&بهية مارديني
&
&
&
&
في البداية ؛ وقبل أن نخوض غمار موضوع موقف المثقفين العرب من القضية الكوردية وفق رؤيتي الخاصة لنقاطها الأساسية، لا بُدَّ أن نُورد بعض الإشارات الهامة عن مشكلة الثقافة في هذا الجانب من العالم، فإن علاقة المثقف العربي بالسلطة تؤثر سلباً على منهجه الثقافي عموماً. فالسلطة سواء كانت سياسية أو اجتماعية وسواء كانت سلطة رأي عام بمعنى الانحيازات من جانب جماهير تمَّ تضليلها
أو كانت سلطةً أيديولوجية أي سلطة نصوص سلفية مكرَّسة دينية فهي تؤثر على المثقف وتفقده دوره ورسالته ومصداقيته لأن المثقف يجب أن يستشرف الأفق ويمثل المستقبل ويبرز الأمل ويفتح الطريق أمام ثلاثية التنوير والتغيير والتثوير.
ويشرح الأستاذ إدوار الخرَّاط، أن المثقف في علاقته بالسلطات السياسية والاجتماعية والسلطة التراثية والسلطة الأيديولوجية مخالفة مناقض لها بطبيعة
دوره.. ويقول:
(( لعلَّ ما يوضِّحُ علاقة المثقف بالسلطة السياسية الاجتماعية أن يدعو المثقف في بلادنا على الأخص إلى أن تكون السلطة السياسية ديمقراطية بالفعل وليست بمجرد ترديد للشعارات والأكاذيب ؛ أي أن تكون حرية تكوين الأحزاب والجمعيات والنقابات والهيئات المدنية حرية كاملة لا تقيدها ومن ثَمَّ تشلُّها وتُفْقِدُهَا فاعليتها الشروط التي تمليها السلطة التنفيذية أو لنقل بوضوح السلطة البوليسية، ويجب أن يكون التثقيف السياسي للجماهير تثقيفاً ديمقراطياً وضرورياً.. ))
وحتى لا نضيع وسط مقدمة شائكة دعونا ندخل في موضوعنا الأكثر تعقيداً لأنه كانت وما زالت القضية الكوردية واحدةً من نقاط الخلاف مع المثقفين العرب إذ يعتبرون أي تأييد لحقوق الشعب الكوردي في الفيدرالية تهديداً لوحدة العراق وتقسيماً له هذا من جانب، ومن جانب آخر يهاجم بعض المثقفين العرب الأكراد محاباةً للسلطة وتبعيةً لها أو من خلال نظرة عدائية متأصلة حاقدة أستغربُ طويلاً من أين منبعها؟ ولماذا لا ينظر إلى مدى الظلم الذي تعرَّضَ له هذا الشعب على مدى ثلاثة عقود من الزمن. ونجدهم يتشدَّقون في الفضائيات بجهل ودون معرفة ويزوِّرونَ التاريخ ويخلطون الحقائق ويشوِّهون صورة الكوردي ليجمعون نقاط الإدانة ويغمزون من قناة الاقتتال الكوردي الكوردي دون النظر إلى أسبابها.
وفي اعتقادي لو بحثنا عن أسباب لهذا الهجوم غير موضوع محاباة السلطة والحقد الغريب المزمن لوجدنا أن عدم الفهم الحقيقي لمأساة الكورد هو السبب، والتسرع ونهج نهج الآخرين هو الذي يدفع المثقفين العرب لاتهام الكورد تارةً بالعدائية وتارةً بإثارة القلاقل وتارةً بالطمع في دولة كوردية من الخليج إلى البحر المتوسط وتبقى مطالب الأكراد بكركوك والموصل موضوعاً جاداً ومحوراً للخلاف والمزاودة بين المثقفين العرب.
والأمر البالغ الغرابة أن يصل بعض المثقفين إلى مرحلة الغيبيات والتنجيم في معرفة المستقبل ليقولوا بأن الكورد سيستمرون في نهجهم القديم في التمرد مستقبلاً وإثارة القلاقل في العراق بغض النظر عمن يحكمها ومهما وصلت امتيازاتهم.
لقد ظُلِمَ الكورد من إيران وتركيا وصدام والعالم عندما تفرج على مأساتهم ومقابرهم الجماعية صامتاً وهاهو يذبح الشعب المناضل كل يوم على يد الإعلام المأجور المنافق الجاهل وغير الحيادي الذي يكيل الطعنات ليزيده رغبةً في الحياة..
ويبقى الأمل في الإعلام الكوردي الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى في نشر الوعي والرد على ما يُقال بالعمل الدؤوب لشرح قضيتنا العادلة وكسب أصوات حرة قوية نزيهة لمناصرة الكورد في كسب حقوقهم المشروعة السياسية والثقافية وتوضيح أن الأمر أبعد ما يكون عن إثارة نعرات طائفية ولا علاقة له بأنه في المؤامرة الإمبريالية الصهيونية وأن القضية الكوردية مستقلة بحدِّ ذاتها عن الاثنيات الأخرى، فهي قضيةٌ قوميةٌ عادلةٌ ومشكلةٌ إنسانيةٌ بكل المقاييس.
أو كانت سلطةً أيديولوجية أي سلطة نصوص سلفية مكرَّسة دينية فهي تؤثر على المثقف وتفقده دوره ورسالته ومصداقيته لأن المثقف يجب أن يستشرف الأفق ويمثل المستقبل ويبرز الأمل ويفتح الطريق أمام ثلاثية التنوير والتغيير والتثوير.
ويشرح الأستاذ إدوار الخرَّاط، أن المثقف في علاقته بالسلطات السياسية والاجتماعية والسلطة التراثية والسلطة الأيديولوجية مخالفة مناقض لها بطبيعة
دوره.. ويقول:
(( لعلَّ ما يوضِّحُ علاقة المثقف بالسلطة السياسية الاجتماعية أن يدعو المثقف في بلادنا على الأخص إلى أن تكون السلطة السياسية ديمقراطية بالفعل وليست بمجرد ترديد للشعارات والأكاذيب ؛ أي أن تكون حرية تكوين الأحزاب والجمعيات والنقابات والهيئات المدنية حرية كاملة لا تقيدها ومن ثَمَّ تشلُّها وتُفْقِدُهَا فاعليتها الشروط التي تمليها السلطة التنفيذية أو لنقل بوضوح السلطة البوليسية، ويجب أن يكون التثقيف السياسي للجماهير تثقيفاً ديمقراطياً وضرورياً.. ))
وحتى لا نضيع وسط مقدمة شائكة دعونا ندخل في موضوعنا الأكثر تعقيداً لأنه كانت وما زالت القضية الكوردية واحدةً من نقاط الخلاف مع المثقفين العرب إذ يعتبرون أي تأييد لحقوق الشعب الكوردي في الفيدرالية تهديداً لوحدة العراق وتقسيماً له هذا من جانب، ومن جانب آخر يهاجم بعض المثقفين العرب الأكراد محاباةً للسلطة وتبعيةً لها أو من خلال نظرة عدائية متأصلة حاقدة أستغربُ طويلاً من أين منبعها؟ ولماذا لا ينظر إلى مدى الظلم الذي تعرَّضَ له هذا الشعب على مدى ثلاثة عقود من الزمن. ونجدهم يتشدَّقون في الفضائيات بجهل ودون معرفة ويزوِّرونَ التاريخ ويخلطون الحقائق ويشوِّهون صورة الكوردي ليجمعون نقاط الإدانة ويغمزون من قناة الاقتتال الكوردي الكوردي دون النظر إلى أسبابها.
وفي اعتقادي لو بحثنا عن أسباب لهذا الهجوم غير موضوع محاباة السلطة والحقد الغريب المزمن لوجدنا أن عدم الفهم الحقيقي لمأساة الكورد هو السبب، والتسرع ونهج نهج الآخرين هو الذي يدفع المثقفين العرب لاتهام الكورد تارةً بالعدائية وتارةً بإثارة القلاقل وتارةً بالطمع في دولة كوردية من الخليج إلى البحر المتوسط وتبقى مطالب الأكراد بكركوك والموصل موضوعاً جاداً ومحوراً للخلاف والمزاودة بين المثقفين العرب.
والأمر البالغ الغرابة أن يصل بعض المثقفين إلى مرحلة الغيبيات والتنجيم في معرفة المستقبل ليقولوا بأن الكورد سيستمرون في نهجهم القديم في التمرد مستقبلاً وإثارة القلاقل في العراق بغض النظر عمن يحكمها ومهما وصلت امتيازاتهم.
لقد ظُلِمَ الكورد من إيران وتركيا وصدام والعالم عندما تفرج على مأساتهم ومقابرهم الجماعية صامتاً وهاهو يذبح الشعب المناضل كل يوم على يد الإعلام المأجور المنافق الجاهل وغير الحيادي الذي يكيل الطعنات ليزيده رغبةً في الحياة..
ويبقى الأمل في الإعلام الكوردي الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى في نشر الوعي والرد على ما يُقال بالعمل الدؤوب لشرح قضيتنا العادلة وكسب أصوات حرة قوية نزيهة لمناصرة الكورد في كسب حقوقهم المشروعة السياسية والثقافية وتوضيح أن الأمر أبعد ما يكون عن إثارة نعرات طائفية ولا علاقة له بأنه في المؤامرة الإمبريالية الصهيونية وأن القضية الكوردية مستقلة بحدِّ ذاتها عن الاثنيات الأخرى، فهي قضيةٌ قوميةٌ عادلةٌ ومشكلةٌ إنسانيةٌ بكل المقاييس.
التعليقات