العين: المناسبات والاحتفالات والمهرجانات في مدينة العين لا تتوقف، ويبدو أن الهيئة العامة للتطوير الاقتصادي والترويج السياحي للمدينة مصممة بقوة ورغم حداثة إنشائها، على ولوج عالم السياحة في منطقة الشرق الأوسط ومنافسة لؤلؤة الخليج " دبي " التي ما تزال تقف بثبات وقوة في قلب خارطة السياحة العالمية.
وبدت المنافسة حقيقية بين المدينتين الإماراتيتين بمناسبة الاحتفالات بعيد الفطر السعيد في دولة الإمارات والتي تشابهت فعالياتها وأساليبها لحد كبير في القرى التراثية ومراكز التسوق وحتى في الشوارع والحدائق، والسعي لاستقطاب أكبر عدد من الزوار وإشغال الفنادق بنسبة 100%، وكذلك من خلال الترويج للمدينتين في كبرى العواصم العالمية عبر المشاركة في معارض ومهرجانات وندوات سياحية خاصة.
ورغم الخبرة الطويلة لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي في تنظيم الاحتفاليات المتعددة وإنجاحها إعلامياً واقتصادياً بشكل كبير حتى أصبحت معروفة جيداً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وخاصة مهرجان دبي للتسوق الذي ينظم مطلع كل عام، ومهرجان صيف دبي الذي ينظم خلال شهري يوليو وإغسطس من كل عام، فضلاً عن المناسبات والمفاجئات العديدة التي لا تنتهي في دبي.... فإن الهيئة العامة للتطوير الاقتصادي والترويج السياحي بمدينة العين تبذل نشاطاً مكثفاً لوضع المدينة على خارطة السياحة الإقليمية والعالمية، وخاصة خلال العام الحالي 2003.
ويتابع الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية نائب رئيس المجلس التنفيذي بنفسه استعدادات مدنية العين للفعاليات المختلفة، حيث يرى أنها تساهم في تنشيط الحركة السياحية بالمدينة كما يشرف على الاستراتيجية التي وضعت لمدينة العين بهدف تمكينها من التميز في صناعة السياحة.
وفي تصريحات صحافية تلقتها ايلاف بمناسبة العيد الوطني 32 لدولة الإمارات، أكد الشيخ المهندس سلطان بن طحنون آل نهيان وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتطوير الاقتصادي والترويج السياحي لمدينة العين، أن "الخطوات التي قطعتها الهيئة لتحقيق أهدافها نحو الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية والموروث الحضاري والثقافي والمناخ والطابع المميز لمدينة العين، تبشِّر أن المستقبل بإذن الله يعد بالكثير لإعطاء هذه المدينة مكانتها على خارطة السياحة الإقليمية والعالمية.
وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان: "إن استراتيجية العمل والأهداف التي قامت عليها الهيئة والتي تعتمدها في تخطيط مشاريعها وبلورة وتنفيذ الأفكار التطويرية والتنموية المتعلقة بالاقتصاد والسياحة في العين، تعتمد النظرة الشاملة والتكاملية بمعنى أن استثمار الموارد الطبيعية والتراثية والبنية التحتية للمدينة وإعداد الدراسات وخطط التطوير ومراجعة برامج الأنشطة الاقتصادية والتجارية وتسويق المشروعات الاستثمارية والترويج السياحي .. كل ذلك يعتمد على روح المشاركة الحقيقية والتفاعل بين مختلف الجهات المعنية سواء كان المجتمع المحلي أو القطاع الخاص أو القطاع العام".
تنمية ودعم القطاعات السياحية
وقامت الهيئة العامة للتطوير الاقتصادي والترويج السياحي بمدينة العين بالعديد من النشاطات لهذا العام (2003) توزعت على عدة محاور تعكس فلسفة أهداف الهيئة ومراميها، وفي مقدمتها برنامج (العين في عيون الناس) الذي شرعت به الهيئة منذ إبريل الماضي بهدف إشراك المجتمع المحلي في تطوير مفهوم شامل لسمة وهوية مدينة العين، والذي تسعى الهيئة إلى توظيفه بصورة منهجية ضمن برامجها الترويجية لهذه المدينة وإقليمها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
كما أن الهيئة عملت وما زالت - في كل مشاريعها ووفق ما تنص عليه مهامها وأهدافها على تطوير البرامج والأنشطة الاقتصادية والتجارية والتسويقية والترويجية للعين من خلال الإشراف على تنفيذ تلك البرامج، ودراسة واقتراح وتسويق المشروعات الاستثمارية ذات الجدوى الاقتصادية، مع تفعيل دور القطاع الخاص. وضمن هذا المفهوم تم تشكيل فريقي عمل مشتركين بين الهيئة وقطاعي الفنادق، والشركات السياحية ووكالات السفر والطيران العاملة في العين، حيث تتركز أهداف الفريقين على وضع رؤية واضحة لتطوير القطاعين الرئيسيين للسياحة والسفر في العين، وإيجاد وتطوير الروابط الضرورية بينهما وبين الهيئة وصولاً إلى تأكيد شراكة إيجابية بين القطاعين العام والخاص. وقد باشر الفريقان اجتماعاتهما الشهرية بالتناوب منذ ذلك الحين .
معارض وأنشطة ترويجية
وفيما يتعلق بالأنشطة الترويجية، بدأت الهيئة بالمشاركة في عدد من المعارض والملتقيات الدولية السياحية المتخصصة من خلال إرسال وفود من قبلها إلى العواصم والمدن التي أقيمت فيها المعارض وبعض المؤتمرات، بهدف الاستطلاع والتعارف والبدء بترويج مدينة العين، ومن هذه المعارض:
- "معرض البحر المتوسط للسفر" في القاهرة (16 18 سبتمبر 2003).
- "معرض توب ريسا" الدولي للسياحة والسفر" في دوفيل فرنسا (25 27 سبتمبر 2003).
- "معرض السياحة والسفر الدولي (باتا)" في سنغافوره (1-3 أكتوبر 2003).
- "المعرض الدولي لوكالات السياحة والسفر اليابانية (جاتا)" في طوكيو (3-5 أكتوبر 2003).
- "المؤتمر والمعرض العربي الدولي للسياحة والسفر (أو تي 2003) " في بيروت (16 19 أكتوبر 2003).
- "سوق السفر العالمي في لندن" 9/11/2003.
الدورات وورش العمل
وعلى صعيد البرامج التدريبية وورشات العمل نظمت الهيئة مايو الماضي ورشة عمل تحت عنوان "الإدارة في العالم العربي سبع مجازات حول الإدارة وسائل للمديرين"، حاضر فيها الدكتور فريد المنى نائب رئيس مجلس إدارة شركة "ميرك" للتدريب والاستشارات بدبي، وحضرها المديرون والمسؤولون التنفيذيون في الهيئة وعدد من القيادات الإدارية في القطاعين العام والخاص بالعين.
وضمن أهداف زيادة الوعي الاجتماعي بأهمية تراث الدولة وتاريخها، وخاصة الذي تحتضنه مدينة العين، والحث على ضرورة الحفاظ عليه ودراسته وتوثيقه وإعادة إحيائه، وزيادة الاعتزاز بالتراث والهوية الوطنية، نظمت الهيئة بالتعاون مع إدارة الآثار والسياحة بالعين الدورة التدريبية الصيفية حول "تراث وتاريخ مدينة العين" خلال الفترة من 28/6 20/8/2003 وبمشاركة مجموعة من طلاب وطالبات جامعة الإمارات العربية المتحدة وكليات التقنية العليا، ومجموعة من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية وعدد من المهتمين بأعمال الحفاظ على التراث والتاريخ.
وأولت الهيئة اهتماماً خاصاً بتحسين مهارات العاملين في قطاع الخدمات السياحية بالعين والرفع من سوية أدائهم وتعريفهم بمميزات العين السياحية، فقامت بتنظيم ورشات عمل تدريبية لهم ابتداء من شهر سبتمبر، هدفت بشكل مباشر إلى تزويدهم بحصيلة معلوماتية نظرياً وميدانياً حول آثار العين وتاريخها وتراثها ومعالمها السياحية.
اتفاقية الحفاظ على تراث العين بالتعاون مع اليونسكو
وكان أبرز ما أنجزته الهيئة ضمن خطة العمل للعام 2003 توقيع اتفاقية "استراتيجية الحفاظ على تراث مدينة العين" مع منظمة اليونسكو في أواخر مايو الفائت، وتعتبر هذه الاستراتيجية من المشروعات ذات الأهمية الخاصة التي أولتها الهيئة عنايتها منذ بدء أعمالها، كما تعتبر اتفاقية هذه الاستراتيجية التي وُقِعَت في الرابع والعشرين من مايو 2003 أول اتفاقية من نوعها تبرمها هذه المنظمة العالمية مع هيئة محلية، إذ جرت العادة أن توقع الاتفاقيات المشابهة مع الحكومات في العالم. وتشتمل الاتفاقية التي تبرز رغبة واهتمام الهيئة في دعم السياحة التراثية وقبل ذلك المحافظة على الثروة الوطنية للعين، على أربعة أهداف رئيسية تتمثَّل في تأمين التراث الثقافي للعين بما في ذلك المواقع التاريخية، وتحديد المواقع التراثية من خلال أعمال المسح والتسجيل وتوثيق هذه المواقع وتحليل المعلومات المتجمعة حولها، وتطوير برامج الحفاظ على التراث .
احتفالات وفعاليات
وشاركت الهيئة في الاهتمام العالمي برصد ظاهرة اقتراب كوكب المريخ من سطح الأرض مساء يوم 27 أغسطس 2003 ، حيث نظمت بالتعاون مع جمعية الإمارات للفلك مرصداً لرصد هذه الظاهرة من على قمة جبل حفيت الذي شهد إقبالاً جماهيرياً كثيفاً ترافق مع حضور إعلامي بدعوة من الهيئة للعديد من وسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية والعالمية.
كما دعت الهيئة نحو (70) مؤسسة إعلامية من كل أنحاء العالم للمشاركة في تغطية استعدادات الدولة لاستضافة بطولة كأس العالم للشباب (الإمارات 2003) في العين. وتنظم الهيئة بالتعاون مع دائرة البلدية وتخطيط المدن بالعين.
مهرجانات العيدين
وبمناسبة عيد الفطر السعيد والعيد الوطني، نظمت الهيئة احتفالات تراثية وثقافية فنية ترفيهية عائلية ما تزال مقامة في منطقة مبزرة الخضراء ومركزي "العين مول" و"الجيمي للتسوق". وتتضمن فعاليات منطقة مبزرة الخضراء نماذج من الحياة الاجتماعية اليومية لأبناء الصحراء وأهل الواحات إضافة إلى الألعاب والأهازيج الشعبية والعيدية، كما تضمنت الفعاليات الشعر الشعبي والشلات والعزف على الربابة وزهبة العروس وكذلك الزفة النسائية للعروس، هذا إضافة إلى عرض للصقور والقهوة الشعبية والحرف القديمة، كما يقام ضمن الفعاليات مجلس الشعراء إضافة إلى عروض فرقة العيالة والحربية. وتتواصل العروض المسرحية ضمن الاحتفالات حيث يقوم طلاب منطقة العين التعليمية عرضاً مسرحياً إضافة إلى عروض على الدراجات العادية وعروض أخرى للساحر وأغاني محلية ومسابقات، كما خصصت مساحة بمنطقة مبزرة الخضراء للنقش على الحناء وتزيين الشعر بالخرز والرسم على الوجوه.
كما يشهد مركز العين مول ومركز الجيمي للتسوق وهما أكبر مراكز المدينة العديد من العروض لتشمل المسرحيات التي تقدم للأطفال منها الدب الطماع والكنز الثمين وأبو عابد في الغابة ومسرحية العرائس إضافة إلى المسابقات التراثية وعروض الساحر التي تبهر الكبار والصغار. وتقام أيضاً ضمن الفعاليات معارض فنية للطلاب والطالبات وكذلك المعلمات إضافة إلى معرض يشارك به مركز زايد للتراث بالعين. كما أقامت الإدارة المشرفة على الاحتفالات بمركز الجيمي معرضاً علمياً للابتكارات قدمت من خلاله الإبداعات والابتكارات العلمية.