كتب ـ نبيل شـرف الدين: في تطور جديد ومفاجئ، يتزامن مع عشرات المشكلات والأزمات التي تحاصر المناخ الصحافي المصري، وفي ما أعلن عن فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس نقابة الصحافيين المصريين، إثر أحكام قضائية مثيرة للجدل، وتنفيذاً لحكم قضائي بالحبس لمدة عام، صادر من محكمة النقض المصرية ـ وهي أرفع المحاكم المصرية وتحظى باحترام واسع في مصر، ولا تخضع لأي رقابة أو تدخل حكومي من أي نوع ـ فقد ألقت أجهزة الامن المصرية في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين القبض على الصحافي المصري مصطفي بكري، رئيس تحرير صحفية (الاسبوع) المستقلة، وشقيقه محمود بكري نائب رئيس تحرير ذات الصحيفة، وذلك تنفيذا للحكم القضائي الصادر ضدهما لصالح محمد عبدالعال، الرئيس السابق لحزب العدالة الاجتماعية، ورئيس مجلس إدارة صحيفة "الوطن العربي" لسان حال الحزب المصري الصغير المعارض الذي تحاصره المشكلات وتحيط به المنازعات منذ نشأته.
وكان الحكم قد صدر قبل خمس سنوات في دعوى سب وقذف اقامها محمد عبد العال الذي كان يتولى رئاسة حزب العدالة المعارض ويدير صحيفة الوطن العربي الصادرة عن الحزب.
ويقضي الحكم القضائي الصادر ضد مصطفى بكري وشقيقه بحبسهما لمدة عام، لاتهامهما وإدانتهما في القضية التي سبق وأقامها ضدهما محمد عبد العال، لقيام بكري بما اعتبر سباً وقذفاً على صفحات صحيفة "الأحرار" التي كان يرأس تحريرها بكري من قبل.
وصدر الحكم بعد أن تداولت هذه القضية سنوات طويلة في أروقة المحاكم المصرية، من محكمة الجنايات حتى النقض التي قضت بحكمها المتقدم، على خلفية اتهامات وجهت لبكري وشقيقه بالقذف في حق حزب العدالة الاجتماعية المصري المعارض.
وتجدر هنا الإشارة إلى أن محمد عبد العال رئيس حزب العدالة السابق، يقضي حاليا عقوبة السجن لمدة عشر سنوات في حكم قضائي صدر ضده قبل أيام في قضية ابتزاز وقبول رشى من رجال أعمال، بعد تهديدهم بالتشهير بهم في صحيفة الحزب.
واشتهر مصطفى بكري خلال الفترة الماضية كضيف دائم على الفضائيات العربية، خاصة الجزيرة والمنار، كواحد من أبرز القوميين العرب الذين يتبنون خطاباً ناصرياً قومياً، واشتبك في عشرات من المعارك مع سمير رجب رئيس مجلس إدارة دار التحرير الصحافية، ورئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، وأحد المقربين من دوائر الحكم في مصر، رغم أن مصطفى بكري نفسه ينظر اليه في أوساط الصحافيين المصريين كأحد المقربين من صفوت الشريف وزير الإعلام المصري، وأمين عام الحزب الحاكم.
وعمل بكري محرراً في مجلة "المصور" المصرية، كما رأس تحرير صحيفة "الأحرار" وغيرها، وعمل أيضاً كمراسل لراديو مونت كارلو قبل أن يحصل على ترخيص مصري بإصدار صحيفة (الأسبوع) التي يرأس تحريرها حالياً.