القاهرة- ايلاف: وسط أنباء تحدثت عن لقاء سيجمع كلاً الجانبين السوداني الحكومي والجنوبي، مع كولن باول وزير الخارجية الأميركي، تتواصل الجولة الثانية من مفاوضات القمة السودانية بين علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني، جون قرنق، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي أحرزت تقدماً هاماً في مرحلتها السابقة، بالتوصل إلى اتفاق على صعيد قضية الترتيبات الأمنية الشائكة، الأمر الذي أكده طه شخصياً بقوله إن هذه الجولة من المحادثات ستكون حاسمة ونهائية، في ما يتعلق بالاتفاق حول ما تبقى من قضايا خلافية بعد أن أصبح السلام قاب قوسين أو ادنى، على حد تعبيره، غير أنه أقر بهشاشة نظام الحكم في الخرطوم، لهذا طالب أجهزة الدولة بتوفيق اوضاعها والتهيؤ لاستقبال مرحلة ما بعد الحرب، وتوقيع اتفاق نهائي للسلام مع الجنوبيين.
ويقضي اتفاق الترتيبات الامنية بوجود جيشين منفصلين مع انشاء وحدات مدمجة تضم قوات حكومية وقوات من الجيش الشعبي لتحرير السودان خلال فترة انتقالية مدتها ستة سنوات، وفي نهاية الفترة سيكون من حق الجنوبيين اجراء استفتاء شعبي على الانفصال، لتقرير "حق المصير"، وما إذا كانوا يرغبون في الاستمرار ضمن دولة واحدة، أو يختاروا انفصال الجنوب.
وأوضح طه الذي كان يتحدث أمام البرلمان السوداني في لقاء بث مقاطع منه التلفزيون السوداني الحكومي، أن حكومة الخرطوم حريصة على أن تتوصل المفاوضات الحالية الى اتفاق يضع نهاية الحرب، ويحقق العدالة بين أطراف السودان المختلفة، مؤكداً أن طريق السلام هو الوحيد لحل القضايا التي كانت وراء الحرب، ووراء عدم الاستقرار، وتعثر عمليات التنمية في البلاد.
واعترف طه بأن البنية السياسية في نظام الحكم السوداني هشة وغير قادرة على تلبية تحديات ترسيخ السلام، لهذا دعا النواب، ومعظمهم من مناصري حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم الى الدخول في مناقشات تتعلق بترتيب الأوضاع الداخلية، تأهباً لمرحلة السلام، وأكد أن الواقع الجديد الذي سيفرضه السلام، لن يكون بأي حال مماثلا لما مضى من حقب مر بها السودان من قبل.
وتعقد المحادثات في بلدة نيفاشا الواقعة على بعد 90 كيلومترا شمال غرب العاصمة الكينية نيروبي، والمفاوضات مستمرة على مستوى اللجان والخبراء منذ الاسبوع الماضي، وتوجه طه إلى مكان انعقاد المحادثات بينما وصل جارنج الى نيفاشا اليوم الجمعة حيث التقى مع طه للمرة الاولى لإجراء محادثات استمرت ثلاثة اسابيع قبل ان تفضي إلى توقيع اتفاق الترتيبات الامنية.
وأفاد مصدر دبلوماسي سوداني أن هذه الجولة من المفاوضات ستبحث عدداً من القضايا القضايا الخلافية الباقية وهي اقتسام السلطة والثروة ووضع الخرطوم والمناطق الثلاث، التي يطالب بها الجانبان وهي أبيي وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق.
وتوقع المصدر ذاته أن تحسم هذه الجولة من المباحثات بين طه وجارنج هذه القضايا خلال جولتهما الحالية، وأن تسفر عن توقيع اتفاق سلام شامل ونهائي رغم العقبات التي يواجهها المفاوضون حاليا حول قضايا المناطق الثلاث المشار إليها.