"إيلاف" من لندن: جددت جمعيات حقوق الأنسان ومجموعة المحافظين في البرلمان الأوروبي اليوم مطالب اعادة السفير البريطاني كرايج مراي الى العاصمة الاوزباكية، طشقند، بعد سحبه قبل شهرين اثر خلاف شديد بينه وبين السلطات الأوزباكية حول حقوق الأنسان.
&ويتهم المحافظون وزارة الخارجية البريطانية بالرضوخ لضغوط امريكية بسحب السفير، بعد ان غضب الأمريكيون من& تكرار السفير موراي لآنتقاداته للاوزباك بانتها حقوق الأنسان وتعذيب وخطف وقتل المعارضين.
وكانت لندن استعت السفير قبل شهرين للعلاج الطبي السيكولوجي، وكررت اليوم ان موراي لايزال سفير لندن الرسمي في طشقند.
لكن غيابه عن الأحتفال السنوي باالاعاب النارية الذي اقامته السفارة يوم 5 نوفمبر، وقيام& زوجته باتريشيا باستقبال المدعويين بدله، اثار التساؤولات مرة اخرى حول جدية لندن في دعم السفير.
وكان السفير موراي، البلغ من العمر 45 عاما، ويعتبر من اصغر سفراء بريطانيا سنا، لكنه من أكثرهم كفائة وشعبية لدى منظمات حقوق الأنسان،& تعرض لحملة تشويه سمعته واتهامات حول حالته النفسية، بعد ان القى خطابا في احتفال رسمي في طشقند، في نوفمبر& من العام الماضي& انتقد فيه معاملة الحكومة للمعارضة والمعارضين السياسيين الأمر الذي اغضب حكومة الرئيس اسلام كاريموف.
&
وقد اغضب الخطاب ايضا& دافيد ابلتون، القائم بالأعمال الأمريكي بدرجة سفير،&& الذي حضر الأحتفال ولم يتطرق لمسألة حقوق الأنسان بعمق خطاب السفير موراي؛ واكتفى السفير الأمريكي بكلام عام عن رغبة واشنطن في رؤية احترام لحقوق الأنسان من جميع حكومات العالم.
واستدعت وزارة الخارجية الاوزباكية السفير موراي وطلبت منه توضيح موقفه، بعد ان انتقد توقيف أكثر من عشرة آلاف معارض اما بسبب معارضاتهم السياسية او انتمائاتهم الدينية.& وكان موراي قي لقاء صحفي قد قارن بين كاريموف والديكتاتور العراقي صدام حسين في مسألة انتهاك حقوق الأنسان.
وكان جوزيف بريسيل، السفير الأمريكي السابق في طشقند، ادان سجل لوزباكستان في حقوق الأنسان واتهم كاريموف باتخاذ جنكيزخان قدوة له، وذلك& في مقابلة صحفية مع النيويورك تايمز في ديسمبر عام 2001. لكن السفير الحالى ابلتون يتخذ موقفا متساهلا مع حكومة كاريموف بسبب التعاون الأستراتيجي حول افغانستان.
ورغم نفي الخارجية البريطانية تلقيها اعتراضات من الديبلوماسيين الأمريكيين على موقف موراي، فإنها تتعرض لأتهامات من& المعارضة ومن جمعيات حقوق الانسان بانها لم تفعل مايجب للدفاع عن السفير البريطاني الذي تعرض لحملة تشويه سمعة استمرت عشرة اشهر، كاد ان يصاب خلالها بانهيار عصبي، خشية اغضاب واشنطن.
&واستعدت لندن السفير للعلاج الطبي ورؤية الأخصاء في نهاية اغسطس، وبعثت بقائم اعمال بدلا عنه ، " حتى يتم شفائه،" مثلما قالت مصادر وزارة الخارجية في وايت هول للصحفيين.
وقد القت واشنطن بثقلها وراء حكومة الرئيس الاوزبيكي كاريموف، بعد تقديم الاخير التسهيلات& والقواعد العسكرية للقوات الأمريكية ومساعدة قوات التحالف الشمالي في الحرب التي اطاحت بنظام الطالبان في افغانستان وازالت قواعد ومعسكرات تدريب منظمة القاعدة، عقب الهجوم الأرهابي الذي شنته على واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر عام 2001.
وقد طالب اليوم& جون بويز، النائب المحافظ في البرلمان الاوروبي، وزير الخارجية البريطامن جاك سترو يتوضيح الموقف ودعم السفير موراي.
وقال بويز للبي بي سي& صباح اليوم إن موراي " رجل شريف، رفع صوته ضد انتهاك حقوق الأنسان، ودافع عن الحرية،" مضيفا انه سمع من الخارجية ان الموقف هو موقف "حكومة جلاالة الملكة التي يمثلها موراي، "&& ويري النائب بويز ، والذي يمثل دائرة موارى في اسكتلندا& ان موقف السفير اغضب الأوزبيك " وربما اغضب حلفائهم الأمريكيين ايضا" . وطالب& بويز وزير الخارجية& جاك سترو بتوضيح موقفه وان& ويعترف بصراحة لماذا لم يعود السفير الى طشقند، خاصة وان طبيب السفير قال ان صحته جيدة وحالته النفسية والذهنية لائقة تماما للعمل الديبلوماسي.
وهدد بويز باثارة الأمر في البرلمان الأوروبي ودفع المفوضية لأتخاذ موقف موحد ضد اوزباكستان، بعد ان اتهم حكومة كاريموف ، نقلا عن شهود من منظمات حقوق الأنسان، بتعذيب السجناء السياسيين.
لكن نائب وزير الخارجية الأوزبكي فلاديمير نوروف& نفي اتهام تعذيب السجناء السياسيين وان تكون حكومته وراء حملة تشويه سمعة السفير.
وكان تقرير للبي بي سي استضاف زوجة سجين سياسي اوزبكي منعتها السلطات الأووزبكية من فتح نعش زوجها الذي ابلغت بوفاته في السجن. وقالت الزوجة انها فتحت النعش سرا ، ووجدت ان زوجها تعرض لتعذيب وتهشيم ضلوع ونزع اظافر وجروح غائرة ونزيف. لكن المستر نوروف قال ان التحقيق اشار الى ان زوجها تعرض للقتل على يد سجين آخر.
واضاف نوروف " حسب علمي فإن السفير موراى يتلقى العلاج الطبي في لندن، وذا كان هناك من يتكهن حول هذا الوضع، فهذا خارج سلطاتي وعليكم الأتصال بالخارجية البريطانية."
&&&&&&&&
وكررت مصادر الخارجية البريطانية& اليوم ان موقف السفير& يعكس موقف الحكومة البريطانية الرسمي، وان تقريره عن وضع حقوق الأنسان في اوزباكستان منشور بالكامل في التقرير السنوي لوزارة الخارجية البريطانية عن حقوق الأنسان حول العالم الذي نشر في شهر ديسمبر، واضاف المصر إن موراي لايزال السفير البريطاني وانه سيعود الى طشقند عقب انتهاء اجازته المرضية، لكنه لم يحدد التاريخ.