"إيلاف"من لندن : تتفاعل الازمة السياسية بين السلطات السورية وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة السيد جلال الطالباني رئيس مجلس الحكم العراقي على خلفية تصريحات انتقد فيها سوريا التي اعتبرتها مسيئة لها .فقد ابلغت مصادر حزبية على صلة بسوريا (أيلاف) اليوم ان الحكومة السورية اغلقت مكاتب حزب الطالباني في دمشق وقيدت حركة مسؤوليه في أشارة الى عدم رضاها أيضا على بيان اصدره المكتب مؤخرا حاول فيه تبرئة الطالباني من مهاجمة سوريا ومتهما اجهزة الاعلام بأساءة نقل تصريحاته غامزا من قناة سوريا.
وكان الطالباني انتقد الاسبوع الماضي عدم دعوة سوريا لوزير الخارجية العراقي هوشيار الزيباري للمشاركة في مؤتمر وزراء خارجية الدول المحيطة بالعراق الذي انعقد في دمشق مؤخرا كما هاجم وزير خارجية سوريا فاروق الشرع بذريعة انه قال بأن ( المستفيد الوحيد من الاوضاع الحالية في العراق هم الولايات المتحدة واسرائيل والاكراد) الامر الذي نفته دمشق بشدة .
وحاول الطالباني التخفيف من حدة الازمة بالاشارة امس الى ان العلاقات السورية مع الاكراد اكثر رسوخا من جبال كردستان نافيا ان يكون قد اتهم سوريا بتصدير ارهابيين الى العراق موضحا (أن كل ماقلناه ان هناك ارهابيين يتسللون الى العراق من سوريا وايران والسعودية لكن ذلك يتم من دون علم حكوماتها).كما اعلنت وسائل اعلام عربية خلال اليومين الماضيين ان الطالباني قد وسط القاهرة للعمل على اقناع دمشق بتجاوز هذه الازمة واعادة العلاقات الى طبيعتها بين مجلس الحكم وسوريا التي رفضت استقبال الطالباني على رأس وفد من المجلس في زيارة كان معد لها سلفا بناء على دعوة من نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في اشارة الى انزعاجها من تصريحاته الاخيرة.وتخشى مصادر كردية من قيام السلطات السورية بسحب او عدم تجديد جوازات السفر التي كانت منحتها في اوقات سابقة لقياديي الاتحاد الوطني الكردستاني وفي مقدمتهم الطالباني نفسه والذين بدأوا نشاطهم السياسي ضد نظام بغداد من دمشق قبل 28 عاما بعد ان طلبت السلطات السورية قبل ايام من مدير مكتب الاتحاد في دمشق دارا مجيد الحد من نشاطاته .
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني قد عقد مؤتمره التأسيسي الاول في العاصمة السورية عام 1975 ومنذ ذلك الوقت احتضنت السلطات السورية نشاطاته وقدمت تسهيلات وحماية واسعتين لقيادته للعمل ضد النظام العراقي السابق كما منحت الطالباني واعضاء قيادته جوازات سفر سورية لتسهيل تحركاتهم وتوسيع نشاطهم السياسي من اجل قضيتهم بالاضافة الى انها سمحت لهم بتملك دور سكنية في أحياء دمشق الراقية . وقد ظلت قيادة الاتحاد في دمشق لمدة 28 عاما ولم تغادرها الا في عام 1991 عندما خرجت منطقة كردستان العراق عن السلطة المركزية في بغداد حين عاد الطالباني واعضاء قيادته اليها وشكلوا حكومة اقليمية في مدينة السليمانية .
التعليقات