"إيلاف"&من لندن: عاد البريطاني من أصل يهودي عراقي موريس ساعتجي إلى الواجهة السياسية في بريطانيا ليكون أحد أهم مقرري السياسات المستقبلية لعودة حزب المحافظين التقليدي إلى السلطة في الانتخابات المقبلة العام 2005 ، ومنذ الآن بدأت استعدادات المعركة التي ستكون "حامية الوطيس" حيث الارستقراطية البريطانية تحاول استعادة مجد حكم ضاع من بعد هزيمتهم أمام حزب العمال في الانتخابات التشريعية العام 1997 .
وقرر زعيم حزب المحافظين الجديد مايكل هوارد البارحة تعيين اللورد موريس ساعاتجي وهو الرئيس التنفيذي لأكبر شركات الإعلان في بريطانيا رئيسا مشاركا لحزب المحافظين، طالبا إليه إجراء انقلاب شامل في كل مؤسسات الحزب.
أما الشريك الآخر في رئاسة الحزب حسب قرار الزعيم الجديد هوارد، سيكون ليام فوكس الذي شغل منصب وزير الصحة في حكومة الظل السابقة.
وفي قرار هوارد بتعيين شخصين لرئاسة حزب المحافظين، فإنه يكون تخلص من رئيس الحزب تريزا ماي التي تعتبر نسخة جديدة من شخصية السيدة الحديد الليدي مارغريت ثاتشر رئيسة الوزراء السابقة.
وتريزا ماي ظلت رئيس للحزب في عهد زعامة إيان دونكن سميث الذي أطيح به في الأسبوع الماضي من بعد ضغوطات سياسية في العلن والخفاء نفذها زعماء تقليديون في حزب المحافظين طمعا في العودة إلى السلطة التي فقدوها من قبل ست سنين.
وقالت مصادر بريطانية اليوم أن إعادة اللورد (العراقي اليهودي)، بالطبع هو الآن بريطاني الجنسية إلى الواجهة يعيد إلى الأذهان دوره الذي قام به في العام 1979 حين خاضت مارغريت ثاتشر المعركة الانتخابية وهزمت آنذاك الحكومة العمالية برئاسة جيمس كالاهان.
ومهمات اللورد ساعاتجي حسب قرار تعيينه رئيسا مشاركا لحزب المحافظين ستتركز على بناء الحزب من الداخل استعدادا لمعركة الانتخابات المقبلة، بينما أنيط بنظيره في الرئاسة ليام فوكس مهمة إيصال مبادىء وأجندات الحزب إلى الجمهور البريطاني.
وإذ ذاك، فإن مايكل هوارد بدأ مشاوراته منذ البارحة لتشكيل حكومة ظل قوية قادرة على خوض الانتخابات المقبلة، وذلك في تصعيد ملحوظ لإطاحة الحكومة العمالية الحالية بزعامة توني بلير الذي هو الآخر يعاني من انقسامات في صفوف حكومته وحزبه الحاكم وخصوصا ما يقال عن الصراع بينه وبين وزير خزانته القوي غوردون براون الطامح إلى زعامة حزب العمال في وقت قريب.
ومحتمل أن تعلن الليلة أو غدا التشكيلة الوزارية الكاملة لحكومة الظل البريطانية وهنالك أسماء مطروحة للمشاركة في الحكومة على نحو غير متوقع من بينها زعيم حزب المحافظين الأسبق ويليام هيغ الذي قاد الحزب قبل إيان دونكن سميث، ولكنه لم يتمكن من النصر في انتخابات العام 2001 حيث استقال تاركا لسميث الزعامة التي أطيح منها في الأسبوع الماضي.
وفي الأخير، فإن اللورد موريس ساعتجي غادر مع أسرته العراق في إطار حملة بابل التي أجلت يهودا عراقيين كثيرا ومنهم من توجه إلى إسرائيل التي كانت انشئت في العام 1948 ومنهم من توجه إلى الخارج، حيث شاء حظ أسرة ساعاتجي التوجه إلى بريطانيا في السنوات الأولى من خمسينيات القرن الماضي وهم بنوا إمبراطورية مهمة في مجالات الإعلان والإتصال وكان لها دورا مؤثرا في الحياة السياسية البريطانية منذ أواخر السبعينيات الفائتة.
التعليقات