إيلاف من موسكو:& صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء اجتماعه اليوم بالنائب العام لروسيا فلاديمير أوستينوف ورئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي نيقولاي باتروشيف بأن الإرهاب الدولي الذي يشكل تحديا يواجه الكثير من دول العالم يبقى تهديدا حقيقيا بالنسبة لروسيا.
وجاء هذا التصريح في ضوء آخر الإحصائيات التي أوردتها وزارة الطواريء الروسية ووزارة الداخلية بشأن عدد ضحايا تفجير قطار إقليم ستافربول الروسي المتاخم للشيشان. ووصل عدد القتلي إلى 40 شخصا، والمصابين إلى 177 بينهم حوالي 16 في حالة خطيرة. وأشار الرئيس الروسي إلى أن هذه الجرائم تؤدي إلى سقوط المدنيين الأبرياء بالدرجة الأولى.
وأضاف أن الجريمة التي وقعت اليوم في مدينة يسينتوكي جاءت كمحاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد قبيل الانتخابات البرلمانية بثمانية وأربعين ساعة فقط. كما شدد على فشل الإرهابيين في محاولاتهم لأن المواطنين الروس أنفسهم لن يسمحوا لهم بذلك، على حد قوله. وأكد بوتين أن الحكومة وأجهزة الحكم المحلية ستتخذ كل ما يلزم لمساعدة المتضررين، وستضاعف أجهزة الأمن والنيابة العامة جهودها من أجل كشف ملابسات هذه الجريمة.
وفي السياق ذاته أفاد مدير جهاز المخابرات الفيدرالي نيقولاي باتروشيف في نفس الاجتماع أن العمل الإرهابي الذي تعرض له اليوم القطار الكهربائي قرب يسينتوكي ارتكبته مجموعة تتكون من 4 أفراد: 3 نساء ورجل واحد. وقال باتروشيف إن اثنتين من النساء كانتا داخل العربة وتمكنتا من القفز منها قبيل الانفجار، بينما كانت الثالثة توجه العملية وتشرف على مسيرتها ومشكوك في نجاتها. وأضاف أنه من المستبعد أن يتسنى التحقق من هوية الرجل لأنه، إذ إنه كان انتحاريا يربط عدة قنابل يدوية فى قدمه. وأشار باتروشيف إلى أن سيارات كانت واقفة بالقرب من موقع الانفجار جرت منها مراقبة العملية.
وأكد وزير الدولة الروسي لشؤون القوميات فلاديمير زورين في حديثه اليوم أن العمل الإرهابي الأخير جاء كمحاولة لعرقلة عملية التسوية السلمية في الشيشان. وأضاف بأن "هذه المحاولة استهدفت إيقاف عملية التسوية السلمية في الشيشان وترويع الذين أرادوا إلقاء السلاح والنزول من الجبال، وخاصة في الفترة الأخيرة التي شهدت استسلام العشرات من المقاتلين. ويحاول الإرهابيون الذين يعانون من العزلة الآن في ظل التقدم الحاصل في الشيشان أن يثبتوا لمناصريهم ومموليهم أنهم مازالوا يتمتعون ببعض القوة".
كما قال الوزير الروسي إن العمل الإرهابي الذي استهدف القطار في مدينة يسينتوكي يعد شاهدا على بقاء الإرهاب الخطر الأول بالنسبة لروسيا والمجتمع الدولي.