&
نقول لهم ثور، يقولون احلبوه ، نوضح اكثر ونؤكد علي ان الثور غير البقرة، ومع ذلك يلحون في اصرار علي ان نقوم بحلبه لهم؟!
تري هل ثمة أمل يرجي في ادارة حوار مع هؤلاء، وهم علي كثرتهم مثل غثاء السيل ؟
الواقع الآني والمعاصر والتاريخي يقول بعدم امكانية هذا الحوار، وان حدث وقبلوا فإن النتيجة معروفة سلفاً، وأنهم لن يتزحزحوا قيد انملة عما كان عليه آباؤهم وأجدادهم من اعتقاد!
المولي عز وجل يخبرنا عن هؤلاء، وكان الحل الالهي هو افناء هذه الاقوام، وانظروا إلي قوم عاد وثمود وغيرهم، لتعرفوا لماذا بقيت الحمير حميراً، يُسخرها الانسان لمنافعه، ويحمل فوق ظهرها ما لا تطيق، ومع ذلك تؤدي المهمة دون تبرم أو حتي شكوي من ثقل الاحمال!
الحمير تملك قوة ربما اضعاف قوة الانسان، لكن لأنها قررت أن تظل حميراً، ورضيت بالواقع التاريخي لاجدادها الحمير، ولم تحاول ان تفكر في مراجعة هذا الميراث لتعرف ان كان سبباً في شقائها، ومن ثم تبحث عما يمكن ان يخفف عنها ثقل الواقع المعاش.
لانها لم تفعل ذلك، وظلت تردد باستمرار وبانبهار رضاها بما اختاره لها الاجداد ولانها استسلمت لواقع موروث، واصرت علي منع أي تفكير أو مراجعة لهذا الواقع، ظلت الحمير حميراً، ليس لها بين اقرانها من الحيوانات الاخري أي حظوة أو حتي قليل احترام!
وأتذكر أن حمار عمي أبو حسين الذي أشرت اليه قبل مرة، حينما اطربه صوت كوكب الشرق في مذياع عمي ابوحسين، وراح يهز رأسه وذيله انسجاماً مع موسيقي الرائع السنباطي، اتذكر وقتها انه وجد مقاطعة واسعة من كافة حمير القرية.
وقتها اعتبروه خائناً لمباديء الحمير، وثقافة الحمير.. والله اعلم.
[email protected]