرةً أخرى بدعوة من الشيخ الطريقي، وذلك في عام 1981م وكنتُ وقتها في بيروت، فدعاني الشيخ الطريقي وذلك لعمل دراسة لمزرعة يرغب في إنشائها في مسقط رأسه "الزلفي" ومن الرياض ذهبت مع الشيخ عبدالله إلى الزلفي ثم عدنا إلى الرياض وبقيتُ معه لمدة عشرة أيام، وقد عملتُ الدراسة في مكتبه بالرياض، وأذكر أننا كنا نذهب كلّ مساء لنادي الفروسية.
- أول سعودي يتخرج في أمريكا وأول وزير نفط، ومؤسس الأوبك، ورافع العديد من الشعارات، ما تقييمك لهذا الصديق؟!
- لو كان التاريخُ منصفاً، لعُمل للطريقي تمثال أو على الأقل تُسمى جامعة باسمه، وأن يُنشأ كرسي لدراسات النفط باسمه.
- الطريقي حاضر في بيروت وفي الكويت وغيرها من الدول العربية، لماذا هو غائب أو مُغيّب في القاهرة على الرغم من حبه الكبير والشديد للقاهرة ؟!
-&هذا عيب الناس الموجودة هنا، وهو بالفعل كما ذكرتَ يحبُ القاهرة حباً كبيراً، ويوجد عدد من الكتاب كتبوا عنه في صحف مصرية، من أبرزهم صلاح منتصر، لكن مَن يقوم بجمعها وجمع الكُتاب والمحبين للطريقي لبلورة صيغة معينة لتكريم هذا الرجل في القاهرة، وتخليد ذكراه، وأنا واثق أن هناك العديد من المحبين لهذا الرجل والمعجبين به جداً.
- أي العواصم كانت أقرب إلى قلبه؟!
- القاهرة على ما أعتقد.
- وهل كان يحنُ إلى الرياض؟
- كثير، خصوصاً في السنوات الأخيرة من عمره، لكن لم تكن لديه القدرة على السفر لوحده.
- كيف تلقيتَ خبر وفاته ؟!
- كنتُ على علم أن صحته بدأت في التدهور، ثم قرأتُ خبر نعيه في صحيفة "الأهرام" وأن الصلاة عليه ستكون بعد صلاة الظهر في جامع مصطفى محمود، فذهبتُ إلى هناك وبعد الصلاة لم تحضر الجنازة، فانتظرتُ فخرج المصلون، ووجدتُ الدكتور نايل بركات، عميد كلية العلوم، فسألته فكان مثلي لايعلم ما الأمر، فخرجنا من المسجد ووجدنا الدكتور أمين الزنفلي، وهو من أصدقاء الطريقي القدامى، فأخبرنا أن الطريقي لا يزال في المستشفى وأن هناك مشكلة حول دفن المرحوم، هناك من يُريد دفنه بالرياض، بينما السيدة مها جهزت له قبراً بجوار صديقه اللواء عبدالفتاح رحمه، فذهبنا إلى المستشفى، وسلمنا عليه وألقينا نظرة الوداع الأخير. وكان الوداع !!
&
&
&
آراء في الشيخ